العلاقات هي التناغم ولا شيء سواه، هي أن ندرك حين نكون في طرفٍ رغبات الطرف الآخر وأحلامه، هي أن نراعي كل المراعاة الأحاسيس والأفكار والأفعال، هي أن نضع أعذاراً وأن نسامح وننسى، هي أن ندرك أن لا كمال هناك، لكننا نحاول أن نرسم الحياة معاً نخوض تفاصيلها، كلٌّ حسب رؤيته للحياة. كثيراً ما يُتعب العلاقاتِ ذلك التوقعُ الذي يضعه طرف في ذهنه دون أن يصرح به، دون أن يلمح له حتى، لكنه يتوقع من الطرف الآخر أن يفعله كما يريد. فالطرف الأول هنا وضع نفسه خارج العلاقة، ووضع نفسه في مأزق أن يبحث عما يلوم به الآخرين ظناً منه أنهم لا يفهمونه أو يحاولون ذلك متعمدين، هنا يجد نفسه أنه حمّل العلاقة خارج ما تحتمل من خلال هذه الرومانسية الزائفة التي توقع فيها ما لم يفصح عنه وأنه لن يملك الشجاعة للتصريح به، لكنه قد يملك الشجاعة ليضعه في قلبه حسرة وألماً، باعتباره إنقاصاً من اهتمام الطرف الآخر حتى يأتي اليوم الذي يلومه به عليه. إن أساس رقي العلاقـات يأتي من التفاهم والتواصل الحقيقي قلباً لقلب، حتى التفاهم على معاني الكلمات فالكلمات كالاهتمام مثلاً تحمل الكثير من التأويلات والتفسيرات عند كلٍّ من الأطراف، فلا بأس أن تفسرها مع من تحب أن تشاركه توقعاتك من العلاقة أن تصارحه بما لا تحتمل دون أن تجرحه ببساطة كبيرة، وعليه أيضاً أن يتقبل ذلك برحابة الاختلاف واتساع أفق التفاهم. العلاقة هي أن نسمو بأحاسيسنا وأن نسمح لأنفسنا أن نتقبل ونستمع وبعيداً عن التأويلات والأحكام المسبقة، أن نعطي الحياة فرصة لتتشكل في أرواحنا وتتجدد، أن نرى ما لا نراه كل يوم في الطرف الآخر وأن نسمح له أن يحيا حياته ونحيا حياتنا لنلتقي في نقاط الرقي والمودة والحب من جديد على طاولة التفاهم. ننسى الماضي ونبدأ من جديد دون أن نكرر الأشياء التي تعكر صفونا، دون أن نتوقع شيئاً فيصبح القليل الذي نرسمه بيننا مفاجأة جميلة ولو كانت بسيطة كل البساطة. العلاقة هي احترام حرية الطرفين وتحقيق السعادة في المساندة الحقيقية قلباً لقلب
|
|
|
|