إن رد فعل الشخص نحو الظلم الذي يواجهه يتوقف على طبيعة خصائصه الشخصية وثقافته وعقليته والكيفية التي يفكر بها، وأن من يتمتع بصفات إيجابية تتعلق بالجوانب السابقة يكون رد فعله على الظلم منظماً وممنهجاً وأكثر عقلانية مما يكون عليه حال ذاك الذي يتصف ببنية إيمانية ضعيفة فليجأ إلى تصرفات عدائية ويُصاب بالإحباط الذي قد يؤدي به إلى التصرف بطريقة خاطئة يؤذي بها نفسه وغيره.
يؤكد الدكتور عادل المدنى أستاذ الطب النفسى بجامعة الأزهر أن المظلوم قد يفقد الثقة بالآخرين ويشعر بحدة الظلم وشدته، خاصة إن كان الظلم وقع عليه من قريبٍ، وخصائص الشخصية والثقافة تلعبان دوراً أيضا في التعافي من الآثار النفسية للظلم وأياً كانت هذه الخصائص فلابد للشخص المظلوم من المرور بخبرات إيجابية تمحو نتائج الخبرة السلبية التي مرّ بها، فإن تعرض للخبرة الإيجابية فسيكون أكثر قابلية لاستعادة الثقة التي فقدها وإدراك أن الظلم لا يسري على كل مناحي الحياة ولا ينبع من الجميع، وأن قسوة الظلم تؤثر على العلاقات الاجتماعية للإنسان وتجعله يتعامل مع الآخرين على أنهم جميعا ظلمة، وعلى المظلوم ألا يتردد في المطالبة بحقه ولكن بالأسلوب والتوقيت المناسبين وبطريقةٍ مقبولة اجتماعياً لضمان تحقيق النجاح وعدم الإضرار بحقه والتحوّل إلى مُخطئ، وأهمية مراعاة طبيعة الطرف الآخر الظالم وصفاته والكيفية التي يجب أن يتعامل بها معه، ولكن دون الإفراط في هذه المراعاة وبدون مسايرته، بل بالأخذ بقيم المجتمع واللجوء إلى الاعتبارات التي تحكمه، لأن ذلك يجعل المظلوم أقوى وأكثر قرباً من الحق ويدفع المجتمع لمساندته والإيمان بحقه.