الموضوع: زمن كلن في حاله
عرض مشاركة واحدة
#1  
قديم 17 - 8 - 2015, 06:55 PM
جروح الم غير متواجد حالياً
Saudi Arabia     Female
SMS ~ [ + ]
؛؛ يالله أجعل وفاتـي في صـــلاة ؛؛


؛؛ بين سجده و تسبيح و ركــوع ؛؛


؛؛


؛؛ و اجعل آخر كلامي في الحيـاة ؛؛


؛؛ لفظ قول الشهاده في خشــوع ؛؛
 عضويتي » 2730
 جيت فيذا » 23 - 12 - 2012
 آخر حضور » 28 - 1 - 2018 (10:26 AM)
 فترةالاقامة » 4347يوم
 المستوى » $95 [♥ Bأ©-Yأھu ♥♥ Bأ©-Yأھu ♥♥ Bأ©-Yأھu ♥♥ Bأ©-Yأھu ♥♥ Bأ©-Yأھu ♥]
  النشاط اليومي » 8.12
مواضيعي » 7626
الردود » 27690
عددمشاركاتي » 35,316
نقاطي التقييم » 3126
 ابحث عن » مواضيعي ردودي
تلقيت إعجاب » 1
الاعجابات المرسلة » 30
 الاقامه »
 حاليآ في »
دولتي الحبيبه » دولتى الحبيبه
جنسي  »
العمر  » سنة
الحالة الاجتماعية  »
 التقييم » جروح الم has a reputation beyond reputeجروح الم has a reputation beyond reputeجروح الم has a reputation beyond reputeجروح الم has a reputation beyond reputeجروح الم has a reputation beyond reputeجروح الم has a reputation beyond reputeجروح الم has a reputation beyond reputeجروح الم has a reputation beyond reputeجروح الم has a reputation beyond reputeجروح الم has a reputation beyond reputeجروح الم has a reputation beyond repute
مشروبى المفضل  » مشروبى المفضل
الشوكولاته المفضله  » الشوكولاته المفضله baunty
قناتك المفضلة  » قناتك المفضلة
ناديك المفضل  » ناديك المفضل
سبارتي المفضله  » سبارتي المفضله
 
الوصول السريع

عرض البوم صور جروح الم عرض مجموعات جروح الم عرض أوسمة جروح الم

عرض الملف الشخصي لـ جروح الم إرسال رسالة زائر لـ جروح الم جميع مواضيع جروح الم

افتراضي زمن كلن في حاله

Facebook Twitter
ملاحظة هامة لقراء الموضوع ♥ غير مسجل ♥
قبل قراءتك للموضوع نود إبلاغك بأنه قد يحتوي الموضوع على عبارات او صور لا تناسب البعض
فإن كنت من الأعضاء التي لا تعجبهم هذه المواضيع .. وتستاء من قرائتها .. فنقدم لك
باسم إدارة الشبكة وكاتب الموضوع .. الأسف الشديد .. ونتمنى منك عدم قراءة الموضوع
وفي حال قرائتك للموضوع .. نتمنى منك ان رغبت بكتابة رد
أن تبتعد بردودك عن السخرية والشتائم .. فهذا قد يعرضك للطرد أو لحذف مشاركتك
إدارة شبكة ( همس الشوق )

 



زمن كلن في حاله


حاله

كبار السن فقدوا رونق الحياة الاجتماعية الذي اعتادوه


الحديث عن تغير بناء الأسرة وواقعها اليوم في غاية الإيجاع والإيلام، خاصةً بعد أن فقدت الكثير من العوامل التي تدار بها البيوت المستقرة والهانئة، ليكون حال الكثير منها أشبه بالفندق، لكل فرد من أفرادها عالمه الخاص، رافضاً أن يتدخل أحدهم فيما يعتبره من خصوصياته، قاطعاً الطريق أمام كل من يريد أن يشاركه اهتماماته ومقتنياته، اللقاءات فيما بين أفرادها تتم أحياناً بمحض الصدفة، فمواعيد دخولهم وخروجهم من البيت وحتى مواعيد تناولهم الطعام باتت متفاوتة، أما أحاديثهم فهي مقتضبة ومختصرة لا تتجاوز إلقاء التحية وتقبيل رأس الوالدين، حتى تلبية دعوات الأقارب ومصاحبة الوالدين تكون على حسب مزاجهم ونفسيتهم، وما يزيد الحال سوءًا هو تلك العزلة والقطيعة الباردة التي تحل بعلاقة الأبناء بأسرهم بعد زواجهم، وكأن الزواج بات سبباً مقنعاً وكافياً لتقل طاعتهم لوالديهم، وتنقطع صلتهم بهم، للحد أنّهم أصبحوا "مثلهم مثل الناس"، يسمعون أخبارهم من الآخرين، وربما آخر من يعلم.
ألم نقل بأنّ الحديث عن هذا التغير موجع للغاية؟ مالذي غير ملامح الأسرة وأثر في أدوارها وبناءاتها؟ وماهي الانعكاسات السلبية لتحول نمط المعيشة السائد سابقاً في الأسر الممتدة إلى ما نعيشه اليوم في الأسر الفندقية؟ وكيف نعيد للأسرة تماسكها وتكوينها ودورها القوي في عملية التنشئة الصحيحة؟.. أسئلة كبيرة في مضامينها وفي الوقت ذاته تفرض البحث عن معالجات واقعية سريعة لإصلاح ما يمكن إصلاحه وإعادة تلك القوة والمتانة لعلاقاتنا الأسرية الحميمة التي تميزنا على العالم بأسره.

دور حقيقي
رأت فوز خلف أنّ مسألة توجيه أصابع الاتهام تتجه نحو الآباء والأمهات لتنازلهم عن الكثير من أدوارهم الحقيقية لم تعد حاضره بقوة في وقتنا هذا، مؤكّدةً على أنّه ليس من العدل أن نلومهم أو نحاسبهم، خاصةً وأنّ البعض منهم أجبرته ظروف الحياة المادية وتعدد متطلباتها على الغياب والعمل لساعات طويلة، مبيّنةً أنّ ما يدعو للقلق والخوف من عزلة الأبناء هو فقدانهما الحوار والتوجيه والإرشاد والرقابة من قبل الوالدين ومحاولتهم تعويض الأبناء بكل ما هو مادي، معترفة أنّها بالكاد تجتمع بعائلتها، حتى انّ مواعيد تناولهم للطعام غير منتظمة، بل إنهم لا يتفقون على نوع محدد من الأطعمة فيما لو اجتمعوا، لينتهي الأمر بطلب وجبات خارجية، وانعزال صاحبها عن لقائهم النادر، مشيرةً إلى أنّ نمط تلك الحياة يقضي على العاطفة الحقيقية فيما بينهم كأسرة، حتى إنّها باتت تشعر بأنّ صديقتها أقرب إليها من أختها.
فيما لفتت نوال مسعود –ممرضة– إلى حال العلاقات الزوجية وكيف أصبحت هشة ومهزوزة وربما يفشل الزوجان في إدارة حياتهما الزوجية عند أول خلاف أو مشكلة تواجههما؛ لشدة رفضهم الاستماع والأخذ برأي ونصائح كبار العائلة، مبيّنةً أنّ ما يحزنها كزوجة هو تجاهل زوجها لوجودها في المنزل بشكل يومي، إذ لا يحضر للمنزل إلاّ في أوقات الطعام، ثم يخرج ولا يعود إلاّ وقت النوم، مضيفة: "ما أصعب العيش في منزل أشبه بالفندق، يفتقد للغة الحوار والتفاهم والمشاركات العائلية"، ناصحةً الأزواج بترك الركض خلف الحجج الواهية، فالتقصير والغياب والإهمال لا يأتي بخير، حيث لم تعد الحاجة للماديات أهم من الحاجة للعاطفة والشعور بالانتماء لكيان الأسرة.
تحول مقلق
وأوضح ماجد المرزوقي -موظف حكومي– أنّه جرت العادة أن يحل الجد أو العم والخال والأخ الأكبر محل غياب الأب أياً كان سبب غيابه، إلاّ أننا اليوم نرى تحولاً مقلقاً ومخيفاً في طبيعة تلك العلاقات، حيث الرفض لأي تدخل من قبلهم وعدم الأخذ بمشورتهم، بل من المؤسف أن تلك العلاقات أصبحت في مجملها جامدة ولا لقاءات تجمعهم إلا في المناسبات الرسمية، مضيفاً: "الشق أكبر من الرقعة، حينما يكون الابن يتيم الأب ومراهقا فربما وقع فريسة سهله لأشخاص استغلوا تلك الفجوات ليجروه إلى مستنقع الانحرافات الأخلاقية والفكرية، وهنا يفرض السؤال نفسه، وين جماعته عنه؟".
تواصل ثقافي
وبيّن الدكتور خالد النقية –عضو هيئة التدريس في قسم علم الاجتماع والخدمة الاجتماعية بجامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية- أنّ المجتمع السعودي مر بمرحلتين يصطلح عليها المهتمون بعلم الاجتماع بالمرحلة المستقرة والمرحلة غير المستقرة وتبدأ المرحلة المستقرة منذ بداية التأسيس على يد المغفور له بإذن الله الملك عبدالعزيز إلى قبيل اكتشاف النفط، والمرحلة غير المستقرة بدأت بعد تدفق عائدات النفط وانطلاق المشروعات التنموية العملاقة وتواصل المجتمع مع الثقافات الأخرى، من خلال السفر والشركات العاملة في النفط، ثم النمو المتزايد في التعليم والخدمات الصحية وتغير نمط المعيشة والهجرة من الريف للمدن، ومشروعات التوطين التي حولت نشاط البادية من الرعوي إلى الزراعي، ثم التجاري، ثم الصناعي والمهني، والتوسع في تعليم الفتاة وخروجها لسوق العمل.
وقال إنّ هذه العوامل مجتمعة تركت آثاراً كبيرة جوهرية على المجتمع بشكل عام وعلى الأسرة بوجه خاص، لأنّ الأسرة هي المرآة الصادقة التي تنعكس فيها تلك التحولات، وهي الخلية الاجتماعية الديناميكية المتفاعلة والفاعلة في المجتمع تؤثر فيه وتتأثر به، ومن بين التغيرات المهمة تلك التي حدثت وتحدث تلك التي لحقت ببنية الأسرة السعودية في حجمها ووظائفها وعلاقتها، وهذه التحولات منها ما هو إيجابي ومنها ما هو سلبي، ومنها ما هو إيجابي في وقته سلبي في الوقت الحالي والعكس، على سبيل المثال حجم الأسرة ففي مرحلة الاستقرار، حيث كان الطابع السائد هو المجتمع الرعوي أو الزراعي القائم على الصناعات التحويلية البسيطة، ووضوح الأدوار المنوطة بكل فرد من أفراد الأسرة، وقيام الأسرة بكافة وظائفها الاقتصادية والتربوية والنفسية، وكان نمط الأسرة الممتدة أو ذات الأجيال المتعددة هي المناسبة لتلك المرحلة، حيث تشكل الأسرة الكبيرة ضرورة اجتماعية تحقق العزوة والمنعة والجاه، إذ تشكل الأسرة وحدة اقتصادية وتربوية ونفسية وأمنية منسجمة الأدوار متينة العلاقات.
وأضاف إنّ الوقت الحالي المتسم بالتغير على كافة الاتجاهات رأسياً وأفقياً ينسجم مع وتيرة الزمن المتسارع واللحظي، هذا الحراك الاجتماعي يتطلب حجماً جديداً ونوعاً جديداً من الأسر تفي بمتطلبات الحراك الاجتماعي بحثاً عن فرص التعليم والعمل والمركز الاجتماعي والخدمات لا تتناسب مع تلك الأسرة الكبيرة بأجيالها الثلاثة الجد وأبناؤه المتزوجون وأحفاده؛ لذا نشطت الأسرة الكبيرة في صورة أسرة شبه ممتدة وتتجه لنمط الأسرة النواة أو الزواجية، ساعد في ذلك حالة الرفاه والطفرة واتساع فرص العمل والتعليم، إضافة إلى ما أتاحه صندوق التنمية العقاري من فرصة كبيرة لتملك المسكن المناسب بأقساط مريحة، معتبراً أنّ هذه العوامل مجتمعة ساهمت في انفصال الأسرة الزواجية عن الأسرة الكبيرة.
وأشار إلى أنّ هذا الانفصال له أبعاده السلبية والإيجابية، كتحول حتمي تفرضه المرحلة فلا خيار لتلافيه، كما أنّه تحول إيجابي في مجمله يتناسب مع درجة وانتشار الحراك الاجتماعي، موضحاً أنّ من أبرز سلبياته حدوث ما يسمى بالفجوة بين الأجيال حيث لم تكن هناك فجوة في المرحلة المستقرة، وذلك لانسجام المجتمع وتشابه نسيجه الثقافي، أما بعد الطفرة والتحول الاجتماعي والتنموي تباينت المستويات التعليمية والاقتصادية، وتعرضت منظومة القيم والعادات لكثير من التغيرات وتغير نمط الحياة الأسرية بدءاً بالتكوين والتنشئة وانتهاءً بالترفيه والاستهلاك.
نزاعات ومشاكل
فيما أكّد الدكتور محمد الشريم -عضو هيئة التدريس بجامعة الملك سعود والكاتب والمستشار في القضايا التربوية والأسرية– على أنّه لا شك أن التغيرات المجتمعية تأثرت بشكل كبير وملحوظ نتيجة التغيرات الاقتصادية بشكل رئيس، وما صاحبها وتبعها من تغيرات ثقافية على مستويات عديدة، حيث يعد التحول من الأسرة الممتدة إلى الأسرة النووية من أبرز مظاهر هذا التغير على أفراد المجتمع، لافتاً إلى أنّ لهذا الأمر جانبين: إيجابي وسلبي، الجانب الإيجابي أنّه منح الأسرة الناشئة فرصة للاستقلال والتمتع بقدر أعلى من الخصوصية، مما يقلل النزاعات والمشكلات الأسرية، أما الجانب السلبي فهو ضعف التواصل بين الأجيال، وقلة الاستفادة من التجارب والخبرات التي مر بها الأوائل، وخاصة مالا يرتبط منها بالتعليم والدراسة، حيث إنّ تجارب الحياة التي يتمتع بها الكبار لا تدرس في المدارس ولا في الجامعات، بل تعلموها بالمعايشة اليومية التي أكسبتهم كماً هائلا من الخبرات المتميزة.
وقال إنّ هناك وسائل عديدة للمحافظة على علاقة قوية بين الأسرة الناشئة أو النووية والأسرة الممتدة، أو أسرة الوالدين والأجداد، وذلك وفقا للظروف الاجتماعية والمادية، ومن أفضل الوسائل أن يسكن الابن في منزل ملاصق لبيت والديه أو قريبا منه؛ مما يمنحه وزوجته الاستقلالية التامة في بيتهما، وفي الوقت نفسه يكون قريباً جداً من منزل الوالدين، بحيث يمكن له أن يزورهما كل يوم، وتكون فرصة سانحة للأبناء أن يزوروا بيت أجدادهم ويمضون وقتاً أطول معهم؛ مما يسهم في نقل بعض الخبرات التربوية للأبناء ومن ثم للأحفاد، ومن لم يتيسر له السكن القريب من بيت الأجداد، فلا أقل من ترتيب زيارة ثابتة، مرة أسبوعياً على الأقل، لبيت الأجداد، يكون فرصة للتقارب الروحي، بحيث يكبر الطفل وهو قريب من أجداده، وثيق الصلة بهما، يتمتع بحنانهما وعنايتهما، ويتعرف على خبراتهما بشكل غير مباشر، من خلال التعايش والتعرض للمواقف وعلاجها بشكل عفوي، ولذلك نجد الأبناء الذين يعيشون قريبا من أجدادهم، ووثيقي الصلة بهم، أكثر تقديرا للحياة الأسرية والتكامل بين أفرادها من الذين يعيشون استقلالية شبه تامة!
التحضر والتقليدية
واعتبر الأستاذ الدكتور عبدالرحمن بن محمد عسيري -عميد المركز السعودي لدراسات وأبحاث الوقاية من المخدرات والمؤثرات العقلية بجامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية- أنّ موضوع الأسر الفندقية يعد موضوع الفردية والجماعية من المواضيع التي حظيت بنقاش واسع في الأدبيات الاجتماعية، وعن العوامل المرتبطة بها أو المؤدية إلى كل منها، حيث يعزو علماء الاجتماع ذلك الأمر إلى درجة التحضر، فكلما ارتفعت درجة التحضر ارتفع مقدار الفردية في المجتمع، وكلما كان المجتمع اقرب إلى البدائية والتقليدية كان أفراده اكثر تماسكاً وتعاوناً، والمجتمع السعودي ليس حالة استثنائية، بل هو جزء من المجتمع الإنساني، وما يشهده المجتمع السعودي المعاصر من تفكك أسري وازدياد في مستوى "الأنا" لدى الأفراد وارتفاع الفردية، وتضاؤل الجماعية أو العمل الجمعي، هو نتيجة حتمية لحالة التحضر الشديد التي يعيشها المجتمع، حيث إنّ المستوى الحضاري الذي نعيشه حالياً هو حالة طارئة لم يشهدها المجتمع من قبل، بل إنّ درجة التحضر التي نعيشها اليوم هي أعظم حضارة قامت في الجزيرة العربية على مر العصور.
وقال إنّ هذه الحضارة كان لها ضريبتها وهي تفشي الفردية بين أفراد المجتمع وانتشار التفكك الأسرى، وقد بدأت هذه المشكلة تدريجيا منذ بداية مراحل التنمية، حيث بدأت بالهجرة الأسرية وتفرق أفراد الأسرة الواحدة في مناطق شتى طلبا للرزق، فكان ذلك الأمر الخطوة الأولى في تفكك الأسر، وغياب أبنائها والانفراد بالعيش في أسر صغيرة بعيدة ومنفصلة عن الأسرة الأم، فلم يعد يلتقي أفراد الأسرة الا لماما في المناسبات العامة، فضعفت بذلك الروابط الأسرية، والأمر ذاته يندرج على القرى فلم يعد أفرادها بحاجة إلى التعاون والتكافل الاجتماعي في قضاء حوائجهم كما هو الحال في السابق حيث كان الجميع يعملون كأسرة واحدة يساعد بعضهم بعضا في الحرث والحصاد، والصيد، والرعي، حيث انتفت الحاجة مع قدوم الآلة، وهجرة الأبناء، وقدوم العمالة، فاكتفي كل شخص بذاته فامتد التفكك لتتسع الدائرة من الأسرة، إلى القرية، ثم إلى كافة شرائح المجتمع.
وأضاف: إنّ إعادة المجتمع إلى زمن الطيبين -كما يطلقه جيل اليوم على عصر الآباء- أمر ليس بالبسيط، وليس هناك عصى سحرية يمكن استخدامها لتحقيق ذلك، فالأمر يحتاج إلى برامج مكثفه لتحقيق نوع من التوازن الاجتماعي والثقافي في المجتمع، تساهم في إيجاد طرق ناجعة تساهم في التخفيف من سلبيات الاستخدام المفرط والسلبي للتقنيات الحديثة المعاصرة وترشيد استخدامها.
حالة تحضر
رأى الدكتور عبدالرحمن بن محمد عسيري أنّ ما نعيشه اليوم أمر طبيعي، من فردية مفرطة وتحول أسرنا إلى أسر فندقية يعيش كل من أفرادها منعزلاً عن الآخر في غرفته، منغلقاً على ذاته، متجاهلاً احتياجات أفراد الأسرة الآخرين، لدرجة أنّ الأخوات والأمهات يستجدين إخوانهن وأبناءهن لكي يوصلنهن إلى مقاصدهن، فيتجاهلون ذلك، ولا يمانعون أنّ يركبن سيارات أجرة وهم في غرفهم يغطون في نوم عميق، متعللين بقولهم (ماني فاضي)، ولم تعد الأسرة في الغالب تجلس على سفرة واحدة لتناول الوجبات حيث اصبح كل فرد منها يتناول وجبته في وقت مختلف وبأسلوب مختلف، حيث أصبح لكل فرد فيها حياته الخاصة التي يعيشها داخل غرفته، متواصلاً مع مجتمعات افتراضية من خلال الشبكة العنكبوتية، فأصبح أكثر اهتماماً بقضايا أشخاص آخرين ربما لم يشاهدهم في حياته، بينما لا يعرف أحوال أمه وأبيه أو إخوته في الغرف المجاورة، وقد تمر الأسابيع دون أن يلتقي بهم.
وأضاف أنّ هذا النمط من الأسر الفندقية اصبح أمراً واضحاً في مجتمعنا، خاصةً بعد ظهور تطبيقات ومواقع الإنترنت وتطورها؛ مما أوجد مشكلة حقيقية في الأسر، تبدأ حلقاتها منذ السنوات الأولى من عمر الطفل، حيث أصبح طفل الثالثة له عالمه الخاص، فهو يحمل آيباده الخاص به ويتابع أفلام الكرتون التي يفضلها، ويتابع المواقع التي تستهويه؛ مما يجعله يعيش عالمه الخاص دون حاجة إلى التواصل مع المحيطين به، بينما الأم والأب والأخوة لا يختلفون فكل منهم يعيش عالمه الخاص، من خلال برامج التواصل فالكل اصبح يعيش في عالم افتراضي خاص به، مشدداً على أنّ الأمر لا يقتصر على المجتمع السعودي، بل إنه أصبح أمراً ملموساً في كافة المجتمعات الحضرية، التي تعيش أوضاعاً اقتصادية واجتماعية وحضرية مماثلة، فما نعيشه اليوم من تفكك وفردية هو نتاج طبيعي لحالة التحضر التي وصل إليها المجتمع.


الفجوة بين الجيلين

نوّه الدكتور خالد النقية بأنّ من يحضر المناسبات الاجتماعية يرى فيها جيلين وكأن الفاصل بينهما قرن من الزمان بينما لا يتعدى الفاصل الزمني ثلاثين سنة، لكنه في عمر الثقافة كأنما امتد عبر ثلاثة أجيال، معتبراً أنّ من أهم ما وسع الفجوة بين الأجيال هو تلك الثورة الهائلة في مجال تقنية الاتصال والمواصلات التي اختزلت الزمن والمسافة، قربت البعيد الثقافي خارج نسيجنا الاجتماعي وباعدتنا عن مورثنا الثقافي القريب، فتمثلناه في صورة قرية تراثية أو مناسبات سنوية، بينما نعيش ثقافة بعيدة بصورة يومية، تتمثل في الملبس، والمأكل، والمشرب، بكافة رموزها، حيث تنتقل إلينا صرعات دور الموضة بسرعة البرق عبر أجهزة التواصل الاجتماعي، لنراها لفظاً وممارسة في اللحظة نفسها.
وأضاف إنّ قضية الخصوصية التي أوجدها نمط الأسرة الجديد تعكس الفجوة بين الأجيال بصورة واضحة، حتى تحول في صورة عدواه بين الأسرة الجديدة والقديمة، أدى إلى التنافر، مستدركاً: "ولكنها مرحلة طبيعية في طريق تطبيع نمط الأسرة الزواجية، ويحتاج هذا النوع إلى دراسة مستفيضة للواقع، وإلى دراسة استشرافية للمستقبل لتوقع إشكالية هذا النمط الأسري الجديد، وإلى أين يتجه؟ وهل نحن في طريقنا للأسرة الفندقية التي تسود في المجتمعات الصناعية؟، حيث يصبح البيت الأسري في خصوصية أفراده كسكان فندق يشتركون في المنافع العامة ولكل فرد عالمه الخاص"، متمنياً أن يستدرك المربون والمخططون الاجتماعيون هذا النمط؛ لأنّه يعني القضاء على الروح الاجتماعية، ويعزز "الأنا" بكل سلبياتها، من الأثرة وحب الذات والعدوانية والانعزال والإحباط وما يتبعه من إفرازات كالانتحار والجريمة ونحوها.
واقترح تدريب المقبلين على الزواج على التواصل مع أسرهم، إضافةً إلى الحرص على القرب من الأسرة الكبيرة مكاناً أو تواصلاً، وزرع احترام الكبار والأبوين في نفوس النشء احتراماً حقيقياً لا يقف عن تقبيل الرأس واليد، بل يمتد إلى الاحترام والتقبل والتفهم للفروق في أنماط الحياة والتفكير.


الزواج لا يعني انفصالك عن أسرتك!

لفت الدكتور محمد الشريم إلى أنّ بعض الشباب قد يجهل أهمية الانتماء والارتباط الأسري المشترك بعد الزواج، فالزوج يصبح ابناً جديداً لوالدي زوجته، كما أنّ الزوجة تصير ابنة جديدة لوالدي زوجها، وهذا يتطلب قدراً من التأقلم مع الوضع، بحيث تتحقق فيه درجة مناسبة من الاستقلال بحياتهما، ولكن دون تجاهل أو إهمال للوالدين، موضحاً أنّ هناك بعض الأزواج لا يعرف التوسط، فإما أن يكشف حياته بكامل تفاصيلها لوالديه، أو أن يخفي حتى الأمور التي لا يناسب إخفاءها عنهما، والمنطلق هنا هو تقدير الوالدين والشعور بمكانتهما، وبالتالي إشراكهما في حياتنا بالقدر الذي يسعدهما ويشعرهما بأنها جزء مهم من حياتنا، ولكن دون إدخالهما في التفاصيل التي لا يفيد إطلاعهم عليها.
وقال: "لابد أن نستشعر موضوع بر الوالدين في هذه المسألة حتى نرى الأم من منظور مختلف عما قد يكون سائدا لدى الآخرين، والاعتدال هو المطلوب، ومثال ذلك إخبارهما عن نية السفر قبل أسبوعين أو ثلاثة من موعد السفر، وأن يكونا هما أول من يبلغ بذلك حتى لا يصلهما الخبر من الآخرين، فيكون سبباً في شعورهما بالضيق نتيجة تجاهل الابن أو الابنة لمشاعرهما، وكذلك الأمر بالنسبة للحمل، فربما يكون الموعد المناسب لذلك هو مرور شهرين أو قريبا منها، بعد أن يستقر الحمل وقبل أن تظهر علاماته على جسم الزوجة، فتكون البشارة لهما سارة، وخاصة إذا كانا أول من يعرف من الأقارب".
وأضاف إنّ من أكثر الأمور التي تدخل السرور على نفس الوالدين أن يأتي ابنهما وقد تزوج وصار أبا لعدد من الأبناء، ليستشير والده في شراء منزل، وأن يذهب معه لإبداء الرأي حوله وتقديم النصح، ولابد من مراعاة نفسية وشخصية الوالدين عند اختيار الأسلوب المناسب لعرض الأمر عليهما، وطريقة استشارتهما، مشيراً إلى أنّه لا شيء أثقل على نفس الوالدين من الشعور بتناقص قيمتهما بعد أن يتعبا في التربية والاهتمام لسنوات طويلة، ثم يتزوج الشاب أو الفتاة، فلا يريان منهما إلاّ التجاهل، وأن الوالدين أصبحا مثلهما مثل غيرهما من الأقارب، فبالإضافة إلى كون هذا الفعل نوع من العقوق لهما، إلا أنه يحرم الزوجين من كنز عظيم، يسندهما في حياتهما، ويدعمهما بالرأي والمشورة والمساعدة الحسية والمعنوية.



حاله

لغة التفاهم تضيع بين الأخوة إذا سادت المصالح الشخصية



حاله

تبحث الأم عن من يوصلها وابنها نائم في منزله



حاله

يندر أن تجتمع الأسرة حتى لمشاهدة التلفاز كما كانت سابقاً



حاله

التقنية سرقت واقع جيل اليوم وسجنته في حياة افتراضية
تحياااااااااااااتي للجميع
(( م ))


الموضوع الأصلي :‎ زمن كلن في حاله || الكاتب : || المصدر : شبكة همس الشوق

 




 توقيع : جروح الم






مواضيع : جروح الم


رد مع اقتباس

رسالة لكل زوار منتديات شبكة همس الشوق

عزيزي الزائر أتمنى انك استفدت من الموضوع ولكن من اجل  منتديات شبكة همس الشوق  يرجاء ذكر المصدرعند نقلك لموضوع ويمكنك التسجيل معنا والمشاركة معنا والنقاش في كافه المواضيع الجاده اذا رغبت في ذالك فانا لا ادعوك للتسجيل بل ادعوك للإبداع معنا . للتسجيل اضغظ هنا .