الشلل المخي واسع في مفهومة بحيث يشمل مجموعة كبيرة من الاضطرابات الحركية والنفسية والادراكية متنوعة الأعراض ومتباينة الشدة. كما يمكن ان ينتج عنه اضطرابات في النطق والكلام، وصعوبات في التعليم. فالطفل الذي يعاني من شلل مخي طفيف قد تقتصر إعاقته على ان تفقد حركاته الرشاقة فقط وذلك بسبب التشنج الحاصل في العضلات. أما ذلك الذي يعاني من شلل مخي اشد فقد يكون متخلفاً عقلياً أو عرضه للإصابة باختلاجات صرعية, علاوة على الإعاقة البدنية. فهو يشمل جملة من الاعراض تتلازم فيما بينها،وتشير الدراسات الحديثة الى ان حوالي 25%من المصابين بالشلل المخي يكون ذكاؤهم ضمن المعدل الطبيعي لنسب الذكاء، و 25% يعانون من بطء في التعلم او من صعوبات في التعلم نتيجة الى الصعوبات التي يعانونها في النطق والمشكلات السمعية والبصرية وهذا مايجعل اختبار الذكاء منخفض عندهم. والشلل المخي ليس مرضاً بالمعنى الشائع لهذه الكلمة . فالمرض يكون في العادة قابلاً للعلاج والشفاء ، وكذلك المرض يكون معدياً ، والشلل المخي ليس كذلك، ومن النادر جداً ان تكون أعراضه ذات علاقة باضطراب وراثي، الا انه قابل للتحسن اذا اكتشف مبكراً. كما ان التلف الدماغي لا يتفاقم بمرور الوقت، حيث ان الشلل المخي يعتبر اضطراباً ثابتاً "بالرغم من ان الأعراض قد تتغير مع نمو الطفل".اذاً فالشلل المخي (الدماغي) هو حالة ناتجة عن تلف غير متزايد او غير متطور الى الاسوأ يصيب الدماغ، وبالتالي فهو حالة مستقرة في العادة ، الّا في حالة اهمال العناية بالطفل واهمال العلاج الطبيعي فان التشنج يؤثر على اليدين والارجل والمفاصل. وتجدر الإشارة إلى ان التلف الدماغي يحدث أثناء الحمل وغالباً حوالي زمن الولادة، وتعرف الحالة عندئذ باسم الشلل المخي الخلقي. أما ما يحدث من إصابات و امراض والتي تحدث في الشهور الأولى أو السنوات الأولى من حياة الطفل فيسمى بالشلل المخي المكتسب. وتشير الدراسات الى ان نسبة انتشار الشلل المخي 1الى 4 تقربياً في كل الف من المواليد الاحياء.وقد تنخفض النسبة عند العديد من الدول نتيجة لارتفاع مستوى الوقاية والرعاية الطبية ، وخاصه العناية بحديثي الولادة. فقد أصبح بالامكان ان يظل بعض المواليد ناقصي الوزن "اقل من كيلوين" في العناية المركزة للمواليد شهوراً، وبعد ذلك يستمرون في نموهم مع سلامة جميع الأجهزة الحيوية في أجسامهم. بحيث ان الكثيرين منهم أصبحوا يعيشون بقدرة الله تعالى على الرغم من إصابتهم باختلاطات لم يكن بالامكان التغلب عليها قبل عقد من الزمان.
انواع الشلل الدماغي
هناك تصنيفات كثيرة للشلل المخي تبعاً لنوعية الاضطراب الحركي والإطراف المتأثرة به.ومن هذه التصنيفات ما يعتمد على شدة او درجة الاعاقة الحركية فيكون التصنيف الى ثلاث درجات ( بسيط ومتوسط وشديد ) وبناءاً على هذه الدرجات يتحدد العلاج الطبيعي، فاذا كان الشلل المخي من الدرجة البسيطة فالمصاب يستطيع المشي بدون مساعدة فالعلاج بهذه الحالة لايتطلب ان يكون مكثفاً. اما اذا كان من الدرجة المتوسطة فهذا يعني ان المصاب يستطيع المشي بواسطة اجهزة مساعدة ويحتاج الى علاج طبيعي مستمر. اما اذا كان من الدرجة الشديدة فالمصاب تكون حالته متقدمة جداً لعدم العناية به منذ البداية فيحتاج الى كرسي متحرك والى اجهزة معينة وخاصة للحمام واللعب والاكل. وهناك نوع اخر من التصنيف والذي يعتمد على نوع الاعاقة الحركية. فهناك ثلاثة انواع رئيسية من الشلل المخي يعتمد على نوع الاعاقة الحركية وهذه الانواع :
1/ الشلل المخي التشنجي Spastic :
تكون العضلات المتشنجة متوترة ( مشدودة )، ومتقلصة، ومقاومة للحركة، ولدى اختبار المنعكسات قد يتبين إنها ناشطة جداً مما يؤدي الى حدوث تقلصات متكررة. وبالتالي حدوث ما يشبه الرجفان .وهذا التقلص الغير متناسق في العضلات المحيطة بالمفاصل يؤدي الى حدوث تشوهات في المفاصل. فإذا وضعنا ذراعينا تحت ذراعي الطفل المصاب بالشلل المخي التشنجي المزدوج لإسناده فان ساقيه غالباً ما تتدليان إلى أسفل بشكل مستقيم دون ان يكون قادراً على ثني الركبتين، في حين انه يتمكن من تحريك الجزء السفلي من الساقين إلى الداخل وبشكل متصالب عند الكاحلين، ولكن تظل حركة الساقين متيبسة وتشبه حركة نصلي المقص، ولذا تعرف الحاله بالمشية المقصية، وعند ايقاف المصاب يقف على اطراف اصابع قدميه. كذلك التاخر في السيطرة على عضلات الرقبة وتكون اليدان مقبوضتان ومفاصل المرفق مطوية(مثنية) من العلامات المميزة لهذا النوع من الشلل الدماغي. ان تلف المخ في الشلل المخي التشنجي يكون في المراكز المسؤولة عن الحركة في المخ ولهذا السبب فان هذا النوع من الشلل المخي قد يصاحبه مشاكل في السمع والنطق والبصر والادراك.
ويصنف هذا النوع من الشلل المخي الى ثلاثة اصناف رئيسية بناءاً على التشنج فاذا كان الداء يؤثر على الساقين بشكل أساسي فتسمى الحالة بالشلل المزدوج Diplegia، أما إذا تأثرت الذراع والساق في جانب واحد فتعرف الحاله بالفالج الشقي Hemiplegia، أو الخزل الشقي. وفي حالة تأثر كل من الذراعين والساقين في الوقت نفسه فتسمى الحالة بالشلل الرباعي Quadriplegia، أو الخزل الرباعي.
وتجدر الإشارة إلى ان هذا النوع من الشلل المخي هو الاكثر انتشاراً و حدوثاً في الحالات. كما ان الشلل المزدوج التشنجي هو ايضاً احد الأنواع المميزة من الشلل المخي، ويصيب الخدج "المولودين قبل الاون" أو ناقصي الوزن عند الولادة، كما يتضح من الدراسات التي أجريت حول المواليد.
ومن الاثار الجانبية للتشنج بشكل عام:
منع القدرة على الحركة. كبح النمو الطولي للعضلات. منع تركيب البروتين في خلايا العضلات. تكون الاستطالة العضلية محدودة خلال النشاط اليومي. تشوه في نمو العضلات والمفاصل.
من المهم أن نذكر هنا ان التشوه في الايدي والارجل عند المصابين بالشلل المخي التشنجي لا يظهر عند الولادة وإنما يظهر تدريجياً في مراحل لاحقة من النمو. يشكل التشنج في العضلات ومحدودية تمديدها واستعمالها في النشاط اليومي سبباً مهماً للتشوه.
2/ الشلل المخي الكنعي (الاثيتويدي) Athetosis:
هو النوع الثاني من الشلل المخي الشائع، ويتميز بحركات كنعية لا ارادية لأعضاء الجسم المصابة، وهذه الحركات التشنجية البطيئة المستمرة تسمى الكنع، وتتسم بحركات دورانية والتوائية (متموجة) في اليدين مع حركات عبوس في الوجه، وبرزو اللسان وسيلان اللعاب. فهذا النوع من الشلل المخي يتصف بالكثير من الحركة مقارنة بالشلل المخي التشنجي ويكون الشد العضلي لدى المصابين منخفض. كما ان تحريك الجسم بطريقة ارتجاجية ومفاجئة يعد نوعاً آخر من الحركات اللاإرادية التي تحدث لدى الإصابة بالكنع، وقد تسمى الرقاص. والكثير من حالات الكنع أو الشلل المخي الرقاصي تنتج عن اصابة وتلف نويات المخ الاوسط وغالباً ما يكون السبب في ذلك ترسب المادة الصفراء الناتجة عن اليرقان الولادي الشديد في هذه المنطقة من الدماغ.
3/ الشلل المخي الرنحي (غير التوازني) Ataxia:
يعاني المصاب بهذا النوع من الشلل المخي من انخفاض الشد العضلي وضعف التوازن . وينتج هذا النوع من الشلل المخي عن اصابة المخيخ والذي يكون مسئولاً عن حركات التناسق والتوازن. ففي حالات الشلل المخي يكون الاضطراب الحركي الأساسي عبارة عن قصور في القدرة على التوازن والتناسق في الحركات، ويسمى رنحاً. فالمصابون بالشلل المخي الرنحي يترنحون أثناء الوقوف أو لا يستطيعون المحافظة على توازنهم، فلذلك يمشون والساقان متباعدتان عن بعضهما واليدان ممتدوتان الى الامام لتفادي السقوط. فمن الصعب تشخيص هذه الاصابة في سن مبكرة من العمر الا انه يمكن ملاحظة حديثي الولادة غير نشيطين واجسامهم ومترهلة وعند التقدم بالعمر فانه يتاخر في السيطرة على الرقبة والجلوس والزحف وكذلك المشي.
الحالات المختلفة او المختلطة:
بالاضافة الى هذه الانواع الثلاثة الرئيسية من الشلل المخي، هناك انواع اخرى والتي من بينها الشلل المخي المختلط الذي ينجم عنه اصابة مناطق مختلفة مسؤولة عن الحركة في الدماغ .وعندما تتأثر مراكز حركية متعددة تختلط أعراض الشلل المخي. فيوصف هذا الداء بأنه يشمل شللا تشنجياً مزدوجاً مع كنع في الطرفين العلويين "وتوتر وتقلص عضلات الساقين وحركات التوائية في الذراعين"، أما الشلل الشقي في الجانب الأيمن فقد يرافقة تصلب "تيبس عضلات الذراع والساق في الجانب الأيمن"، أو شلل مزدوج مع نقص التوتر العضلي " ارتخاء عضلات الساقين" وهكذا.
الاسباب المحتملة لحدوث الشلل المخي :
هناك اسباب ماقبل الولادة، قد تصادف ألام خلال فترتي الحمل والولادة بعض المضاعفات مثل : حدوث _تسمم الحمل _ حدوث بعض الاخماج أو الالتهاب لدى الحامل او النزيف، والاصابة مرض السكري والامراض الفيروسية التي تصيب الحامل في الاشهر الاولى من الحمل مثل "الحصبة الالمانية" والتعرض للاشعة واستعمال الادوية دون استشارة الطبيب . فهذه الاسباب قد تلحق أذى خطير بالجنين. كما ان التدخين، وتعاطي الكحول وتلقي أنواع مختلفة من العقاقير اثناء الحمل قد يعوق نمو الطفل وتطوره. وقد تكون فترة المخاض والولادة طويلة وعسيرة. أو قد يولد الطفل قبل الاون. ويكون وزنه متدنيا بعد فترة حمل كاملة. كل من هذه الاحتمالات يزيد من إمكانية تعرض الطفل لخطر الإصابة بأذى، خاصة في دماغة، ونظرا للنمو السريع لدماغ الطفل في هذه المرحلة. فإذا أثرت الإصابة على مناطق الدماغ الحيوية التي تسيطر على الوظائف الحركية فقد يصاب الطفل بالشلل المخي والتي تعني مشكلات في السيطرة على الأعصاب والعضلات مما يجعل السيطرة على الحركات الإرادية أمرا صعبا أو مستحيلاً.
وهناك اسباب تحدث اثناء الولادة وتشمل : الولادات العسرة واستخدام الاساليب المعروفة كالشفط وبعض معجلات الولادة وغيره بايدي غير مدربة او تتم في ظروف لاتتوفر فيها وسائل الاسعاف، مما قد يتسبب في حدوث مشاكل او نزيف داخل راس الوليد، او تعرض الوليد للاختناق ونقص الاكسجين لاي سبب من الاسباب اثناء الولادات العسرة هو من العوامل المسببة للشلل المخي. كما ان تعرض الوليد لليرقان (الصفار) الشديد والذي يكون نتيجة لاختلاف العامل الريصي لدم الوالدين حيث يكون دم الام سالباً و دم الاب موجباً، وهو مايؤدي الى ترسب المادة الصفراء في المخ (نويات الدماغ الاوسط) ويسمى "فرط البيلروبين في الدم"، هذا وقد اظهرت نتائج دراسة مشتركة عن المواليد قد يكون ساماً للدماغ، ومن الواجب علاجه تبعاً لذلك، من العوامل الرئيسية المسببة لاصابة المولود بالشلل المخي. كما ان الولادة قبل الاوان (لمبكرة) لها مخاطر، حيث ان الاطفال الخدج اكثر عرضه لتلف الدماغ.
وهناك اسباب تحدث بعد الولادة وتشمل : إصابات الرأس، والالتهابات الجرثومية في الدماغ كالتهاب السحايا، والأنواع الأخرى من الالتهابات الدماغ " بما في ذلك الإصابات الناجمة عن إلحاق الأذى الجسدي بالطفل" والتي تحدث في الشهور الأولى أو السنوات الأولى من حياة الطفل فهي من الأسباب الرئيسية للإصابة بالشلل المخي. ولكن يجب التنوية انه ليس كل الالتهابات الجرثومية أو الإصابات الرضية تؤدي إلى إلحاق الأذى بالجنين. وليس كل جنين معرض للإصابة بالدرجة ذاتها من التلف، فكثير من المواليد يتحملون الولادة الطويلة المعقدة ولله الحمد، وبدون ان يصابوا بتأثيرات مستديمة.
قد لا يكون بمقدور المختصين دائماً ان يحددوا السبب الدقيق لحدوث تلف في الدماغ، ولكنهم يتفقون على انه ينتج غالباً عن نقص وصول الأوكسجين إلى خلايا الدماغ، بالإضافة إلى احتمال ارتباطه بنقص تدفق الدم إلى الدماغ ايضاً. ونظراً لان الدماغ يحتاج إلى كمية كبيرة من الأوكسجين والمواد المغذية اللذين يحملهما الدم، فان فترات الحرمان عنهما قد تؤدي إلى أثار مدمرة. في كثير من حالات الشلل المخي يكون الاضطراب الحركي مصحوباً بخلل عقلي، أو عاطفي، أو نوبات صرع اختلاجية، أو فقدان في القدرة على السمع أو البصر، أو في الحواس الأخرى. ويمكن معالجة بعض هذه الحالات المصاحبة بنجاح. كما قد تتحسن بعض أنواع الاضطراب الحركي بمرور الوقت. غير ان القدرة على تجديد الخلايا العصبية تظل محدودة جداً. وحتى حينما يبدو وكان الطفل قد استرد سيطرته التامة على أطرافه، فان القصور العقلي و العاطفي قد يبقى أمرا دائماً.
الوقاية والعلاج
ان التدابير الوقائية من الشلل الدماغي أثناء فترة الحمل أو الولادة والفترة التي تتلوها من أهم الطرق لمكافحة الشلل المخي. حيث يجب على المرأة قبل حملها أن تاخذ التطعيمات اللازمة ضد أي مرض يمكن أن يؤذي الجنين خاصة الحصبة الالمانية. وعدم تناول الأدوية الا بوصفة طبيبة، وان تتجنب التدخين والكحول او التعرض للاشعة وان تتم الولادة تحت ايادي متدربة وتخت ظروف مناسبة ولابد من توفر العناية بالطفل حديث الولادة. وبعد الميلاد المحافظة على التطعيمات والوقاية من بعض الامراض وحماية الاطفال من الحوادث التي قد تقع في البيت او الطريق.
العلاج الطبيعي :
العلاج الطبيعي يهدف الى منع تدهور حالة الطفل. فينبغي البدء بالعلاج الطبيعي للطفل مبكراً ، ويكون العلاج الطبيعي على شكل برنامج تدخل مبكر للتدريب والعلاج ويشارك فيه الوالدان ، حيث يتضمن هذا البرنامج نصائح للوالدين بالطرق الصحيحة لتعامل مع الطفل في المنزل توضح كيفية حمله و تجليسه وتحريكة ووصف التمرينات العلاجية التي تعمل على ارخاء الشد او التشنجي العضلي وكذلك كيفية التحكم في مشكلة سيلان اللعاب. علماً بان كل نوع من أنواع الشلل المخي يحتاج الى علاج مختلف ورعاية منفردة. كذلك يساعد العلاج الطبيعي العديد من المصابين بالشلل المخي حيث يتعلم المصاب المحافظة على توازنة ان أمكن وذلك بتدريبات معينة وتطوير مهارات ذاتيه تساعده على ارتداء ثيابه وتناول طعامه ، وهذه التمرينات العلاجية الحركية موضحة بالصور لدى معظم اقسام العلاج الطبيعي والتاهيل. كما وتساعد العكازات وغيرها من ألأجهزة الآلية في دعم مساعدة المصاب. ومن الاجهزة والوسائل المفيدة للاطفال المصابين بالشلل المخي ساندات الوقوف والجلوس وساندات النوم والكراسي المتحركة الخاصة والتي يمكن لاخصائي العلاج الطبيعي وصفها ويمكن لاولياء الامور تصنيعها بسهولة.
العلاج بالعقاقير(الادوية):
أصبحت العلاجات متوفرة لعدد من اضطرابات الدم في حالات حديثي الولادة، مثل عدم توافق العامل الريصي الذي يؤدي إلى مهاجمة الأجسام المضادة في دم ألام لخلايا الدم الحمراء عند الجنين، وهي الخلايا التي تحمل الأوكسجين والمغذيات إلى أجزاء جسم الطفل. ومن المعروف ان الطفل الأول لا يتأثر بهذه الحالة عادة، ولكن خلايا دمه الحمراء قد تسبب حساسية لدى ألام ينجم عنها تصنيع جسمها لأجسام مضادة تهاجم الجنين في حملها الثاني ويمكن ان يتم حقن ألام التي تعاني من عدم توافق العامل الريصي بمصل خاص بعد ولاتها الأولى مباشرة، لمنع إنتاج الأجسام المضادة غير المرغوب بها، كما انه يمكن علاج المواليد الذين يعانون من اضطراب العامل الريصي بعمليات نقل الدم حيث يتم استبدال جزء كبير من دم الطفل بدم طبيعي.كما أصبح بالامكان معالجة يرقان الوليد بانواعه.
كما توجد أدوية للمصابين بالشلل المخي تساعدهم على ارخاء عضلاتهم والتحكم في تشنجاتهم الا ان العضلات سرعان ما تعود الى التشنج والشد مرة اخرى.في الوقت الحالي، يُستعمل الدواء المعطى عن طريق الفم وحقن البوتكس (Botox, botulinum A toxin) وشراب الباكلوفن (baclofen).
المعالجة الجراحية:
قد تفيد في بعض الحالات اجراء عملية جراحية تسمى القطع الانتقائي لجذور الاعصاب الخلفية (Selective Dorsal Rhizotomy) في التخفيف من تصلب عضلات المريض وذلك بأن يقوم الطبيب الجراح بقص ألياف عصبية معينة في الحبل الشوكي.وهذا الاكثر شيوعاً في العالم لمعالجة مشاكل التشنجات والشد عند مرضى الشلل المخي.ويعطي نتائج جيدة حسب التقييم الجراحي للحالة. إن شلل الارجل والمثانة والعجز الجنسي وفقدان الاحساس هي من المضاعفات الاكثر خطورة التي يمكن أن تنشأ من هذه الجراحة.
والجراحة العظمية إطلاق اوتحرير العضلات وجراحة تطويل الاوتار من أجل معالجة التشوه المسبب بالشلل المخي التشنجي. وبالتأكيد فإن الجراحة العظمية تحسن نطاق الحركة في المفاصل وتجعل من السهل تحريك الارجل عند الاطفال. ولكن أحد الاثار الجانبية الرئيسية لهذه الجراحة هو ضعفاً دائماً في العضلات بتالي تؤدي صعوبة الوقوف والجلوس او انها تكون بشكل شاذ، وكذلك تسبب تشوه. بالاضافة الى ذلك، فان الجراحة العظمية لا تزيل او تنهي التشنج بطريقة مباشرة وإنما تعالج نتائج التشنج.
المعالجة النفسية والتعليم الخاص :
ان المشكلات العامة التي تصاحب النوبات الصرعية التشنجية والخلل العقلي أو العاطفي أو السمعي أو البصري أو الإعاقات الحسية الأخرى، مثل فقدان القدرة على التعرف على الأشياء باللمس، كل هذه تزيد من الصعوبات التي يواجهها مرضى الشلل المخي وأسرهم. والمهم في مثل هذه الحالات المعقدة التمييز بين العيوب الذهنية الحقيقية، وبين مشكلات اللغة والتعلم والانتباه، والتي قد تعود لإعاقات حسية ولفظية شديدة، وفي دراسة لاحد علماء النفس (دينوف) وجد ان اضطرابات الكلام تظهر لدى 70% من الاطفال المصابين بالشلل المخي وبالذات المصابين بالنوع الكتعي Athetosis.وبالتالي فان تاثير هذه الاصابة قد يختلف من طفل الى اخر، فبعض الاطفال المصابين يكون لديهم درجة ذكاء طبيعية بغض النظر عن تاثر النطق، في حين ان هناك اطفالاً اخرين قد يكون لديهم تاخر في القدرات العقلية او صعوبات تعليمية او مشكلات حسية، وهذا لايعني على الاطلاق ان الطفل لايستطيع ان يتعلم ، ولكن يمكن ان يتعلم في ضوء امكانياته وقدرارته وهذا يبن لنا انه يمكن مساعدة الطفل على تعلم المهارات والمعارف الضرورية بالنسبة له في ضوء امكانياته وقدراته. وقد يلتحق بعض الاطفال المصابين بالشلل المخي بالمدراس العادية، في حين ان بعضهم يحتاج الى مدارس خاصة.
عند مناقشة الشلل المخي فان التركيز يكون عادة على الأطفال دون التذكر الا ان الطفل المصاب سيكبر ويصبح شخصاً بالغاً مصاباً بالشلل ايضاً. وبعض هولاء قد يصبحون طلاباً جامعيين أذكياء وقد ينخرطون في أعمال حرفية هامة، بينما يتعلم الآخرون أعمالا ماهرة أو شبة ماهرة ويحققون استقلالاً مادياً ونجاحاً في الحياة. بينما اخرون مصابون بالاعاقات الشاملة لا يستجيبون للعلاج فهم بحاجة الى متابعة والإقامة في مؤسسات المعاقين.
ونظراً لما يعانية المعاق من عجز في كثير من الجوانب فانه غالباً ما يكون منطوياً ميالاً الى العزلة مما يترتب عليه شعوره بالغربة بين افراد اسرته واقرانه. ولتجنب ذلك يستحسن ان نعمل على تشجيعة على الاختلاط والمشاركة وعدم عزله عن محيطة الطبيعي وعن مجتمعه قدر الامكان لكي يتم التفاعل بينه وبين المحيطين به بحيث يحقق له الشعور بالانتماء واكتساب الخبرات والمهارات اللازمة. وهذا بدوره يساعده على الشعور بالامن العاطفي والاجتماعي. الذي يعتبر احد الحاجات الاساسية للانسان. كما انه من الضروري تشجيعة على الاعتماد على نفسه في بعض الامور، فعندما نقوم بقضاء جميع حاجاته فاننا بذلك نؤكد لديه الشعور بالعجز، لذلك من الافضل ان نهيئ له الفرصة كي ينجز بعض الاعمال التي مهما كانت بسيطة الا انه يحافظ بها على كيانه واستقلاليته. وذلك مثل تناول الطعام واغرائه باللعب والحركة والمشاركة في الانشطة البسيطة، اننا بهذا نساعده على اكتساب الثقة بالنفس وتحقيق ذاته. كما انه من الضروري ارشاده الى انه يملك قدرات لاتقل اهمية عن ما فقده بحيث يدرك ان فقدانه لبعض القدرات لايجعل منه انسان اقل من الاخرين.
كما ينبغي على الاسره ان يبذلوا قصارى جهدهم في سبيل المحافظة والعناية بالمصاب والبحث عن الخبرات والتجارب وعدم الحرص الزائد عن الحد على المصاب والذي يحول دون اتاحة الفرصة له لاكتساب الخبرات الحياتية الضرورية، وعدم الركون الى العزله والانغلاق والخجل فهذه لسيت "وصمة عار" بل قدّر الله وماشاء فعل، والحمدلله رب العالمين الذي لايحمد على مكروه سواه.