والممرات
وتحت السماء والطيور المحلقات
وبين الازهار والاشجار والورود الجميلات
كانا روحين بجسدين ونبضين وقلبين
مشاركان بكل شي بهذه الدنيا بفرحها وحزنها
باهاتها وضحكتها
بضعفها وقوتها
يعيشان معا ولاكن قلوبهما لا يستطيعان ان يصارحا بعض
او يقولا شي يجعل القلب يخفق بشده ويطلق احرفه وكلماته
كانا في الصغر
يكتمان الحب بقلوبها
ورضيا ان يكونا اصحاب لا احباب
ليس برضاهما انما بخجلهما وخوفهما بان يخسروا
من احبوهم باعتراف قلب محب
لا احد يعلم بان الاخير يبادله الحب ويبادله الشعور
وكان الدنيا تعطيهما الامل والنظره والعلامات
وتوحي لهما ان ما تنبض بقلبك وعقلك انه ينبض بقلب الاخر ونبضه
ولاكن عجوز الفهم واصروا علي المشي قدما مع الخوف والخجل والكتمان
عاشا طفولتهما معا وكبرا معا
ادخلو الفصول الدراسيه وكانا تفكيرهما بان ينتهي الوقت لكي يروا بعضهما
ويتعرفا لحبهما
ولاكن عندما يلتقيا لا يعترف الا الخجل والخوف
ومرت الايام واصر الشاب ان يكتب اعترفاته لحبيبته في مذكره ليرويها يوما ما
والعجيب والعجب والعجاب
بان الفتاه قد فكرت ان تعمل مذكره لتكتب ما يشعر قلبها اتجاه الشاب
ويلتقيا في كل يوم وليله ولا يستطيعا النطق والاعتراف
وانما يعيشا السعاده كالاصحاب وقلوبهما تتقطع حزننا من الحب الصامت
ومرت الايام
وانتهى من الدراسه وذهبا للجامعه
وقلبهما لا يزال ينطق بالخوف
اريد النطق والاعتراف
ولاكن اخاف بان اخسر من احبه قلبي وعشقه
ومرت الايام تلو الايام
والشهور تلو الشهر
حتى قدما شابا لخطبه الفتى
فحزنت الفتى لانه ليس من طمحت به
وحبته من صغرها
فقالت ساذهب الي من ملك قلبي لابلغه بخطبتي
لترى ماذا يفعل
فذهبت ليه ونظر بعينيها
فعرف من لغه العيون بانها قد ذهب عنه لتكون لغيره
فلم يستطع ان يفعل شي فضمها لصدره ونطق لها
عباراه الفرح والتبركات
وقلبه ينطق الحزن والاهات
ونطقت شفاتها بعبارات الشكر والعرفان
فذهبا كل شخص من جهه
ليكتب بصفحات مذكرته اليوم اللذي فقد حبيبه
ومرت الايام ولم ترى الفتاه الشابا وكانه اختفا من هذه الدنيا
وتذهب لمنزله فلا تراها
وعند خروجها وهي في تفكير اين ذهب تقطع الطرق لتنتهي بها المطاف
بان تتعرض لحادث مروع
وتنتقل للمشفي
ليعلم الشاب بها
ويجري مسرعا اليها فسال الطبيب ماهي حالتها
فقال الطبيب حالتها صعب ولابد من تبرع باعضاء عده
فقال الشاب خذ كل اعضاءي وارجوك اجعلها حيه
فوقع الشاب الاوراق وكتب ورقتا لها
وعند الانتهاء من العمليه
افاقت الفتاه وهي تنظر من حولها فوجدت اهلها و خطيبها
فحزنت لانها لم ترى الشخص اللذي احبته
فقررت ان تنساه ولن تلتف اليه
ونسيا الطبيب اعطاها الورقه
وعند زفافها
رات القمر بدرا
وظهرت ملامح الصدمه علي وجهها
وتوقف صامته لا تتحرك
فذهبت مسرعه تجري بين الطرق والشوارع ولا احد يعلم الي اين
فدخلت الي المشفي وقالت
اين الطبيب فذهب اليه
قالت اليوم زفافي
فانني رايت القمر ينظر الي مبتسما
فالا اخبرتني من تبرع الي
فقال قد نسيت ان اسلمك رسالته فاعطاها الرساله
فكانت من حبيبها الشاب
كتب فيها
لقد احببتك من كل قلبي
ولم استطع اخبارك لكي لا اخسرك
فانتي لست من نصيبي
ففداك روحي ودمي
فان لم اكون معك فقلبي وعقلي ودمي وروحي داخل جسدك فحافظي علي
فجلست الفتاه تبكي من حسرتها ومرت الايام لتقرا ما كتبته في مذكرتها
وبعد ايام قررت الذهب لمنزله لترا ذكرياته
فدخلت الي منزله فرات علي مكتبه كتاب
ففتحته فرات كلماته لها فكانت نفس ما تكتبه فنزلت دمعتها وتقطع قلبها حزنا لفراقه دون
ان تنطق له اي كلمه يريد ان يسمعها ...
الحب علاقه بين قلبين لا يكون بينهما حدود
ولا يربطهما قيود
فاعترف لمن يملك قلبك
قبل ان يملك احدكما الموت
عشت حياتك لمن تريد ان يعيش لقلبك
فالحب الصادق لن يتكرر
والحياه مره