كن بعيدا كا السماء لا أعلم عنها غير أنها
الغطاء الذي يغلف هذه الأرض ويزين الكَون
كن بعيدا ولا تقترب
فأنا أحببتك ولا زلت أحبك في البُعد.
أنا لا الومك حين غرستني بذرة من ماء مهين
أمر بكينونتي رب عظيم فكنت علقة فمضغة فّجنينْ
في أحشاء وطن رحيم.
لا ألومُ غضبك حين أنبتني الله على وجه الأرض وازهرّ غصني
فتلك رجعية وجدنا عليها أبائنا الأولين ،أتفهمها..
وأحاول تقبلها بعد أن أرضاك الله بغلام
فطمني قبل أن أتم حولين كاملين وصار شريكك في اسمك ورافع ذكررك.
كما أنني لا ألوم أحدا إطلاقا فكل ما كان مرّ عليّ
في ظلمات ثلاث فقد كتبه عالم الغيب والشهادة في لوح محفوظ.
إنها رد فعل لٍ خيبَة الأمل إذ أنني الابنة الأولى والحفيدة الأولى لـ أجداادي
ولا إعتراض على مشيئة.
وتلك الغيرة اللعينة لم تنجب الكراهيّة في قلبي
تجاه مّن ميّزتهم بجين ممختلِف
فلا زلنا نحن نتقاسم الجنّة ذاتها..إلا أنني أكرهها ( الغيرة)
وأحبك أنت بعيدا عن هذا كُلّه
فمن قال أن البعد.. قسوة لم يجرب بعد سطوة حنينك
إليّ أنا أمّك كما أسميتني !
يُقال أني أشاطرك الملامح والصفات حتى تجاعيد الغضب السريع
بدت جليّة على جبيني...وأحبّني لذلك .
كما قيل لي.. أنك لم تهتم سوى باسمي
ولم ترني إلا وأنا في المهد وعلى فراشي ينام إبن سبعة أيام
جئت حين بشروك بأنه صبيا!!
أنا عكازك الذي ركنته في زاوية ما حين هبطت طائراتهم إلى أرض الوطن
واحتضنهم قلبك وعينيك مشرقة بالفرحَة
كلّ تلك الأشياء وأكثر يجعلني أسعد بتلك الزاويَة صبراً!
فأنا.. وبنات جنسي.. الباقياتْ لَكْ.
إنني أشبهك حقا فحين تضع يدك على كتفي وأنت مثقلا بحزن الفراق..
يرقّ قلبي.. وينقلب إليك على عجَل!!!
أتشبت بك بقوّة ولا أدري حينها أينا تعكّز على الآخر!
يا رجلاً أحبه أكثر من نفسي لا تخف ،
أنا أنفض أتربَة الحكايا وأقلب الصفحة سريعا .
فقط كن بعيدا عما في قلبي ولا تسأل..!
بعض الاعترافات موتها رحمة ، وهاهي الآن تموت في حضن هذه الصفحة.