زفرَة تَعرُجُ إليكَ ذاتَ سَكينَة
لا أدري إن كانت الوصية الأخيرة أم ما بعدها
لأنكَ أدركتَ حقَّ الادراك أن سُقيا ضَعيفة
أمام النهاياتْ , لا تتقِن الفراق .
ترجُمني ذاكرتي حدّ الموت ، فأدوّن ما بين
يقظةٍ وأفول ما اختزنه قلبي .
تقتفي أثري مللاً ، ضجراً ، بكاءً دون أي سببٍ
يُذكَر ، فلَم نُصاب بِ مَسِّ توقٍ ولا وهن حُب .
بل إننا كَسرنا سؤالاً قبل اللقاء ب بضع ثوانٍ
ف غدرت الأيام بنا .
قافية القُبلة الأخيرةَ في عهدةِ الحُزن تنهي
شطرها بِ قَلبٍ كَتوم .
هرولةُ الحياة بِهمّها تُفقدنِي مضمون فرحي
فالروح صُفِعَت والسؤالُ ينخرُ العَتب إبانَ حُب
" اقبضي روح الحُب وامضي "
كَسرني النصيبُ وتعثرت أقدامُ الشوق
كَسرني الحنين وألقاني بِصدرك
كسرتني أمّي فبتُّ شاحبة
كسرني أبي فانحنى ظهرُ الغفران ولم انتحب
كسرتني صديقة احتوت الفتنة قبل أن تعرف جوهري
كسرني الوَطَن وهو على عَجل من الفرح
وكسرتُ نفسي فزجت نفسي بقدحِ التمرّد .
كسرتني أنت منذ أن تبلل النصيبَ بغيرك . ولأنك
عندي كل هؤلاء كسرتني
.رب أبدلني هذا الهَم فرحاً لا يَنضب .
تمتمتُ هذا ومَضيت ، علماً أنكَ سترى
ما أكتُب أو سمعت ما تمتمتُ به .
رددت بصوتٍ خافت آمين .
وفي المذكرة "55 "
أخبرتك أن إحداهن قالت " إيش غيَّر أحوالك "
كان تفكيري بالاجابة أن كل الأحداث تحدث تدريجياً
تتخبط بين فرحٍ ودمعة فتصفعني الدمعة لأكون هباءً
منثوراً في ثورة أخيرة من الوجع .
فلا أنسَى قول درويش : " إذا جاءك الفرح مرة واحدة
فلا تنسى خيانته السابقة "
كان صمتي أشبه بإجابة تليق لِتُخرسها .
لستُ تلك الثرثارة كأن لسانها على عجلة من أمره
تخافُ أن تَصمت ف تخسر نِصف عمرها إزاء دقيقة
صَمتْ ، رفيقةٌ كنتُ ولا أزال لكن صِدقاً يا عَزيز
لَم أعلَم كيف تحالفت المتضادات فتبادلنا باطِن
الظاهر وكنا مختلفينْ جداً رغم التشابه الحاد في
عيوننا .
امتهنتَ القَسوة كثيراً في لحظاتٍ كنتُ بريئة
من زلّاتٍ اتهمتني بها ، لكنني في كل مرة فيها يبلغ
القهر النصاب أمطر ودقاً وأقول
" لا تؤذِي مشاعر أنثى غيري "
فأرضَى لأنني متيممة برغبة سُميت " الغفران "
فلا أخفق بتاتاً وأنت أكثر العالِمين من العالَمينْ .