ذِكر الله عز وجل من أعظم القربات، وأفضل الطاعات، وهو سبب لرفع الدرجات ولم يجعل الله تعالى لذكره حدًا يُنْتهى إليه، بل أمر بذكره تعالى ذكرًا كثيرًا قال عز وجل: { وَاذْكُرُوا اللَّهَ كَثِيرًا لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ } [الجمعة من الآية:10].وقال تعالى: { إِنَّ الْمُسْلِمِينَ وَالْمُسْلِمَاتِ وَالْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ وَالْقَانِتِينَ وَالْقَانِتَاتِ وَالصَّادِقِينَ وَالصَّادِقَاتِ وَالصَّابِرِينَ وَالصَّابِرَاتِ وَالْخَاشِعِينَ وَالْخَاشِعَاتِ وَالْمُتَصَدِّقِينَ وَالْمُتَصَدِّقَاتِ وَالصَّائِمِينَ وَالصَّائِمَاتِ وَالْحَافِظِينَ فُرُوجَهُمْ وَالْحَافِظَاتِ وَالذَّاكِرِينَ اللَّهَ كَثِيرًا وَالذَّاكِرَاتِ أَعَدَّ اللَّهُ لَهُمْ مَغْفِرَةً وَأَجْرًا عَظِيمًا } [الأحزاب:35]. ولم يأمر الله تعالى بالإكثار من عبادة -في القرآن الكريم- إلا ذِكر الله تعالى وبذكر الله تعالى تطمئن القلوب وتنشرح الصدور، وقال تعالى: {الَّذِينَ آَمَنُوا وَتَطْمَئِنُّ قُلُوبُهُمْ بِذِكْرِ اللَّهِ أَلا بِذِكْرِ اللَّهِ تَطْمَئِنُّ الْقُلُوبُ} [الرعد:28].
ولمعرفة الوسائل التي تعين على تذكر الأذكار الصباحية والمسائية فيجب -أولًا- معرفة أسباب نسيانها وإهمالها، وعلاج هذه الأسباب. ومن أسباب نسيان الأذكار والأوراد:
1- التهاون في حفظ هذه الأذكار والاعتماد على الكتيبات لذِكرها. 2- الانشغال بالأعمال الدنيوية على حساب وقت الذكر الصباحي والمسائي. 3- عدم معرفة ما يترتب على هذه الأذكار من فوائد دنيوية مثل تحصين ذاكرها وفتح أبواب الرزق ودفع الشر عنه، ومن فوائد أخروية مثل أجور عتق الرقاب وتثقيل الميزان وتحصيل رضا الله عز وجل. 4- كثرة الذنوب والمعاصي، وهو ما يؤثر على قلب الذاكر ويصده عن ذكر الله تعالى. 5- الجهل بوقت الذكر الصباحي والمسائي، فيظن أن وقت الذكر الصباحي ينتهي بصلاة الفجر -مثلًا- والمسائي بانتهاء صلاة العصر -مثلًا-، والصحيح أن وقت الذِّكر الصباحي يمتد إلى ما بعد طلوع الشمس، والمسائي إلى ما بعد غروب الشمس. وعلاج هذه الأسباب يكون بما يلي:
1- يحاول حفظ القدر الأكبر من هذه الأذكار ليستطيع ذكرها في سيارته أو في طريقه لعمله أو دراسته دون الحاجة لكتاب. 2- الوقوف على معاني هذه الأذكار الشرعية، فكثيرٌ من الناس يقرأ هذه الأذكار ولا يدري عن معانيها، مما يجعل تأثيرها في إصلاح القلب ضعيفًا أو معدومًا. 3- تخصيص وقت معين في الصباح والمساء يحافظ فيه على الأذكار الواردة ويترك كل ما يشغله عنها. 4- ترك تأجيل هذه الأذكار بعد تذكرها، فالتسويف في مثل هذه الحالات قد يُنسيها. 5- الوقوف على ما جاء في الكتاب والسنة من الأجور الجزيلة للذاكر في الدنيا والآخرة وهو بلا شك مما يحفِّز على التذكُّر لها وعدم إهمالها. 6- الابتعاد عن الذنوب والمعاصي ليظل القلب سليمًا صافيًا يشتاق لذِكر الله. 7- الحرص على التدرج في ذِكر هذه الأذكار، فلا يضع لنفسه برنامجًا يقرأ فيه جميع ما ورد في كتاب يحتوي على هذه الأذكار حتى لا يشق على نفسه، ويكون ذلك سببًا لتركها بل يقرأ شيئًا يسيرًا ليتذوق حلاوة الذِّكر، ويتدرّج في الزيادة شيئًا فشيئًا. 8- أن يُكثِر من قراءة سيَر العابدين المجتهدين في ذكر الله تعالى ليكون ذلك محفِّزًا له، فيقتدي بهم، ويجتهد كاجتهادهم. 9- أن يوصي زوجته وأبناءه وأهله بأن يذكِّر كل واحدٍ منهم الآخر بهذه الأذكار، فالمؤمن قوي بأخيه. 10- أن يحرص على الصحبة الصالحة التي تعينه على ذكر الله وتذكره بالأذكار والطاعات. ومن الكتب التي اعتنى أصحابها بهذه الأذكار وفضائلها:
1- (الأذكار؛ للنووي). 2- (الكَلِم الطيب؛ لابن تيمية بتحقيق الألباني). 3- (الوابل الصيب؛ لابن قيم الجوزية). 4- (تحفة الذاكرين؛ للشوكاني). 5- (تحفة الأخيار؛ للشيخ ابن باز). 6- (فقه الأدعية والأذكار؛ للشيخ عبد الرزاق بن عبد المحسن العباد). 7- (المأثورات من الأذكار والدعوات؛ للشيخ عبد الله القصير). 8- (صحيح الأذكار والدعاء المستجاب؛ للشيخ مصطفى العدوي). طريق الإسلام ~ |
|