نقدم لإخوتنا القراء كتاب "إشراقات الرقم سبعة في القرآن الكريم"، وهو بحث شامل في الإعجاز العددي يتألف من 400 صفحة يقدّم هذا البحث العلمي كشفاً جديداً في معجزة القرآن العظيم. فبعد دراسة آلاف الكلمات والنصوص القرآنية تبيَّن لي وجود تناسق رقمي دقيق في أعداد الكلمات والحروف، وفي ترتيب السور والآيات أيضاً. ومن خلال الدراسة المنهجية تمكَّنتُ وبفضل الله تعالى من البرهان على وجود نظام رقمي يشمل جميع كلمات القرآن وآياته وسوره. ويعتمد هذا النظام على الرقم سبعة الذي يعدُّ الرقم الأكثر تميّزاً في القرآن الكريم، وفي ذلك دليل على أن الذي خلق السَّموات السَّبع هو الذي أنزل القرآن، وهو الذي حفظه من التبديل أو التحريف.
ويعتبر هذا البحث محاولة لوضع ضوابط علمية وشرعية للإعجاز الرقمي في القرآن الكريم، ومحاولة أيضاً لوضع منهج علمي سليم في دراسة النظام الرقمي لحروف القرآن وكلماته وآياته وسوره. ويقدّم هذا البحث الكثير من الحقائق الرقمية المبهرة، والتي تشمل أول آية من القرآن وأول سورة من القرآن، وتشمل كذلك التناسق الرقمي السباعي في سورة كاملة من القرآن وهي سورة الإخلاص. كما تمت دراسة الإعجاز الرقمي في آية من آيات القرآن، ثم في مقطع من آية، ثم قمنا بدراسة الإعجاز الرقمي المذهل في كلمة واحدة من كلمات القرآن!
كما أن هذا البحث يقدم تفسيراً علمياً جديداً لسرّ الحروف المقطعة في القرآن الكريم وعلاقتها بالرقم سبعة، وهذا يثبت أن البشر عاجزون عن الإتيان بمثل هذا القرآن، ولذلك يمكن اعتبار هذا البحث بمثابة برهان رياضي قوي على أن الله عزَّ وجلَّ قد رتَّب كتابه بطريقة لا يمكن لأحد أن يأتي بمثلها.
لقد تمَّ بذل جهد كبير في هذا الكتاب فجاء متكاملاً في مباحثه وطريقته وأسلوبه، وهو كتاب لخَّصتُ فيه النظام الرقمي القرآني والذي يعتمد على الرقم سبعة. يتألف من 400 صفحة وقد تمَّ إخراجه بصورة رائعة من خلال استخدام الألوان وتقسيم الأفكار وتبسيطها، وقد استغرق تأليف هذا الكتاب عشر سنوات. وقامت جائزة دبي الدولية للقرآن الكريم بطباعته طباعة أنيقة وتوزيعه على بعض العلماء المسلمين، وذلك بعد عرضه على عدة لجان علمية وشرعية.
يحوي هذا الكتاب أكثر من خمس مئة حقيقة رقمية تشمل حروف القرآن وكلماته وترتيب آياته وسوره، تثبت بما لا يقبل الجدل، أن كل حرف من حروف القرآن منزَّل من عند الله عز وجل، وأن هذا القرآن كتاب الله، وأن الله حفظه من الزيادة والنقصان، وأنه لا يمكن لأحد أن يأتي بمثل سورة منه.
كلنا يعلم أهمية لغة الأرقام في هذا العصر، وهذا ما يعطي الكتاب أهمية في خطاب غير المسلمين بلغة العصر! ولذلك يمكن اعتبار هذا البحث بمثابة برهان مادي ملموس على صدق كتاب الله تبارك وتعالى. أدعو الله تعالى أن يجزي خير الجزاء كل من ساهم في إخراج وطباعة وتوزيع هذا الكتاب، وكل من يساهم في نشره وإيصاله للقراء في كل مكان.
بقلم عبد الدائم الكحيل