الخريف العربي .....حصد ضحاياه ورقة ورقة وفتت ماتبقى على فروع الجسد الواحد
ودفعنا ثمن الخوف والصمت أكثر مما كنا نتخيل ....دفعنا ثمن الخوف الذي كبر داخلنا عبر سنين طويلة وجثم على قلوبنا حتى أثلجها فماتت من الصقيع
كل كان يقول نفسي نفسي
الكل كان يقول كل شيء سيتغير ....
ونسينا ان السماء لاتمطر ذهبا
وأن الخوف من المجهول كان شبحا يطاردنا فسكتنا كثيرا وبعد فوات الآوان صرخنا وأعلنا الاحتجاج
ولم ننتبه بأن الطغيان عبر هذه السنين اصبح غولا بسبب صمتنا من الخوف
كل منا خاف شيئا سجن داخله ودفع ثمن هذا الخوف غاليا وأفظع سجن هو سجن الخوف
يحرمك من كل شيء حتى من مجرد التفكير في الاحتجاج
فتبلدت نفوسنا وأصبحت لاتستوعب الطعنات التي انهالت عليها
من كل حدب وصوب
خفنا من محاربة الفساد والتسيب سنين تجر وراءها سنين فاستفحل ولم نعد نستطيع محاربته
وتعايشنا معه حتى بات في أعيننا مستحسنا
خفنا من مواجهة سلبياتنا وأخطائنا فانتكسنا وهرمنا ونحن مازلنا بنفس الحالة بدون اية محاولة تغيير خوفا من كلام الناس
وأصبح مرض العنصرية مستشري في مجتمعنا بشكل حقير بسبب خوفنا على مظاهرنا الكاذبة
وأخرصنا الخوف من قول كلمة حق فعشنا عبيد من العالم الثالث بعد ان كنا اسياد العالم بسبب .....الخوف .......
نعم الخوف أساس كل نقمة حلت علينا حتى عندما إنتفضنا لنقيم ربيعا حولناه خريفا بجهلنا ونسينا ان الخوف الذي كان بداخلنا قد اعمانا عن أمور كثيرة لم نحسب لها حسابا لو تكلمت فيها لعبئت مجلدات لاتنتهي صفحاتها
والآن اصبحنا كغثاء السيل وتكاثرت علينا الامم
لقد دفعنا ثمن الخوف غاليا ......غاليا جدا