هذا سؤال وردني من أحد الإخوة يتساءل فيه: بما أن السماء تتسع فهل هناك تخلق للمجرات أو يحدث تغير في شكل النسيج؟ وبما أن الكون يتوسع بسرعة هائلة فما هي سرعة هذا التوسع؟
والجواب عن ذلك أنه لا يمكن لأحد أن يعلم بالضبط سرعة توسع الكون بسبب المسافات الهائلة التي تفصلنا عن حافة الكون، بل لم نتمكن حتى الآن من معرفة نهاية الكون. ولكن هناك مجرات تسير بسرعة ألف كيلو متر في الثانية ومجرات تسير بسرعة أكبر أو أقل.
ولكن يمكن القول وحسب الأرقام التي وصل إليها العلماء – والأرقام الحقيقة لا يعلمها إلا الله تعالى – إن الكون بدأ من نقطة واحدة أي أن حجمه كان عبارة عن نقطة أو لا شيء وذلك قبل 13 بليون سنة تقريباً!! ثم بدأ الانفجار العظيم وبدأت المادة بالتشكل وبدأت المجرات والنجوم بالتشكل والتباعد وأصبح حجم الكون يقدر بأكثر من 13 بليون سنة ضوئية، والسنة الضوئية هي مليون مليون كيلو متر تقريباً، إذاً نصف قطر الكون أكبر من 13 ألف مليون مليون مليون كيلو متر، والله أعلم.
أما عن شكل الكون فهو عبارة عن نسيج محكم منذ تشكله، ولذلك نقول دائماً إن كلمة انفجار كلمة خاطئة لا تتفق مع ما نراه من نسيج كوني ونظام محكم، والأفضل أن نستخدم كلمة (حُبُك)، وهو ما أكده القرآن الكريم وسبق به علماء الغرب في قوله تعالى: (والسماء ذات الحُبُك) [الذاريات: 7]. أما أفضل كلمة نصف بها بداية الكون هي (الرتق) أي الكتلة الابتدائية التي بدأ منها الكون، كما قال تعالى: (أولم يرَ الذين كفروا أن السموات والأرض كانتا رتقاً ففتقناهما) [الأنبياء: 30].
والنسيج الكوني يحافظ على شكله كنسيج ولكن تتباعد خيوط هذا النسيج عن بعضها بنظام عجيب يشهد على وجود صانع بديع سبحانه وتعالى. ويقول العلماء إن النسيج الكوني هو من أعظم الظواهر الكونية على الإطلاق، وليس غريباً أن نجد ذكراً في كتاب الله تعالى خالق هذا النسيج، وهو أعلم به منا.
بقلم عبد الدائم الكحيل