عاشا معاً في السماء ثم هبطا سوياً إلى الأرض
ليبنيا من جديد ..
آدم وحواء ..
عاشا معاً في السماء ثم هبطا سوياً إلى الأرض
ليبنيا من جديد .." بيت القصيد" ..
آدم كان شطره الأول ..وحواء كانت شطره الثاني ..
وإذا كان للشطر الأول شرف البدء و براعة الاستهلال ..
فللشطر الثاني حسن القافية، وروعة الختام ..
وهل ثمة جمال في الطبيعة ينافس جمال المرأة ؟!
ويأبى قلم التاريخ إلا أن يتتبع خطوات آدم ..
أما حواء فقد توارت خلف قامات الرجال ..
وبالرغم من هذا فقد ظل آدم سقفاً لبيتها وأباً لأبنائها وقوة لضعفها النسوي ..
وإذا وُجد الحب كان البحث عن العدل من نافلة القول ..
فالحبّ كريم يسّد كل الثغرات ، والمودة رحيمة تغفر كل الهنَات..
وخيرٌ لمجدافي السفينة أن يتّحِدا في اتجاه المسير ..
يقول أديب العربية الرافعي : " العجيبُ أنّ سر الحياة يأبى أن تتساوى المرأة بالرجل إلا إذا خسرته!
والأعجب أنها حين تخضع للرجل ترتفع عن المساواة به إلى السيادة عليه ! "..
وإذا كانت الحضارة خِصباً ولطفاً وألواناً وأسلوبَ جمال ، فالمرأة حضارة ..
ومن ثم فكل فكرة تقهر المرأة هي ارتداد إلى عالم البداوة ..
يقول شاعر الألمان غوته مستلهماً وصية الرسول الأعظم صلى الله عليه وسلم :
" عاملوا نساءكم بالحسنى ، فليس من الخير أن يُكسر ضلعٌ من أضلاعكم "..
والإسلام ينظر إلى المرأة ؛ فإن كانت أماً فالجنة عند قدميها..
وإن كانت زوجاً فكرامة الرجل في حبها وإكرامها ..
وإن كانت بنتا فتربيتها وقاية من لفح النار ..
والإسلام يرفع المرأة إلى عرش يحفه الإكرام والإعزاز
ويسمو بجمالها إلى أفق الطهر والعفاف ..
ويكتم سرَّ الحسن حتى لا يفشو فتعبث برونقه العيون ..
أفرأيت الزهرةَ الرائعة تلقى بين ألسنة اللهيب ؟!
أو رأيت مدنَ الحضارة تسلم مفاتحها لجهّال المغول ؟!
لقد أراد الإسلام للمرأة أن تتحرك في الحياة بصفة الإنسانة الواعية الباعثة على الاحترام
وليس بصفة الأنثى المثيرة للأهواء ..
فقضى قضاء مبرماً أن يكون زيُّ المرأة أسلوب احتشام لا أسلوب فتنة ..
وبذا حماها الإسلام من نفسها أولا..
وحماها من المجتمع ثانياً..
وحمى المجتمع منها ثالثاً ..
وويل للمجتمع الذي تخرج فيه المرأة على حدود الأسرة ..
وويل للمرأة حين تحترق بأوهامها فتخسر الأنوثة كي تربح الرجولة !..
تقول الأمريكية جودي آنوي :" إن أعظم حقوق المرأة هو الحجاب ، فالحرية الحقيقية أجدها في الحجاب ..
وإن لي الحق أن ينظر الناس إليّ على أني امرأة ذات أخلاق، لا على أني أنثى ".
وإن مركز المرأة في الحياة حيث أقامها القرآن الكريم
قد كفل لها تحقيق كل ممكنات الحياة الطيبة ..
تقول البريطانية ماري ويلدز في كتابها
" رحلتي من الكنيسة إلى المسجد " :
" بدأت تتفتح أمامي دنيا تبدو ذات معنى ، وذات انسجام مع الجمال ..
فلقد تعلمت لغة جديدة للتفاهم مع الكون والحياة ، هي لغة القرآن الكريم " ..
والقرآن يعتبر المرأة في نموذجها المؤمن الواعي
قدوة للرجال وللنساء على السواء
قال الله تعالى:
{ وضرب الله مثلا للذين آمنوا امرأة فرعون إذ قالت ربِّ ابنِ لي عندك بيتاً في الجنة
ونجنى من فرعون وعمله ونجني من القوم الظالمين }
" التحريم – 11"
آدم وحواء
جنتهما في الأرض بيت صغير ينشر البسمات العذبة
ويلد القلوب الصغيرة..
ولكن يا أسفا !
فللمرة الثانية يوسوس لهما الشيطان
ليخرجهما حتى من هذه الجنة الصغيرة!
وسيأتي بإذن الله ذلك اليوم الذي تطالِب فيه المرأة بحقها الخالد في العودة إلى مملكتها ..
بل سيأتي اليوم الذي يطالب فيه الرجل بحقه في العودة إلى بيته
ليحيا أكثر بجوار أحب الناس إليه ..
وسلام يومئذ في العالم الصغير ..
وسلام في العالم الكبير ..
آدم وحواء
قصة بدأت في السماء .. ومرت بالأرض في طريق عودتها إلى السماء..
آدم وحواء
شطران لأجمل بيت ..
وإذا كان للشطر الأول شرف البدء .. و براعة الاستهلال ..
فللشطر الثاني حُسن القافية .. وروعة الختام .. ***
يا من خُلقتِ وكان الخلقُ وضّاءَ *** كم ذا بهرتِ وكنتِ الطينَ والماءَ!
في صدر آدمَ ضلعٌ أمرُه عجَبٌ !*** فلقد تجمّل حتى صار حواءَ
في صدر آدم قلبٌ خافقٌ أبداً *** حتى يرى الضلعَ للأضلاع قد جاءَ