ما أروع ان تمتلك الزوجة شخصية قوية وعقليه ناضجه ورؤية عميقة تستطيع معها ان تصنع لنفسها مجداً وأن تحلق بقدراتها إلى فضاء رحب و أن تدفع من حولها للارتقاء والنجاح ... وللأسف ما نراه الآن من كثير من الزوجات من تبعيه مقيته وتعلق فاضح والتفاف خانق وتمحور كامل حول الزوج ... وهذا أمر يدعو إلى التوقف وإعادة النظر وعندما تدار الحياة بهذه الطريقة فسوف نكون أمام شخصيات ضعيفه تعيش قلق دائم وخوف مستمر وتوتر لا ينقضي .. اضافة إلى ان الرجال يسأمون من المُبالغة في الاعتماد العاطفي عليهم وينزعجون ايما انزعاج عندما يضرب حصاراً مشاعريا عليهم .... فبعض النساء تجعل الرجل يتنفس من سم خياط ملتصقه فيه 24 ساعه حتى انها تقتصد في زيارة اهلها حتى لا تفارقه ، فأي حياة تلك !! وبعضهن تقيم الدنيا ولا تقعدها لو اراد الزوج ان يسافر لوحده وكأن الصور قد نُفخ فيه !! واحسب ان هذا مؤشر ضعف والزوج لا يحترم المرأه الضعيفه الهشه فهذا السلوك يشكل قوة ضاغطه عليهم تزهدهم ولا شك في زوجاتهم ... خلاف صغير مع الزوج يقضي على انسها ! مشكله مع زوجها تنغص حياتها وتقض مضجعها ! لماذا تنتهي الحياة وتغلق النوافذ وتتوقف الأرض عن الدوران اذا ابتليت الزوجه بزوج عصبي !! لماذا تسكن الرياح وتذوي الورود وتجف الينابيع اذا كان الزوج يعاني خرسا زوجيا !! لماذا يسدل الستار على مسرحية السعادة اذا توفي الزوج !! لماذا تضيق الدنيا بما رحبت وتتجلل اركانها بالسواد وتهاجر الابتسامه دون رجعه اذا تزوج الزوج بأخرى !!! لماذا يطول الحزن ويدوم الغم ويشتد الكرب ان سافر الزوج !!! ولست اقلل من قدر المشاعر أو ادعو إلى التمرد العاطفي حاشا لله ولكنني احذرمن الذوبان الكامل في الزوج او غيره ... ادعو إلى مزيد من النضج وإلى مزيد من ذكاء المشاعر والسيطرة عليها والتحكم بها وقيادتها لا ان تقودنا هي !! وتلك الانضباطيه في المشاعر مظنة الحياة السعيدة وستقوى معها حبال الود بيننا وبين من نحب .. الاسلام علمنا فن التوازن وربانا على الاستقلاليه النفسيه وان لا يكن مصدرها نبعا واحدا تجف معه العاطفه اذا جف !! وان لا نجعل من شخص واحد القوة الدافعه الوحيده في حياتنا ... يقول ستيفن كوفي : ان الذين يعتمدون على الآخرين عاطفيا يستمدون شعورهم بقيمتهم وطمأنينتهم من رأي الآخرين فيهم !!! فإذا كانوا لا يحبونهم كانت النتيجه مدمره وقد يتطور الأمر في الركون التام على الآخر والاعتماد عليهم في التفكير في كل ما يخص الحياة. للكاتب : خالد المنيف
|
|
|
|