يجوز للَمرأة أن تنام في المَسجد، ولكن هذا إذا أُمنت الفتنة؛ كأنْ جُعل مكان خاص للنساء، أو خيمة خاصة للنساء، فلا يدخل عليهن الرجال، فقد ذكر البخاري -رحمه الله تعالى- باباً بعنوان “نوم المرَأة في المسَجد” وذكر حديث عائشة -رضي الله عنها- أن وليدة كانت سوداء لحي من العرب فأعتقوها… فجاءت إلى رسول الله -صلى الله عليه وسلم- فأسلمت، قالت عائشة: فكان لها خباء في المسَجد أو حفش
فالإستلقاء في المسَجد من الأمور الجائزة، لأن النبي -صلى الله عليه وسلم- استلقى في المسجد، فعن عن عباد بن تميم عن عمه أنه رأى رسول الله -صلى الله عليه وسلم- مستلقياً في المَسجد واضعاً إحدى رجليه على الأخرى.
أما النوم في المَسجد فإنه يجوز على أن يحافظ على حرمة المسجد، وآدابه، ولكن لا يتخذ ذلك عادة، ولا يصبح المسَجد فندقاً بحجة الجواز
أما نوم الرجال فأدلة ذلك كثيرة: فقد بوب البخاري في صحيح “باب نوم الرجال في المَسجد” وأتى بحديث ابن عمر -رضي الله عنهما-: “أنه كان ينام وهو شاب أعزب لا أهل له في مسجد النبي -صلى الله عليه وسلم.
وقد نام علي ابن أبي طالب في المسَجد، وأيقظه النبي -صلى الله عليه وسلم-؛ فعن سهل بن سعد قال: جاء رسول الله -صلى الله عليه وسلم- بيت فاطمة فلم يجد علياً في البيت فقال: “أين ابن عمك؟”، قالت: كان بيني وبينه شيء، فغاضبني فخرج فلم يَقِل عندي، فقال رسول الله -صلى الله عليه وسلم- لإنسان: “انظر أين هو؟”، فجاء فقال: يا رسول الله هو في المسَجد راقد، فجاء رسول الله -صلى الله عليه وسلم- وهو مضطجع قد سقط رداؤه عن شقه وأصابه تراب، فجعل رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يمسحه عنه ويقول: “قم أبا تراب قم أبا تراب”4. فيؤخذ منه جواز نوم الرجال في المسَجد إذا أمن انكشاف العورة، ولم يكن هناك فتنة ولا مفسدة فإن النوم في المَسجد ليس حراماً ولا خطيئة.
والنبي -صلى الله عليه وسلم-: “كان يعتكف”5″ في العشر الأواخر من رمضان”6، وكان اعتكافه – صلى الله عليه وسلم- في المسَجد ولا شك أنه يحتاج إلى النوم، وأهل الصفة كانوا ينامون في المسجد.قال شيخ الإسلام ابن تيمية -رحمه الله-: “أما النوم أحياناً للمحتاج مثل الغريب والفقير الذي لا مسكن له فجائز وأما اتخاذه مبيتاً ومَقِيلاً فينهون عنه”. وقد ورد سؤال إلى اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء باللمملكة العربية السعودية: ما هو حكم الذي يضع رجليه ويوجهها إلى القبلة في المسجد، وهل يجوز الأكل والنوم في المسجد؟ فأجابت اللجنة: “لا حرج على المسلم أن يمد رجليه أو رجله إلى القبلة، سواء كان بالمسجد أم في غيره، ولا حرج عليه أن يأكل بالمسجد أو ينام به إذا احتاج إلى ذلك، وينبغي له أن يحافظ على نظافة المسجد، وإذا احتلم وهو نائم به أسرع بالخروج منه حين يستيقظ ليغتسل من الجنابة.
اللهم فقهنا في ديننا، وعلمنا ما ينفعنا، وانفعنا بما علمتنا، وزدنا علماً، وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله صحبه أجمعين، والحمد لله رب العالمين. |
|
|
|