الملك الامازيغي " ماسينيسا" احتل القرطاجيون سنة 262 ق.م، مدينة ميسينا الواقعة على أقرب سواحل صقلية لإيطاليا، وكانت هذه المدينة تعتبر في نظر الإيطاليين مفتاح صقلية. لكن باحتلال القرطاجنيين لمدينة ميسينا ورطوا أنفسهم في معارك طاحنة مع الرومان لن تنتهي قبل قرن من الزمان تقريبا. وكان من نتائج هذه الحرب خراب قرطاج وتدمير سيادتها البحرية في حوض المتوسط ، ثم القضاء على ممتلكاتها في الشمال الأفريقي. وقد سميت تلك المعارك التي دارت رحاها بين روما وقرطاج بالحروب البونية، وكان أولها سنة 264 ق.م، وانتهت سنة 241 ق.م، وكان ثمنها خسارة قرطاجة لصقلية. بعد ثلاثة وعشرين سنة من الحرب الأولى، بدأت الحرب البونية الثانية (218 ق.م - 202 ق.م)، وفي أثنائها غزا القائد القرطاجي هنيبعل (هانيبال) إيطاليا لاحتلالها. إلا أن الجيوش الإيطالية قاومت هذا الغزو، وقد استطاع شيبون (Sipo) القائد الروماني الوصول إلى سواحل إفريقيا، حيث انضمت إليه قوة من أهالي البلاد تحت زعامة القائد الأمازيغي ماسينسا (202/148 ق.م)، الذي، وبمساعدته، مكن الرومان من هزيمة قرطاجة والانتصار على أعظم جنرال عرفه التاريخ، ألا وهو هنيبعل القرطاجي، في معركة فاصلة هي معركة زاما الشهيرة سنة 202 ق.م. بعد هذا النصر، صمم الرومان منع عودة القرطاجيين إلى سلطانهم السابق بإفريقيا، واشترطوا على قرطاجة التنازل عن إسبانيا وتخفيض أسطولها إلى عشرة سفن، كما دبر الرومان خطة لشل قوة قرطاجة، وذلك بأن شجعت مطامع الزعيم الأمازيغي مسينيسا في حكم أرض أجداده. نعم، قرنين قبل ميلاد المسيح، شاب يافع اسمه مسيننيسا لم يتجاوز السابعة عشر، ابن لحاكم إمارة بإقليم النوميديين اسمه غايا (Gaya)، يبرز على الساحة بما اكتسبه من فطنة وشجاعة. إلى قرطاجة عاصمة الفنيقيين الجديدة، أرسل غايا ابنه مسينيسا لتعلم فنون الحرب. هناك، سيقع في حب صوفونيسبا هسدروبل أجمل فتاة زمانها: رقة وكبرياء وفتنه ودلال. كانت تنتمي إلى عائلة العظيم هنيبعل (هنيبال) قائد القرطاجيين المعروف. تقدم مسينيسا لخطبة صوفونيسبا التي تيمت قلبه وسحرت عقله. وإن كان أبوها القرطاجني هسدروبل يكره النوميديين، إلا أنه قبل بالأمر أمام قوة وذكاء وعبقرية وجرأة الشاب الأمازيغي. كان مسينيسا عملاقا قوي البنيان، ليس مثله من يجيد ركوب الخيل وحمل السيف والضرب بالرمح، بالإضافة إلى بزوغه وتعلمه اللغات اللاتنية والإغريقية إلى جانب لغته الأم الأمازيغية. |
|
|
|