وانتهى كل شيء .. وأقفل ملف القضية بأن الفاعل كان :
( قضاء وقدر ) !!
نحن نؤمن بالله ونؤمن بأن ماأراده الله لا راد له وأن كل شيء يحدث بقضاءه وقدره سبحانه ، لكننا نؤمن كذلك أن الفعلة لابد لها من فاعل وأن الخطأ لابد ان يكشف عنه الستار ، وأن المخطئ لابد أن يحاسب ويعاقب على فعلته !
كل ذلك التسلسل من الطبيعي أن يحدث في كل مكان إلا (جازان) ..
جازان التي اعتادت أن تضمد جراحها بنفسها ، وتغفر زلات أبناءها خوفا" عليهم من العقاب ..
جازان التي كانت ومازالت تكافح من أجل غيرها ولا ملتفت لأمرها ..
جازان التي امتدت لها أيادي (الفساد) فأخذ الوجع ينبشها من كل جانب حتى باتت اليوم تحترق أجساد أطفالها فتصرخ ولا منقذ لها ومامن مجيب !
إلى متى ياعزيزتي ستصبرين .. إلى متى ستظلين تضمدين جراحك بلسان ( أخرس ) وعيون (عمياء) عن أخطائهم وحماقاتهم ؟
إلى متى ستظلون يا أبناء منطقتي تتلحفون الصمت وتؤثرون السلم عن محاسبتهم والمطالبة بحقوقكم كمواطنين تنتمون لبلد القضاء والشريعة ؟
لم تكن هذه الضربة الأولى ، ولم يكن هذا هو الحادث الأول ، وأقسم لكم أنه لن يكون الأخير مادامت الفواه مطبقة ، وصوت الحق تخنقه عبرة الخوف !
كم من الحوادث قد سمعنا بها ، وكم من الفواجع قد عاصرناها ؟
مستشفياتنا تئن من بؤس مبانيها وقلة كراسيها وعدم جاهزيتها وكم من الأقسام قد أقفلت لتفشي الوباء فيها ؟
وكم من أرواح قد زهقت لعدم كفاءة أطبائها ، وكم من أخطاء حدثت بسبب إهمال مسؤوليها ؟
ومازلنا إلى الآن ننتظر مزيدا" من الفواجع ، والمزيد من المحن ﻷن نهر الفساد مازال يتدفق و كبار الرؤوس قد أثقلتها كؤوس الضياع ، وسنبقى وحدنا ندور في دوامة الحبر والورق وشهادات مزورة بألف واسطة وواسطة ، وأيدي طائلة تنتشل المفسد كالشعرة من العجين !
وستطوى هذه الصفحة كسابق الصفحات ، وستسجل القضية ضد مجهول ، وسيتعالى أصوات المطبلين : ( قضاء وقدر) |
|
|
|