تعاني نسبة كبيرة جدا من الزوجات من صمت أزواجهن، وتعتبر مشكلة صمت الأزواج من أكثر مشكلات الحياة الزوجية التي تؤثر تأثيرا كبيرا على العلاقة بين الزوج والزوجة بل وعلى الأسرة كلها.
الصمت يجلب الشك
فعندما يصمت الزوج ويختفي الحوار بين الزوجين تحدث فجوة بينهما، وتبدأ في الإتساع كلما مر الوقت وهما على نفس الحال، وأول ما يخلق الفجوة بينهما هو الشك، فصمت الزوج يثير جنون الزوجة ويجعلها تفكر في أسباب صمته وعدم شغفه وتطلعه إلى الحديث معها.
وللأسف فإن أول ما تجلبه الظنون إلى ذهن المرأة هو الخيانة، فتظن أن زوجها يخونها مع إمرأة أخرى، ولهذا السبب يظل صامتا شاردا معها بفكره وحاضرا معها هي، غائبا عن زوجته، وقد يكون الزوج في كثير من الحالات بريء من ذلك، وقد تظن الزوجة أن الحب قد مات بينهما وأن زوجها لم يعد محبا لها.
الزوج الصامت ليس بخائن
فليس كل صمت دليل خيانة وإدانة للرجل فهناك دلائل أخرى عديدة يمكن للزوجة أن تكتشف خيانة زوجها لها، فالصمت وحده فيه مظلمة كبيرة للزوج خاصة مع وجود أسباب هامة أوضحها الباحثون في مجال العلاقات الإنسانية ينتج عنها صمت الزوج.
لماذا يصمت الأزواج
ذكرنا أمس في مقال سابق بعنوان" 5 خرافات لا تصدقيها عن الرجل" أن التسليم بأن الأزواج يبغضون الحديث إلى زوجاتهم ما هو إلا خرافة قامت على إفتراضات خاطئة قامت على الشك، والدليل على ذلك أن الباحثين قد إستدلوا من خلال البحث على أن 80% من الرجال المتزوجين يأنسون بحديثهم إلى زوجاتهم بل أن نفس النسبة إعترفت بأن زوجاتهم أفضل أصدقائهم، ولكنهم يتجنبون الحديث معهم بسبب الخوف من الشجار وبدء المشاكل، معللين ذلك إلى أن الحديث معهن غالبا ما ينتهي بشجار بسبب ضغوطات الحياة.
مقارنة
بمقارنة الزوجات لكلام الرجال معهن قبل الزواج وبعده، والتغيير الذي طرأ عليه، سيتضح أن تبريرات الرجال للصمت في محلها بدليل أن الرجال كانوا أكثر تطلعا للحديث إلى النساء قبل الزواج وقبل تزايد الأعباء وحدوث المشكلات.
الحل
لذا وجب على كل زوجة تعاني من صمت زوجها أن لا تتعجل في الحكم عليه من خلال ظنون لا ترقى إلى الحقيقة، وأن تتفهم طبيعة الرجل وتحترم صمته، وفي نفس الوقت تسعده بمناقشات وموضوعات حيوية يحبها ويحب الحديث عنها، وسترى كم سيسعد بالمناقشة معها، كما يتعين على الزوج أن يفهم جيدا أهمية الحوار والتواصل إذ لا يمكن أن يكون الصمت حلا للمشاكل فتجنب المشاكل لا يساهم في حلها، فما هو إلا مسكن مؤقت لها، وستهاجم نوبات الألم كلا الزوجين فيما بعد، لذا علي كل من الزوج والزوجة أن يعيا أن التفاهم والإنصات إلى الآخر سيجعل الحوار مثمرا، وبالهدوء ستحل المشاكل. |
|
|
|