نيلسون مانديلا
نيلسون مانديلا كان هو اول رئيس اسود يحكم جنوب افريقيا وذلك في عام 1994،
وخدم في منصبه هذا حتى عام 1999، وكان نيلسون مانديلا رمزا للسلام العالمي،
وحصل على جائزة نوبل للسلام في عام 1993 .
ملخص عن حياة نيلسون مانديلا :
ولد نيلسون مانديلا في 18 يوليو عام 1918، في مفيسو، ترانسكاي، جنوب افريقيا،
وكان دائما يشارك بنشاط في الحركة المناهضة للفصل العنصري في العشرينات من
عمره، وانضم نيلسون مانديلا الى المؤتمر الوطني الافريقي في عام 1942، ولمدة
20 عاما، ادار الحملة السلمية الغير عنيفة ضد حكومة جنوب افريقيا وسياساتها العنصرية ،
وفي عام 1993، تم منح نيلسون مانديلا ورئيس جنوب افريقيا دي كليرك معا جائزة
نوبل للسلام لجهودهما في تفكيك نظام الفصل العنصري في البلاد، وفي عام 1994
كان نيلسون مانديلا هو اول رئيس اسود لجنوب افريقيا، وفي عام 2009، وفي اليوم
الموافق لعيد ميلاد نيلسون مانديلا يوم (18 يوليو) اعلن انه "يوم مانديلا" لتعزيز السلام
العالمي والاحتفال بتاريخ زعيم جنوب افريقيا، ومات نيلسون مانديلا في منزله في
جوهانسبرج يوم 5 ديسمبر 2013، عن عمر يناهز 95 عاما .
حياة نيلسون مانديلا المبكرة :
توفى والد نيلسون مانديلا وهو فى عامه التاسع وكان ذلك بسبب مشاكل فى الرئة واخذه
ليعيش معه الوصى جونجينتابا ، وهو قرر تربيته اكراما لابيه وبالفعل تربي علي يده حتي
التحق بالجامعة ، ولكن بسبب وقوفه بجانب الطلاب ومطالبته بالمساواة دائما تم فصله من
الكلية وعندما رجع الى ابيه بالتبنى وجده غاضب بسبب افعاله الغير لائقة ، ووجده منتظره
بخبر وهو زواجه من بنت كانت قد اختارها ابيه بالتبني، فوجد نيلسون مانديلا نفسه محاصر
بقوانين قبلية ، فترك المنزل واستقر في جوهانسبرغ وحده ، حيث عمل بمجموعة متنوعة
من الوظائف، بما في ذلك حارس وموظف، و انتهى من دراسة البكالوريوس، ثم التحق
بجامعة ويتواترسراند في جوهانسبرج لدراسة القانون .
وسرعان ما اصبح نيلسون مانديلا يشارك بنشاط في الحركة المناهضة للفصل العنصري،
وعمل علي الانضمام إلى حزب المؤتمر الوطني الافريقي في عام 1942 ، حيث تجمعت
هناك مجموعة صغيرة من الشباب الافارقة معا، واطلقوا علي انفسهم اسم عصبة الشبيبة ،
وحزب المؤتمر الوطني الافريقي كان هدفه الاول والاساسي هو عمل حركة شعبية جماهيرية،
تستمد قوتها من الملايين من الفلاحين في المناطق الريفية والعاملين الذين ليس لديهم صوت
في ظل النظام الحالي، وعلى وجه التحديد، المجموعة التي تعتقد ان تكتيكات حزب المؤتمر
الوطني الافريقي غير فعال، وفي عام 1949، بدأ المؤتمر الوطني الافريقي رسميا بداية
المقاطعة والإضراب والعصيان المدني وعدم التعاون، مع اهداف سياسة المواطنة الكاملة،
وإعادة توزيع الاراضي والحقوق النقابية، والتعليم المجاني والإلزامي لجميع الاطفال
ولمدة 20 عاما، واجه نيلسون مانديلا اسلوب السلمية، والاعمال اللاعنفية للكفاح ضد حكومة
جنوب افريقيا وسياساتها العنصرية، بما في ذلك حملة 1952 ومؤتمر 1955 الذي كان مكون
اساسا من الشعب، واسس نيلسون مانديلا مكتب محاماة هو وصديقه اوليفر تامبو، فقد كان شريكه
- كما كان ايضا طالب ممتاز وعنيد - التقاه نيلسون مانديلا اثناء دراسته فى فورت هير، وقدمت
شركة القانون الخاصة بهم استشارات قانونية مجانية ومنخفضة التكلفة للسود غير الممثلين، وفي
عام 1956، القي القبض على نيلسون مانديلا و150 آخرين، ووجهت إليه تهمة الخيانة للدعوة
السياسية (تم تبرئتهم في نهاية المطاف) ، ولان نيلسون مانديلا كان سجين سياسي اسود ، فتلقى
ادنى مستوى من العلاج والمعاملة السيئة من العمال فى السجن، ولكنه كان قادرا على كسب درجة
البكالوريوس في القانون من خلال جامعة لندن ببرنامج المراسلات ليثبت لنفسه وللعالم انه قادر علي ذلك .
الخروج من السجن والرئاسة :
بعد إطلاق سراح نيلسون مانديلا من السجن، حث نيلسون مانديلا على الفور العديد من القوى
الاجنبية لزيادة الضغط على حكومة جنوب افريقيا من اجل الإصلاح الدستوري، في حين انه ذكر
انه كان ملتزما بالعمل من اجل السلام، اعلن ان الكفاح المسلح للمؤتمر الوطني الافريقي سوف
يستمر حتى تلقى الاغلبية السوداء حق التصويت، وفي عام 1991، انُتخب نيلسون مانديلا رئيس
المؤتمر الوطني الافريقي، مع صديق عمره وزميله اوليفر تامبو الذي تولى وقتها منصب الرئيس
الوطني، وواصل نيلسون مانديلا التفاوض مع الرئيس دي كليرك نحو اول انتخابات متعددة الاعراق
في البلاد .
وفي الواقع ان البيض في جنوب افريقيا كانوا على استعداد لتقاسم السلطة، ولكن العديد من السود في
جنوب افريقيا ارادوا نقل كامل السلطة وليس مجرد تقاسمها ، وكثيرا ما كانت تقام المفاوضات واخبار
الانفجارات العنيفة، بما في ذلك اغتيال زعيم حزب المؤتمر الوطني الافريقي كريس هاني، وكان
نيلسون مانديلا وقتها حريصا على الحفاظ على التوازن الدقيق للضغط السياسي والمفاوضات المكثفة
وسط المظاهرات والمقاومة المسلحة .
وفي عام 1993، تم منح نيلسون مانديلا والرئيس دي كليرك جائزة نوبل للسلام معا وذلك لعملهم نحو
تفكيك نظام الفصل العنصري، ويرجع ذلك إلى حد كبير إلى عملهم، والمفاوضات التي قامت بين السود
والبيض في جنوب افريقيا ،وفي 27 ابريل 1994، كاد الحلم يتحقق ، فعقدت جنوب افريقيا اول انتخابات
ديمقراطية ،وبالفعل انُتخب نيلسون مانديلا اول رئيس اسود للبلاد في 10 مايو 1994، عن عمر يناهز
77 عاما ، وكان دي كليرك نائبا له .
وفي عام 1994، نشر نيلسون مانديلا سيرته الذاتية ، والتي جاءت بعنوان " الطريق الطويل إلى الحرية" ،
والحقيقة ان الكثير منها كان قد كتب سرا اثناء وجوده في السجن، وفي العام التالي، حصل نيلسون مانديلا
على وسام الاستحقاق .
ومن عام 1994 حتى يونيو 1999، عمل نيلسون مانديلا علي تحقيق الانتقال من حكم الاقلية والفصل
العنصري إلى حكم الاغلبية للسود ، وكان هذا قرار ليس بسهلا ، حيث بهذا القرار قد اعاد الحماس في
البلاد ، وقام بتعزيز الكثير من الالعاب الرياضية كنقطة محورية لتعزيز المصالحة بين البيض والسود،
وتشجيع السود في جنوب افريقيا لدعم الفرق الوطنية في عام 1995 .
وقد عمل مانديلا ايضا على حماية اقتصاد جنوب افريقيا من الانهيار خلال فترة رئاسته، من خلال علاقاته
وخطة التنمية التي وضعها ، فاثناء حكم نيلسون مانديلا لجنوب إفريقيا استطاع ان يخلق فرص العمل
والسكن والرعاية الصحية الاساسية، وفي عام 1996، قرر نيلسون مانديلا ان يغير في القانون وبالفعل
قام بوضع دستور جديد للبلاد، وإقام حكومة مركزية قوية على اساس حكم الاغلبية، وعمل علي ضمان كل
حقوق الاقليات وحرية التعبير .
التقاعد في وقت لاحق :
وقبل الانتخابات العامة لعام 1999، كان وقتها نيلسون مانديلا اعتزل السياسة النشطة، ولكنه ايضا استمر
في الحفاظ على جدول اعماله المزدحم، فجمع الاموال لبناء المدارس والعيادات في قلب الريف في جنوب
افريقيا من خلال مؤسسته، وقام بدور الوسيط في الحرب الاهلية في بوروندي، كما نشر عددا من الكتب عن حياته .
ولكن لم يدم الحال علي هذا النحو كثيرا فقد تم تشخيص حالة مانديلا بانه مصاب بمرض السرطان ،
وتم علاجه من سرطان البروستاتا في عام 2001 ، وفي يونيو 2004، عن عمر يناهز ال 85 تقاعد
رسميا من الحياة العامة، وعاد إلى قريته قونو .
وبالرغم من ظروفه الصحية هذه ، قام نيلسون مانديلا بالدعوة للسلام والمساواة على كل من الصعيد
الوطني والعالمي، وفي السنوات الاخيرة من حياته، بقي مانديلا ملتزم بمكافحة الإيدز ، فهذا هو المرض
الذي قتل ابنه مانديلا، ماكجاثو، في عام 2005 .
في السنوات الاخيرة :
كان اخر ظهور علني لنيلسون مانديلا في المباراة النهائية لبطولة كاس العالم في جنوب افريقيا في ع
ام 2010، وظل الى حد كبير بعيد عن دائرة الضوء في السنوات الاخيرة من حياته، واختياره لقضاء
الكثير من وقته في مكان طفولته فى قونو، جنوب جوهانسبرج ، وقامت بزيارته السيدة الاميركية الاولى
ميشيل اوباما، زوجة الرئيس الامريكي باراك اوباما، وهو بنفسه رافقها خلال رحلتها إلى جنوب افريقيا
في عام 2011 .
ولكن بعد تعرضه لإصابة الرئة في يناير 2011، دخل المستشفى لفترة وجيزة في جوهانسبرغ وقام
بالخضوع لعملية جراحية لمرض المعدة في اوائل عام 20 ، ولكن سرعان ما اطلق سراحه بعد بضعة
ايام، وعاد في وقت لاحق إلى قونو .
ومن المؤسف ان نيلسون مانديلا دخل المستشفى مرات عديدة في عام 2013 ، وذلك للقيام بالمزيد من
التجارب والعلاج الطبي الذي يتعلق بعدوى الرئة المتكررة له، وكانت زوجته مانديلا غراسا ماشيل، تلغي
لقائتها في لندن من اجل البقاء مع زوجها ، وكانت ابنته، هي زيناني دلاميني سفيرة الارجنتين في جنوب
افريقيا، والتي توجهت ايضا إلى جنوب افريقيا لتكون مع والدها، ووقتها اصدر جاكوب زوما، رئيس جنوب
افريقيا، بيانا ردا على القلق العام على حالة مانديلا الصحية في مارس 2013 ، وطلب فيه بالحصول على
دعم كل الشعب علي شكل صلاة لكي يشفي مانديلا : "إننا نناشد شعب جنوب افريقيا والعالم للصلاة من
اجل الحبيب " .
الموت والتراث :
وفي 5 ديسمبر 2013، وعن عمر يناهز ال 95 عاما ، توفي نيلسون مانديلا في منزله في جوهانسبرغ،
جنوب افريقيا ، واصدر زوما بيانا في وقت لاحق من ذلك اليوم، تحدث فيه عن إرث مانديلا للانسانية ،
وقام باعلان يوم (18 يوليو) يوم مانديلا ، وقال ان هذا اليوم سيكون هو اليوم الدولي لتعزيز السلام العالمي
والاحتفال بتراث زعيم جنوب افريقيا نيلسون مانديلا . |
|
|
|