نظرية الجشطالت
نظرية الجشطالت والتخلف العقلي
من المعروف في علم نفس الجشطالت أن إدراك الكل
يعتمد علي إدراك الأجزاء وترابطها زمن إدراك الأجزاء
والعلاقة بينما يأتي الإدراك الكلي بالشئ من حيث تحديد طبيعته وتكوينه0
تطبيق نظرية الجشطالت في مشاكل التخلف العقلي
هناك اتجاهان في تطبيق نظرية الجشطالت
في تفسير التخلف العقلي
الاتجاه الأول: ويرتر وشتراوس
هل يحدث قصور في وظائف الكائن الحي الادراكية
إذا ما أصيب باضطراب ذي دلالة ؟
حاول ويرنر وشتراوس وزملائهما أن يجيبوا علي هذا
بسلسة من الأبحاث علي المتخلفين عقليا من الفئات العليا
وكان التخلف في بعض الأحيان من النوع الناشئ
عن أسباب خارجية والبعض الأخر من النوع الناشئ
عن أسباب داخلية واستخدام الباحثون مجاميع ضابطة
من الأسوياء المساوين لهم في العمر العقلي.
وقد أتضح من هذه الأبحاث أن المتخلفين عقليا " بسب خارجي "
كانوا باستمرار أكثر عرضة لتأثير إدراكهم بالتغيرات
التي أدخلت علي الأرضية وكذلك بدرجة التناقض
بين الشكل والأرضية أكثر من زملائهم المتخلفين عقليا
لأسباب داخلية وظهر هذا في إدراكهم للأشكال
أو رسمها بعد رؤيتها وهذه الفئة الأخيرة كان أداؤها
مساويا للأطفال الأسوياء وعلي أي حال اختفت الفروق
بين المجاميع بتعديل الظروف التجريبية
علما بأن هذه التجارب قد أجريت علي الإدراك البصري والسمعي
والحسي وكذلك التذكر وتعريف المفهومات
ويمكن تلخيص نتائج هذه البحوث في أن تنظيم "الشكل والأرضية "
هو أحد العوامل الهامة التي تتأثر بدرجة واضحة
عند إدخال عدد من العوامل التجريبية 0
وبالرغم من هذه الأبحاث كانت تعتبر علي درجة كبيرة
من الوضوح في إجرائها إلا أنها قوبلت ببعض الاعتراضات
علي كيفية اختيار العينات وتقسيمها فضلا عن أنه
قلما يتفق الباحثون علي كيفية التعرف علي الأقل
أبحاثا كلاسيكية تمثل غزوا في ميدان التخلف العقلي
والتعرف علي خصائص هذه الفئات
ومازالت تحتاج إلي كثير من التأكيد والاستقصاء
و لكن هذا لا يقلل من أهميتها العلمية والتجريبية 0
الاتجاه الثاني لوين ( 1935 ) وكونين ( 1941 ):-
ينبع هذا الاتجاه أساسا في التخلف العقلي من مجموعة
من الأبحاث علي المتخلفين عقليا بإتباع طرق مختلفة تماما
عن الاتجاه السابق بناء علي نظرية المجال التوبولوجية
التي قدمها لوين ( 1935 ) وفي علاقة هذه النظرية
بالتخلف العقلي جاءت الدلائل التجريبية علي هذه النظرية
من مجموعة من ثلاث تجارب التجربة الأولي
في التشبع الادراكي أو تشبع السلوك
أما في التجربتين الثانية والثالثة فقد أجريتا علي صغار
من المتخلفين عقليا وقدرتهم علي الاستمرار
في تكملة عمل يكلفون به.
ففي التجربة الأولي
وجد لوين أن المتخلفين عقليا من الفئة العمر 10 – 11 سنة
كانوا يميلون إلي رسم دوائر وخطوط دائرية ( شخبطة )
لمدة أطول من الأطفال الأسوياء في نفس فئة العمر
ولكن لم يكن هناك فرق بين المجموعتين في فئة السن 9 – 10 سنوات.
وعندما لوحظت المجموعات من الفئة السن 8 – 9 سنوات
وجد أن الأطفال الأسوياء يستمرون أكثر من نفس السن في رسموهم
ولاحظ لوين أن مجموعة المتخلفين إما أن يندمجوا في مثل هذا العمل
أو يتركوه تماما , بينما لوحظت المرونة أكثر في فئة الأسوياء
فهم اقل تحديدا في الاندماج من عدم الاندماج
وقد فسر لوين هذه النتائج بأن مجموعة المتخلفين
( 10 – 11 ) تشبه مجموعة الأسوياء
بوجه عام من فئة السن ( 8-9 ).
وأما التجربتان الثانية والثالثة
فقد وجد كوك أن مجموعة المتخلفين عقليا
من سن 8 – 9 يعودون مرارا للأعمال غير المتكاملة
من أدائهم أكثر مما يفعل الأسوياء من فئة العمر 7 – 8 سنوات
حتى بعد إدخال نشاط بديل مهما كان مشابها أو مختلفا عن العمل السابق.
ويوضح كوين ( 1941 ) مظهر " الجمود "
عند المتخلفين عقليا في إطار نظرية لوين
بأن افتراض أن جمود حدود المناطق النفسية
يتوقف علي العمر الزمني كما يتوقف علي درجة التخلف العقلي
و اقتراح نوعين من الجمود أحدهما أسماه الجمود الأولي
وهذا النوع من الجمود ينشأ عن تلف يحدث للطبقة
تحت القشرية في المخ وفي قاعة والنوع الأخر من الجمود
هو الذي يطلق عليه الجمود الثانوي وهو الذي ينتج عن إصابة
أو تلف في القشرة المخية أو التكوين الخطأ فيه.
ويظهر الجمود الأولي في جمود النظم أو جمود الموقف
أما الجمود الثانوي فيظهر كقصور في " الاتجاه إلي التجريد "
وهو الذي يؤدي بالفرد إلي موقف تشتيت الانتباه أو سلوك المداومة
والذي شبهه جو لد شتين برد فعل كالتستر الذي يوصف الفرد
نتيجة له بأنه علي درجة كبيرة من الجمود
وعلي كل حال فإن خلاصة هذين الاتجاهين هي
أننا يجب أن نأخذ الفروق الوراثية أو التكوينية
في الاعتبار وعندما توجه فروق في الأداء
مع تساوي الأعمار العقلية للعينات |
|
|
|