شبكة همس الشوق - عرض مشاركة واحدة

#1 29 - 3 - 2016, 06:14 AM

]

قال لها و هما على طاولة الافطار لماذا لا تقولي لي كلاما
جميلا من تلك الرومانسيات التي تملأ حياة بعض الناس
فتجعلها وردية
نظرت اليه بتعجب ثم قالت بسرعة القهوة باردة
رد عليها و قد بدأت وتيرة صوته تعلو حياتنا كلها باردة
بل مثلجة
أخذت ترتب الأطباق أمامه دون أن تتكلم فبلغ الغيظ
منه أقصاه فأهوى بقبضة يده على معصمها و أطبق
عليها بشدة و هو يهزها و الكلمات تنطلق كالقذائف
من فمه لماذا لا تسميعيني كلمة حب واحدة لماذا
تقتلين حياتي و مشاعري المتأججة بهذا البرود
لماذا لماذا
كانت يده تطبق على يدها و لم يشعر أنه يؤذيها في
غمرة انفعاله , لم يدرك ذلك الا حينما رأى وجهها ينطق
بكل معاني الألم و هي تقول بصوت خافت يدي , يدي
أرجوك لقد أوجعتني.
أطلق يدها و سيطر عليه شعور بالندم و أخذ يتأملها
و هي تغالب الدمع. قال في نفسه كيف يِؤذي من يطلب الحب
كان واضحا أن يدها تؤلمها اذ لم تستطع أن تستخدمها في اكمال افطارها.
كانت متوترة و ملامحها توحي بالرغبة في البكاء هو
الرجل المعطاء و هي التمثال من الشمع بلا مشاعر.
سادت لحظة من الصمط ثم قال مستفزا يا ضيعة أحلامي
أنت تتحسسين يدك , دلك بسيط يحل المشكلة أما أنا
فكيف أداوي قلبي الذي تيبس من الجفاف
رمقته بنظرة عميقة لم يعتدها منها ثم قالت هل تظن
أني لو لم أكن أحبك سأبقى معك دقيقة واحدة
نزلت كلماتها على صدره كالصخرة اذن هي التي
تقرر أن تبقى معي أولا و ليس أنا و بالتالي مفهومها
للحب هو الذي يحدد استمرار العلاقة بيننا
هكذا خاطب نفسه لماذا لا تدرك أنه هو أيضا بحاجة
لأن يحبها لكي يبقى معها ؟ أ ليس مؤذيا أن تقول
لأنسان ساعدني كي أحبك ؟ فيكون الجواب لا عليك
أنا أحبك ها هو يوم جديد و جولة جديدة من الاحباط
و فشل يتراكم

عند الظهر و أثناء رجوعهما من العمل الى البيت
حيث تعمل معلمة في مدرسة في حي فقير , رأت على
جانب الطريق امرأة تمشي مسرعة حافية القدمين في
يوم شديد الحرارة و على أرض ملتهبة كان منظر
المرأة و هي تسير حافية يثير الألم
التفت الى حيث كانت تنظر فرأى المرأة. و قالت بأسى
لحظة قف قليلا. عندما أوقف السيارة فتحت الباب
و نزلت باتجاه المرأة. لم يفهم ماذا تفعل فجأة رآها
تنزع الأسورة من يدها و تعطيها للمرأة ثم التفتت
اليه و قالت هل معك نقود ؟ قال كم تريدين ؟ قالت
الذي معك . أخذت منه النقود و ناولتها الى المرأة
و تبادلتا بضع كلمات و عادت الى السيارة.
قبل أن تركب استدارت فجأة نحو المرأة خلعت حذائها
و رمته اتجاهها لم يصرفها عن النظر الى يدي المرأة
البائسة اللتين رفعتهما الى السماء بعد أن وضعت
الحذاء في قدميها
خيم الصمت بينهما لقد ألجمها الموقف و صدمة التأثر
لتعاسة هذه المرأة البائسة.
أما هو ذلك الزوج الرومانسي , لقد خجل من نفسه
أهذا الكيان الشامخ بلا مشاعر كم كان ساذجا حينما
كان يغمس يداه في ذلك المحيط ثم يعيدها متأففا
بأنه بلا لؤلؤ.

حين وصلا الى البيت , استأذنها لحظة بعدم النزول
و دخل الى البيت و أحضر لها حذاء و لم يتكلم و لم
يحتاجا الى الكلام مرة أخرى.
شعرت بحبه و بندمه على تصرفه معها و همست
الله لا يحرمني منك , عسى الله أن يجمعنا في الآخرة
كما جمعنا في الدنيا .

الموضوع الأصلي :‎ الزوج الرومانسي || الكاتب : || المصدر : شبكة همس الشوق