مقدمة أخي معلم اللغة العربية :
لعلك تشاركني الرأي في أن النحو أساس ضروري
لكل دراسة في الفقه والتفسير والأدب والفلسفة والتاريخ وغيرها من العلوم ،
لأنك لا تستطيع أن تدرك المقصود من نص لغوي
دون معرفة بالنظام الذي تسير عليه هذه اللغة ،
يقول عبدالقاهر :
" إن الألفاظ مغلقة على معانيها حتى يكون الإعراب هو الذي يفتحها ،
وأن الأغراض كامنة فيها حتى يكون هو المستخرج لها ،
وأنه المعيار الذي لا يتبين نقصان كلام ورجحانه حتى يعرض عليه ،
والمقياس الذي لا يعرف صحيح من سقيم حتى يرجع عليه ،
ولا ينكر ذلك إلا من ينكر حسّه ، وإلا غالط في الحقائق نفسه " (1)
ونحن نؤمن بضرورة تدريس النحو في مدارسنا في مظانه القديمة
إلى جانب الدرس التطبيقي والتأكيد عليه .
ولعلك تدرك أيها المعلم العزيز بأن نسبة لا بأس بها من الطلاب
يقتصرون على معرفة القواعد النظرية وأمثلتها فقط عن طريق الحفظ ،
وهذا بلا شك لا يفيد صاحبه الفائدة المرجوة
إلا إذا شاركه الفهم والتطبيق العملي على قطعة نثرية أو أبيات شعرية
عندها تشعر بأن الطالب يستطيع أن يتعامل مع النصوص
قراءة جيدة مضبوطة بالشكل المناسب مؤدية للمعنى المطلوب .
وقد ألفت في النحو قديماً مؤلفات كثيرة
ولعل من أهمها وأوفاها كتاب سيبويه في النحو
الذي يقول عنه أبو عثمان المازني :
" من أراد أن يعمل كتاباًً كبيراً في النحو بعد سيبويه فليستح "
وكان الهدف الرئيس من التأليف في النحو
هو مساعدة المسلمين من خلال هذا العلم
على فهم كتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم
والمحافظة عليهما من اللحن والتحريف.
وفي العصر الحديث تعددت المؤلفات في هذا العلم
بهدف تبسيط وتبويب وتنقية ما كتبه الأقدمون .
وبالرغم من الجهود الكبيرة التي بذلت في هذا السبيل ،
نجد أن التذمر من صعوبة قواعد النحو يزداد يوماً بعد يوم ،
وأصبح الاعتقاد السائد لدى الكثير من متحدثي اللغة العربية ،
أن قواعد اللغة العربية على جانب كبير من الصعوبة والتعقيد
بحيث يتعذر على أي شخص أن يلم بها إلماماً كافياً
ما لم تبذل جهود جديدة وفق أسلوب جديد ومنهج علمي حديث
(1) عبدالقاهر الجرجاني " دلائل الإعجاز " مطبعة المنار ، 1331هـ . ص 23 .
تحميل بحث لتعليم الطلاب طرق الاعراب ، مطوية عن تعليم الطلبة كيفية الاعراب
ونتمني لكم الاستفادة والنجاح بإذن الله تعالي |
|
|
|