نكتشف بعدا جديدا للفخامة والتميز في عالم سيارات الدفع الرباعي مع تجربة رينج روفر إيفوك المكشوفة الجديدة عندما عرفت بأن تجربة رينج روفر إيفوك المكشوفة ستجري في منتجع للتزلج على الثلوج في فرنسا، كنت مستغربا جدا. لماذا تقرر شركة أن تقدم سيارة مكشوفة، في منطقة باردة؟ كيف ستتعامل الإيفوك المكشوفة مع هذه البيئة، ولماذا أصلا وجدت هذه السيارة؟ لاند روفر تدعي أن الإيفوك المكشوفة هي الأولى في هذه الفئة. وهو ادعاء صحيح إن كنا نتحدث عن فئة سيارات الدفع الرباعي الصغيرة الفاخرة، وليس سيارات الدفع الرباعي بشكل عام. إذ أن جيب رانجلر مثلا سيارة مكشوفة، وحتى لاند روفر نفسها كانت توفر فئة مكشوفة من طراز ديفندر طيب الذكر. بل حتى أن نيسان دخلت على الخط مع طراز مورانو الذي توفر لفترة وجيزة بشكل مكشوف. إلا أن طراز إيفوك المكشوف يختلف عن هذه السيارات. ليس فقط لأنه طراز مكشوف فاخر، ولكن لأنه يحافظ أيضا على مميزات وقدرات سيارات لاند روفر المعروفة. وهذا ربما هو السبب الذي دفع بالشركة لاختيار هذا المكان كموقع تجربة رينج روفر إيفوك المكشوفة في إطلاقها العالمي الأول. أول ما تلاحظه في إيفوك المكشوفة هو جمال تصميمها. ربما بات الشكل مألوفا، ولكن لا شك في أن رينج روفر إيفوك سيارة مميزة بتصميمها العصري الذي لا يزال واحدا من أجمل التصاميم في هذه الفئة. ومع الطراز المكشوف، لم تفقد السيارة شيئا من جمال تصميمها. التشابه بين الطراز العادي وإيفوك المكشوفة لا يقتصر على الشكل الخارجي، بل يمتد إلى كافة التجهيزات الميكانيكية. فهي مزودة بنفس المحرك، وهو من فئة الاسطوانات الأربعة، بسعة ليترين مع تيربو، بقوة 240 حصان مع 340 نيوتن متر من عزم الدوران، ويتصل مع علبة تروس أوتوماتيكية من تسعة نسب أمامية. هذه التجهيزات الميكانيكية توفر أداء جيدا للسيارة، لا يتأثر كثيرا بزيادة الوزن الناتجة عن زيادة صلابة قاعدة السيارة لتعويض غياب السقف. الأمر ذاته في الداخل، مع مقصورة مماثلة تحديدا لطراز الكوبيه من الإيفوك، ومع المقعد الخلفي المنفصل لتكون حصريا سيارة لأربع ركاب فقط. إلا أن التغيير الأهم هو في اعتماد نظام InControl Touch Pro الجديد، مع شاشة وسطية كبيرة، للتحكم في النظام الذكي الذي يتفاعل مع الهواتف الخلوية والتطبيقات الذكية، والذي يعتبر فعلا خطوة مميزة إلى الأمام في سيارات الشركة، خاصة وأنه يدمج فيه خاصية “واي-فاي” لتغدو إيفوك المكشوفة نقطة وصل للأجهزة الإلكترونية بشبكة الإنترنت. إذا السيارة هي فعلا نسهخة مكشوفة من الإيفوك القياسية. ولكن ما هو شعور قيادة سيارة مكشوفة في هذه الفئة؟ في الحقيقة، لا يختلف كثيرا عن قيادة طراز الكوبيه منها! فعلى سرعات تصل حتى 130 كلم/س، ومع رفع الزجاج الجانبي وحاجز الرياح الخلفي، بالكاد تشعر أنك تقود سيارة مختلفة. فلا وجود للإزعاج الناتج عن الهواء، ولا وجود للتيارات المزعجة داخل المقصورة، وبإمكانك إجراء محادثة طبيعية مع الراكب إلى جانبك دون الحاجة للصراخ! ولكن متعة قيادة السيارة المكشوفة مختلفة، على الأقل حين تكون الأجواء مناسبة، كما كان الوضع عند بداية تجربة رينج روفر إيفوك في مدينة ليون في فرنسا. ولكن سريعا، ومع صعودنا إلى الجبال، بدأت الأجواء تبرد بشكل واضح. ومن حسن الحظ أن المقاعد المدفأة تعمل بشكل جيد. بل إننا أكملنا القيادة فوق الثلوج بكل سهولة مع السقف المكشوف. وصلنا إلى أعلى الجبال، وعلى الثلوج تثبت إيفوك المكشوفة أنها سيارة لاند روفر حقيقية. بفضل نظام التفاعل مع التضاريس (Terrain Response) الشهير لدى الشركة، لتسير بكل سهولة على الطرق الزلقة. بل إننا أخذناها أيضا على طرق غير معبدة، لم تشكل أي عائق أمامها. ما لفت نظرنا كان “مسار العوائق” الذي أقامته الشركة، والذي تطلب موازنة السيارة في على عجلتين فقط في وضعيات تشكل تحديا لأي سيارة، دون أن يؤثر ذلك على صلابة هيكلها على الإطلاق. تجربة رينج روفر إيفوك المكشوفة كانت كما أسلفت في منتجع للتزلج في فرنسا، وهنا، حيث الثراء واضح في ما يبدو جليا بأنه مكان مكلف جدا للسياحة، تبدو الإيفوك المكشوفة في بيئتها المثالية. هناك عدد كبير من سيارات رينج روفر الكبيرة على الطرقات هنا، وغيرها من سيارات الدفع الرباعي الفاخرة، ولكن يبدو أن الإيفوك المكشوفة تلفت الأنظار بشكل واضح. وهذا ربما هو سر تميز هذه السيارة. فمن جهة، هي سيارة لاند روفر حقيقية، بكل ما يحمله الاسم من فخامة وقدرات عالية. ولكن كأصغر أفراد العائلة، هي أيضا تتبع الموضة، وتسعى للتميز. ربما لن تجتاح الصحاري في منطقتنا، ولكن لا شك في أنها ستلفت الأنظار وهي تسير على الكورنيش في جدة أو شوارع الجميرا في دبي في تلك الليالي ذات الطقس الجميل. وهذا ربما هو الهدف من رينج روفر إيفوك المكشوفة. |
|
|
|