هذه مُحاولةٌ لجمْع كلِّ ما يتعلَّق بعبادةِ الصيام وشهرِ رمضان مِن ألفاظٍ ومفردات، الاعتكاف:في اللغة: هو لزومُ الشيء وحبسُ النَّفْس عليه، بِرًّا كان أو إِثمًا؛ قال تعالى: ﴿ مَا هَذِهِ التَّمَاثِيلُ الَّتِي أَنْتُمْ لَهَا عَاكِفُونَ ﴾ [الأنبياء: 52].وفي الشرع: هو المكثُ في المسجدِ بقَصْدِ التعبُّد لله وحده.وهو سُنَّة مؤكَّدة؛ للحديث "كان النبي صلى الله عليه وسلم يعتكفُ العشرَ الأواخر"؛ أي: من رمضان؛ [رواه النسائيُّ وأبو داود وابن حبان، عن أُبَيّ بن كعب رضي الله عنه].ومن حكمتِه: صلاحُ القلب، واستقامتُه، وتركُ فضولِ المباحات، والانشغالُ بالذِّكر والتدبُّر.الإفطار:هو وجبةُ طعامٍ يأكلها الإنسانُ عادةً كلَّ صباح، ويتناولها الصَّائم بعدَ غروب الشمسِ، سواءٌ كان صائمًا في رمضان، أو صائمًا في غير رمضان، ويستحبُّ الدعاء عند الإفطارِ؛ للحديث الذي رواه أحمد، والترمذي وحسَّنه، وابنُ ماجه، وابن خزيمة، وابن حبان في صحيحيهما، من حديث أبي هريرة رضي الله عنه أنَّ رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: ((ثلاثةٌ لا تُردُّ دعوتهم))، وذكَر: ((الصائم حين يُفطِر...)).الأكل والشرب سهوًا:وهو تناوُل الصائم طعامًا أو شرابًا، أو أي مُفطِر في نهارِ رمضان، أو في نهارِ صيامه على وجهِ العموم، ناسيًا أنه في صيامٍ، وعليه إتمامُ صومه؛ للحديث الذي رواه ابنُ ماجه، والبيهقي، من حديث ابن عباس رضي الله عنهما، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: ((إن الله تعالى وضَعَ عن أمَّتي الخطأَ والنسيان وما استُكرهوا عليه))، وكذلك ما رواه البخاريُّ ومسلم في صحيحيهما، عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((إذا أكل أحدُكم أو شَرِب ناسيًا، فليتمَّ صومَه؛ فإنما أطعمَه اللهُ وسقاه))، فالراجحُ مِن أقوالِ أهل العلم إتمامُ الصيام في الفريضة والنافلة.الأكل والشرب عمْدًا:هو تناول الطعامِ أو الشراب أو أي مُفطر عمدًا في نهار رمضان، وهو قادرٌ على الصيام، وهو من المحرَّمات والتعدِّي على حدودِ الله، واختلف الفقهاءُ في حكمِه: هل تجب عليه الكفارةُ مع القضاءِ؟ أو لا؟فقال بعضهم: تجب عليه الكفارةُ مع القضاء؛ (وهي صيام شهرينِ متتابعين)؛ مثل الإمام مالك، والإمام أبي حنيفة، وغيرهما أوجب القضاءَ فقط، مع اعتبارِ أن هذا الفعل من الإثمِ العظيم؛ لاعتدائه على حُرمة هذه العبادة، وتلك الفريضة.
الإمساك: هو التوقُّف عن الأكلِ والشرب وسائرِ المفطرات، والوقتُ الصحيح له هو طلوعُ الفجر؛ لقوله تعالى:﴿ وَكُلُوا وَاشْرَبُوا حَتَّى يَتَبَيَّنَ لَكُمُ الْخَيْطُ الْأَبْيَضُ مِنَ الْخَيْطِ الْأَسْوَدِ مِنَ الْفَجْرِ ﴾ [البقرة: 187].ونلاحظ وجودَ توقيت: (إمساك) في النتائجِ والجرائد والمجلاَّت في شهر رمضان، وهو يشير فقط إلى وقت اقترابِ الفجر، ولا يجب بدخوله الامتناعُ عن سائر المفطرات، بل الاستعداد - فقط - لبدءِ يوم الصيام.إمساكية: هي عبارة عن ورقةٍ بها جدوَل يبيِّن مواعيدَ الصوم والإفطار والصلوات في شهرِ رمضان، وقد ارتبطَت هذه الورقةُ بشهر رمضان دون سواه.برَكَة السحور: البركةُ هي نزولُ الخير الإلهي في الشيء، وهي الزيادةُ في الخير.وبركات السحور كثيرة، منها: مخالفة أهل الكتاب؛ فقد روى الإمامُ مسلم في صحيحه عن عمرو بن العاص رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: ((فَصْل ما بين صيامنا وصيامِ أهل الكتاب أكلةُ السَّحَر)).ومن بركته: تقوية الجسم على الطاعة والعبادة والنشاط.ومنها: حصولُ الصلاة من الله تعالى ومن الملائكةِ على المتسحِّرين؛ فقد روى ابنُ حبان والطبراني، وحسنه الألباني، عن ابن عمر رضي الله عنهما قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((إن الله وملائكتَه يصلون على المتسحِّرين)).ومنها: أنه وقتٌ يتنزَّل اللهُ تعالى فيه، فهو في الثُّلث الأخيرِ من الليل، ولا يعجز الإنسانُ أن يذكر ربَّه، أو يدعوه، أو يستغفره، في هذا الوقت.ومنها: أنه أضمنُ للحفاظ على صلاةِ الفجر وإجابةِ المؤذن، خاصَّة إذا تأخَّر السحور.ومنها: انبعاثُ النشاط لدى المتسحِّر، لأداءِ بقية أعماله في يومِه بهمَّة ونشاط، وهو قبل كلِّ هذا وبعده عبادةٌ تؤدَّى طاعةً لله ورسولِه؛ فقد روى البخاري ومسلم في صحيحيهما، من حديث أنس بن مالك رضي الله عنهما، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: ((تسحَّروا؛ فإن في السُّحور بَرَكَة)).تأخير السُّحور: هو تناول طعامِ السحور في آخر وقتٍ من الليل؛ بحيث لا يُخشى طلوع الفجر أثناءَ طعامه، وذلك من السُّنن التي كان يفعلها رسولُ الله صلى الله عليه وسلم؛ روى البخاري ومسلم في صحيحيهما عن أنس بن مالك رضي الله عنهما، أن زيد بن ثابت رضي الله عنهما حدَّثه أنهم: "تسحَّروا مع النبي صلى الله عليه وسلم، ثمَّ قاموا إلى الصلاة"؛ أي: صلاة الفجر، قلتُ - أي: أنس -: "كم بينهما؟ قال: قَدْر خمسين آية".والحِكَم من تأخيره كثيرة، منها: تقليل وقت الصيام، واحتفاظ الجسمِ بنشاطِه وعدم تأثُّره بالصيام مدَّة أطوَل، ومنها: إعطاءُ وقتٍ كافٍ للمعدة لهضمِ طعام الإفطار، وأعظمها: إدراك وقت السَّحَر وصلاةِ الفجر.
التراويح: جمع (تَرْوِيحة)، وهي اسمٌ للجلسَة مطلقًا، ثمَّ سمِّيت بها الجلسةُ التي بعد أربع ركعاتٍ في ليالي رمضان، ثم سمِّيت كلُّ أربع ركعات ترويحة مَجازًا، وقد ارتبط اسمُ التراويح بهذه الصلاة التي تلي صلاةَ العشاء في شهرِ رمضان، وقد اختُلف في عددِ ركعاتها، فقال البعض:ثماني ركعاتٍ عدا الوتر، وقال آخرون: عشرون ركعةً عدا الوتر، وهي تصلَّى مَثْنَى مثنى؛ أي: كل ركعتين بتسليمة.تعجيل الفطر: معناه: تناول ما يُنهِي به صيامَ اليوم من طعامٍ أو شراب، أو حتى نيَّة الفِطْر إن لم يجد ما يتناوله، وذلك إذا تحقَّق من غروب الشمس.وهو سنَّةٌ؛ روى البخاري ومسلم في صحيحيهما، عن سهل بن سعد رضي الله عنه، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: ((لا يزال الناسُ بخيرٍ ما عجَّلُوا الفِطْرَ))، وروى أبو داود وابن ماجه - وحسنه الألباني - عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((لا يزال الدِّين ظاهرًا ما عجَّل الناس الفِطْر؛ فإن اليهود والنصارى يؤخِّرون)).ويستحبُّ الإفطارُ على تَمْرٍ أو رُطَبٍ أو عصير فاكهة، ثم أداءُ صلاة المغرب، وفي ذلك فوائد طبِّية، أهمها: تهيِئَة المعِدة وتنبيهُها لوجبةِ الإفطار، وتعويضُ الجسم ما فقده من مواد سكَّرية خلالَ الصيام، وكذلك: إدراكُ صلاة المغرب في أولِ وقتِها، وعدم تأخيرها، أو صلاتها منفردًا.التكبير في عيد الفطر: هو نوعٌ من الذِّكر المخصوص للعيدين، وقد وجَّهنَا اللهُ إليه بقوله تعالى: ﴿ وَلِتُكْمِلُوا الْعِدَّةَ وَلِتُكَبِّرُوا اللَّهَ عَلَى مَا هَدَاكُمْ وَلَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ ﴾ [البقرة: 185].وله صيغٌ كثيرةٌ، أشهرها: "اللهُ أكبرُ الله أكبر الله أكبر، لا إله إلا الله، الله أكبر الله أكبر ولله الحمد"، ووقته: من بداية رؤية هلال شهر شوَّال؛ أي: بغروب شمسِ آخر يومٍ من رمضان؛ قال ابن عباس رضي الله عنهما: "حقٌّ على المسلمين إذا رأَوا هلالَ شوال أن يكبِّروا"، وينتهي التكبير في عيد الفطر بخروج الإمامِ للصلاةِ؛ أي: لصلاة عيدِ الفِطْر، وهو قولُ الجمهور، والتكبير في الفطر مطلقًا؛ أي: في السوقِ، وفي الطريقِ، وفي البيتِ، وفي المسجد، ونحو ذلك، أما تكبير عيدِ الأضحى فمن فجرِ يوم "عَرَفَة" إلى عصرِ آخرِ أيَّام التشريق.التمر: هو البَلَح أو الرُّطَب أو البُسْر، وهو ثمرة أشجارِ النخيل، وهو معروف بقيمتِه الغذائيَّة العالية، وهو من ثِمار فصلِ الصيف، ويوجد منه أكثر من أربعمائةٍ وخمسين نوعًا، وجاء ذكره في القرآن الكريم في قوله تعالى: ﴿ وَهُزِّي إِلَيْكِ بِجِذْعِ النَّخْلَةِ تُسَاقِطْ عَلَيْكِ رُطَبًا جَنِيًّا ﴾ [مريم: 25]، وقد كان رسولُ الله صلى الله عليه وسلم يفطر على تمراتٍ؛ روى أبو داود في سننه - وحسنه الألباني - عن أنس بن مالك رضي الله عنهما قال: "كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يُفطرُ على رطباتٍ قبل أن يصلِّي، فإن لم تكن فعلى تمرات، فإن لم تكن؛ حَسَا حسواتٍ من ماء"
والحمد لله رب العالمين |
|
|