قال تعالى
يأيها الذين آمنوا لمَ تقولون ما لا تفعلون ,
كبُر مقتا عند الله أن تقولوا مالا تفعلون "
يعتبر التصنع مرضاً اجتماعيا منتشراً
بين الكثير من الناس هذه الأيام،
ويعني التكلف والرياء وقيام الانسان باعمال بعيدة عنه
وعن واقعه والتظاهر بما ليس فيه
سواءٌ كان ذلك مرتبطاً بالجانب المادي أو النفسي.
ويمثل فيه الانسان واقعا وسلوكيات ليس من بيئته
ولاتعبر عن حقيقته ويتظاهر بها
وهي بعكس التلقائية والعفوية في السلوكيات
ان التصنع بين افراد المجتمع
اصبح في اغلب الاحيان ظاهرة
لاننا ابتعدنا عن تعاليم ديننا الحنيف
واتبعنا سلوكيات المصانعة والنفاق والرياء
حتى اصبحنا نمثل في حياتنا
سواء في المأكل والمشرب واللباس وطريقة المعيشة
وفي الدراسة وطريقة التحدث
والحديث بنعومة واستخدام بعض الكلمات الأجنبية
والتظاهر باننا من مجتمع مخملي آخر.
وهو صفه مذمومه وغير محببه للانسان
وتكثر لدى النساء عن الرجال في الغالب
أن التصنع والتظاهر بصفات واحوال غير موجودة أصلا
بحيث يتصنع الفرد الكرم وهو بخيل،
ويتصنع في الملبس وهو بعيد كل البعد عن الذوق
من اجل الظهور بمظهر مخالف تماماً للواقع
فنحن نرى الفتاة تتصنع في الكلام والالفاظ والملبس
امام الشباب
من اجل ان تظهر امامهم بمظهر الفتاة الغنية المترفة
ومن الطبقات الاجتماعيةالغنيةمن اجل اثارة اهتمام الشباب، والشباب يتكلف بسلوكياته امام الفتيات
في الكلام والتصرفات لاثارة الانتباه
واخفاء الضعف والنقص في حياته اليومية والعائلية
وقد يلجأ الانسان للتصنع نتيجة ضعف في نظرته إلى ذاته
وخوفه من مواجهة الواقع الذي يعيش فيه
وقلة ثقته بالنفس،
ويكون التصنع أيضاً نتيجة عدم إدراك الإنسان لقدراته وميزاته،
فينشأ الفرد دون معرفة ما يميزه عن غيره
ويرى ميزات الآخرين فيدفعه ذلك إلى تقليد الآخرين
لو أدرك الشخص المتصنع خطورة التصنع
لفكر ملياً قبل أن يسلك سلوكا متصنعاً،
ذلك لأن السلوك المتصنع يولد لدى الآخرين نفوراً
من الشخص المتصنع لأنهم يشعرون أنه كاذب،
مما يدفعهم لتجنبه ويقلل من احترامهم له.
وأيضاً يبقى الشخص المتصنع خائفاُ
من بناء علاقات متينة مع الآخرين
خوفاً من أن يفتضح أمره
و يكتشف الآخرون حقيقته التي يخفيها،
ويحاول تجنب المواقف التي تلزم عليه الصراحة
خوفاً من بيان حقيقته،
مما يؤدي إلى نفور الآخرين منه.
التصنع والتكلف للناس
قال الله تعالى
(قُلْ مَا أَسْأَلُكُمْ عَلَيْهِ مِنْ أَجْرٍ وَمَا أَنَا مِنَ الْمُتَكَلِّفِينَ).
قال السعدي:
أن أدعي أمرا ليس لي، وأقفو ما ليس لي به علم،
لا أتبع إلا ما يوحى إليَّ.
عن ابن عمر رضي الله عنهما قال:
] نهينا عن التكلف
[رواه البخاري.
عن أسماء رضي الله عنها أن امرأة قالت:
يا رسول الله إن لي ضرة
فهل علي جناح إن تشبعت من زوجي غير الذي يعطيني،
فقال النبي صلى الله عليه وسلم
المتشبع بما لم يعط كلابس ثوبي زور
متفق عليه
قال النووي
المتشبع: هو الذي يظهر الشبع وليس بشبعان،
ومعناها هنا أنه يظهر أنه حصل له فضيلة
وليست حاصلة
ولابس ثوبي زور أي
ذي زور وهو الذي يزور على الناس
بأن يتزيا بزي أهل الزهد أو العلم أو الثروة ليغتر به الناس
وليس هو بتلك الصفة
واخيرا
التصنع يجيده كل أحد
والتشبع بغير الواقع بضاعة الخاسرين في سوق الرياء
وإن الجمال يزيد فيك على قدر قربك من سجيتك،
واعترافك بمقامك ورضاك بما رزقك الله
تدبر قولة أعظم الخلق صلى الله عليه وسلم
مهدئًا من روع محدثه:
«إنما أنا ابن امرأة كانت تأكل القديد بمكة»
وهو من هو
صلى الله عليه وسلم |
|
|