يلقي كثير من شبابنا باللوم على الظروف والأقدار في حال واجهوا الفشل في إحدى محطات حياتهم الدراسية أو العملية، متناسين الجهد والتخطيط اللذين يؤديان إلى النجاح. ويعتقد عامة الناس أن الحظ يلعب دوراً كبيراً في حياة الإنسان، ويساعده على تحقيق الأمنيات، وعلى تخطي الصعاب عند نزول المُلمَّات، وأحياناً يجود حظ الإنسان فيعتبر أفضل معين له بما هو أجمل وأنفع. الحق أننا نسمع كثيراً عن دور الحظ وترديد ذكره لكل إنسان يحالفه الحظ في حياته أو عكس ذلك، وخاصة ما يقوم به الإنسان من أعمال تعود عليه بالفوائد والأرباح. قال الله تعالى عن الحظ: "وما يلقاها إلا الذين صبروا وما يلقاها إلا ذو حظ عظيم". والمعنى أنه لا يوفق لدخول الجنة إلا أهل الصبر وأهل النصيب الوافر من الخير. الكل سمع من كبار السن عن "حظ إدغه"؛ هذا المثل يضرب للشخص الذي يحصل على مميزات الحياة من دون جهد أو عمل، ويقابله إنسان يمتلك مقوّمات النجاح لكنه- كما يقال-: تعيس الحظ كثير الفشل. وقد أثبت كثير من الأشخاص قدرتهم على تحدي ظروفهم الصعبة وصناعة حظوظهم دون الاعتماد على المصادفات أو التقاعس والخمول. ويجب أن نعلم أن الله سبحانه وتعالى بيده كل شيء؛ يبسط الرزق لمن يشاء ويمنعه عمن يشاء، والله يدعو الإنسان إلى السعي في هذه الحياة، ويعرف هناك من حظه عظيم وهناك من حظه عقيم، هناك سعيد وهناك شقي وقد تكفل الله بتوزيع الأرزاق والحظوظ بين الناس. ولكن المتتبع لطموح بعض الجيل الجديد باختصار يجده محصوراً في حب المظهر والشهرة والبحث عن المكانة الاجتماعية دون تخطيط للمستقبل. ونحن في دولتنا الحبيبة كنا ولا نزال نفخر بشبابنا السعودي الذي يبذل ويعطي ويخلص ويكافح ويبدع ويتجه لتحقيق أحلامه بالتدرج ويبحث دوماً عن التميز والتفوق. أخيراً أقول: هي دعوة لهذا الجيل أن يفكر ويضع الخطط والأهداف، فما أجمل التخطيط وأن تكون الخطط مرحلية في حياتنا. |
|
|
|