خطوات الى الحجاب
خطوات الى الحجاب
أفهُمكِ أمّاه وهذَا الوَجع ،وهذهِ الدّموع التي تحكِي تفَاصيلَ واقع مرِير وتُسَطّر تفكُكًا لبناء لمْ يأتِي ثمارهُ كمَا يجب ويكسرُ مظاهرَ قوانين أسرَة مسلمَة ..
تابعينِي أمّاه لننيرَ طريقَنا وهكذا نسيرِ نحوَ فتاة مستورة بحجاب يليق بأوامر ربّها..
ابنتِك هذِه لن ترضخَ لأهواءِ نفسهَا ولا لكلماتِ صديقاتِها ولا لتعَاليمِ العصر ودفَاتر المُوضَة ..
اسمحيلي أولا أن نخطُو معَ صغيرتِك وهِي في أوائلِ نضجِ حروفهَا وبدأت تتَمتم قائلة" أمّي" "أبي "
-صدّقينِي ليسَ أمرا مبالغًا فيه أن تمنحيهَا خمارا ذات بُرهَة وتلبسينَه إياها ثمّ تمدحيها مردّدة "ماأجملكِ ماأروعكِ "وتواصلينَ هذا المدح معَ امتدَاد العُمر ...
-ليسَ تفريطَا أن تسحبيهَا معكِ إلى سجّادتك ثمّ تضعُ ذاك الخمار كالتّاج فوقَ رأسها ..
-وأنتِ على عتبَاتِ الخروج منَ البيتِ دعيهَا ترى حرصكِ عنِ الخمَار ،أشعرِيها انّها مسلمَة ،مختلفَة عنهنّ وبهذا الخمَار متميّزة ..
-وشيئا فشيئا عندما تكبر ،أجلسيها بجانبِك حاكيهَا وتحدّي معها عن رداء الطّهر وأنها جوهرَة وأمر ربّها بحفظها وسترها وتغطيتها لِصيانتها فألبسها الحجاب وزادها نورا وجمالا ورفعة وسُمو ...
-افعلِي هذا باستمرار ولايغيبُ عنكِ أبدا تذكيرها بالفَرض وأنها ستظفر بالأجوور العظيمة والجنان عندَ الطاعة والصبر وبالعقاب والعذاب في حضرة عقوق الإله سبحانه ..
ستكونينَ مقصّرَة إن أمليتِ عليها الواجب وذكرتيها بالحجاب بعد فوات الأوات هي قد بلغت واستقلّت بأفكارها ثمّ تتمرّد بين يديك عنْ طاعة ربّها وتفرّط في حجابها بائعة دينها مستجيبة لرغباتها ورُبما ضحيّة حججكِ الواهية بأنّها صغيرة أوحتى تتزوج أو لاأخنقها وأدعها تزهو او غير ذالك ...
تخلّت عن حجابها وذهبت تاركة لكِ حصد آثام وأمانة تحاسبين عنها إلى يومِ الدّين...