قصة حقيقية
توضأت واستعدت للصلاة ..
وقفت بين يدي ربها لأداء صلاة العشاء وما هي الا لحظات الا ويزورها قابض الارواح ..
فاضت روحها الطاهرة وهي متوضئة واقفة بين ملك الملوك ..
يهرع الجميع اليها ولكن لا فائدة فقد فرق بينهم ريب المنون ولم يبقها الا جثة هامدة ..
ماتت الوالدة جوخة ، هكذا انتشر الخبر انتشار النار في الهشيم عبر الواتساب..
فجع الجميع بالخبر ولكن قضاء الله ماض في عباده ..
قام الجميع ليؤدي الواجب تجاه ذلك الموقف الصعب وعويل النساء من هنا وهناك والرجال يتوافدون افواجا ..
الوالد أحمد فجع بخبر وفاتها كيف لا وهي رفيقة عمره زوجه المصون ..
انتهت امور غسلها وحنوطها فتوجه الجميع للمقبرة لدفنها ووريت الثرى بعد أن صلى عليها جمع غفير من الرجال ..
وقف زوجها المتيم امامها يحادثها ولكن للاسف هذه المرة يحادثها وبينهما حاجز لن يفتح الا يوم ينفخ في الصور ..
وقف يدعو لها ويرثيها بأبيات من الشعر وبعد أن أنتهى قال لها ولم تسمعه : "عساه يكون أجلي وأجلك في ليلة واحده" كما كان يقول لها ذلك في حياتها وبشكل دائم .
قاده ابنه محمد للسيارة ليعود به للبيت كي يقضي الليلة الاولى بدون رفيقة عمره بعد عشرة دامت سنين وسنين ..
ركب السيارة و انطلق محمد وما هي الا لحظات الا واستجاب الله دعوته التي كان يتمناها دائماً ، شهق شقة وغادرت روحه جسده ..
انطلق محمد للمستشفى ولكن امنيته التي تمناها امام قبرها احالت بين امنية محمد وهي اسعاف ابيه فلم تنفعه سرعته فقد استجيبت دعوته من لدن رب السموات ..
المغادرون المقبرة لم يزالوا مصدومين برحيل الوالدة جوخة والبعض منهم لا يزال يسير على قدميه عائدا من المقبرة لموقع سيارته واذا بالهواتف من هنا وهناك تصيح لتفجعهم مرة اخرى بمصيبة مريرة .. مات أبي .. هكذا ابلغهم محمد ، نعم مات ذو القلب المتيم فقلبه لم يحتمل الفراق ..
سبحان الله الحي الذي لا يموت
تسمر الجميع مكانه لا يستطيع أن يستوعب الخبر الجديد ولكن تبين انه فعلا هذا الذي حصل ، انا لله وانا اليه راجعون .
انتظر الجميع وصول جسدا جديدا ليوارى الثرى ..
ذهب محمود وبعض اخوته ليحفروا قبرا جديدا ليضم جدهم الراحل هكذا هي سنة الموت نحزن لفقد احبابنا ونحفر قبورهم بأيدينا ونضعهم فيها و نعود ادراجنا لبيوتنا بدونهم ، مؤلم جدا ولكن اكرام الميت دفنه .
لحظات و يرفع اذان الفجر
الله اكبر ... الله كبر
يقوم الجميع وينفض التراب من بيض ثيابه فيرفع الجميع أكف الضراعة لرب الأرباب أن يغفر للفقيدين ويدخلهما فردوس الجنان.
منقوله