قطر الجذع أو الساق
دار قبل يومين حديث شيق بيني و بين زوجتي الكريمة عن
نوع معيّن من الفطريات ، يشبه المحار أو القواقع
الذي ينمو على جذوع أو سيقان و أغصان الأشجار الضخمة المبتورة و الساقطة على الأرض .
لهذا النوع من الفطريات اشكال وألوان جميلة جذابة بديعة للغاية .
ذهبت في الأسبوع الماضي إلى غابات منطقة و مدينة روزنتال
لجمع الفطريات الصالحة للأكل و مررت بالشجرة المقصوصة و الملقية على أرض الغابة .
تعرفت على جذع الشجرة الضخمة قبل عشر سنوات في موسم حصاد الفطريات وجمعها .
كان جذع الشجرة يحمل أشكالا عجيبة من الفطريات تشبه محار البحر و القواقع الخزفية التي كنت أجمعها أثناء رحلاتنا إلى بحر
الشمال و بحر الخزر . ولدى رحلتي قبل أسبوع وجدت أن الفطريات قد ازدادت بكثرة و تغيرت ألوان بعضها ، حيث قررت تخصيص
رحلة خاصة ونادرة فقط لزيارة هذه الشجرة الملقية على الأرض ودراسة و تصوير أغلب الفطريات المنبثقة من جذع الشجرة المبتورة
الملقية على أرض الغابة . و قبل البدء بالتصوير قست قطر الجذع
أو ساق الشجرة المبتور بالعصا و حددت علامة عليها فكان 90 سنتيمترا .
و بالعصا التي كانت معي قست تقريبا طول الشجرة .
طول العصا 130 سنتيمترا و طول الشجرة تقريبا 22 إلى 24 مترا .
سبحان الله على عجائب خلقه . جذع مبتور عن الجذر الأصلي ملقي على الأرض .
راودتني أسئلة كثيرة منها ، كيف تنمو على هذا الجذع و الأغصان المتصلة به مئات الفطريات السامة بألواتها و أشكالها الرائعة ؟
و بعد بحثي و تتبعي للموضوع قرأت بأن هذه الفطريات تتغذى
و تنمو على الجذع من خلال وجود داخل هذا الجذع
أو الساق المبتور مادتان تغذيان الفطر ، وهما :
المهم قررت يوم أمس فقط دراسة الجذع و تصوير أغلب الفطريات
المختلفة الموجودة على سطحه و تحته و على الأغصان القريبة .
أما الفطريات الصغيرة الموجودة على الأغصان العالية لم أستطع تصويرها .
بقيت ألتقط الصور لهذه الفطريات بكامرتين مختلفتين من الأعلى و الأسفل ومن كل الجوانب لمدة ثلاث ساعات .
وفي أثناء إلتقاطي الصور وجدت فطرا صالحا للأكل أي غير سام تحيطه الفطريات السامة .
الفطر الصالح للأكل غير السام
دهشت لذلك و لمشيئة الله سبحانه و تعالى و قلت في نفسي إذا كانت هاتان المادتان مادة حشيش الماء و مادة الفطريات ينبعان من نفس
الجذع فكيف يغذيان فطر صالح للأكل و فطريات سامة !!!!
لكني قلت في نفسي هذا من معجزات و خلق الله سبحانه و تعالى فقط . المهم لم أذهب إلى جمع الفطريات الصالحة للأكل و قررت العودة
إلى البيت و اكتفيت بهذا الإنجاز العظيم الذي سأواصل البحث عنه و دراسة الموضوع من خلال الكتب و المراجع العلمية
والله سبحانه و تعالى على كل شئ قدير
و بعد ثلاثة أسابيع أو شهر سأقوم برحلة ثالثة إلى هذه الشجرة لمتابعة
نمو الفطر الصالح للأكل إسمه كراوزه جلوكه بعون الله .
تقبلوا مني خالص ودي و احترامي