مما يؤسف له ! شاب نشأ ورضع من الصحوة حتى أصبح شيئا مذكورا ! ثم تراه يتنكر لها ، ويصوغ أقسى وأعنف العبارات في نقد منهجها ! مما يؤسف له ! شاب ربته الصحوة على الورع والزهد وترك الخلاف والمتشابهات ، ثم تراه يتصيد أخطاءها ، ويقول لم تربينا على قبول الخلاف ، وتحقيق المسائل . مما يؤسف له ! شاب تربى في أحضان الصحوة على مائدة القرآن حفظا وتجويدا وترتيلا ، ثم تجده ينوح بكل واد بأن الصحوة لم تربينا على فهم القرآن وتفسيره ، وأنَّا حفظنا حروف القرآن دون فهم أو تطبيق . مما يؤسف له ! شاب علمته الصحوة كيف يقرأ ويتعلم ويكون مثقفا واعيا ! ثم تراه يعنف صحوته بأنها كانت تحجبه عن بعض الكتب التي فيها أقوال شاذة أو مردودة ، ويقول لماذا تقيد حريتي فلي عقل يدلني وبصيرة تنقذني من الضلال . مما يؤسف له ! شاب ربته الصحوة على المعالي والبحث عن أعلى الرتب ، ورفع شأن الأمة والأوطان ثم تراه يصرخ بأن الصحوة لم تهتم ببناء الوطن ! واهتمت فقط ببناء جسد الأمة المفقود. مما يؤسف له ! شاب ربته على احترام العلماء وطلبة العلم ، وإعطائهم حقهم من الاحترام والتقدير . ثم يتضاحك مميلا وجنتيه بأن الصحوة ربتنا على تقديس العلماء وأعطتهم مسوح الرهبان وقداسة الباباوات . مما يؤسف له ! شاب ربته الصحوة على أهم قواعد أصول الفقه والدين ، ثم يقف شامخا بأنفه ويقول : من أين جاء العلماء بقاعدة (سد الذرائع ) و ( المصالح المرسلة ) لم يعلمونا أن القواعد الفقهية منها ظنية ومنها القطعية ... مما يؤسف له ! شاب ربته الصحوة على الجدية والاجتهاد وحفظ الأوقات ، ثم يجأر بأعلى صوته في كل واد بأن الصحوة حرمتنا من المتعة واللهو المباح كالأغاني والموسيقى والسفريات ! أعان الله هذه الصحوة الميمونة على عقوق بعض أبنائها ، ولعلها تتلمس لهم العذر فهي ما زالت الأم الرؤوم الحنون التي تجتهد في تربية فلذات أكبادها على الخير والحب الجد ، وهي تجتهد في التربية والتعليم والتوجيه ، وليست معصومة عن الخطأ في بعض المسارات ، ولكن هذا ليس مسوغا للتربص بها والتنقيب عن أخطائها ومحاولة إسقاطها ورمي التهم عليها ، فالأم من حرصها على أولادها قد تخطئ في بعض مجالات التربية ولكن دون قصد بل من شدة الخوف عليهم . جعلنا الله من البررة بأمهاتنا وآبائنا وصحوتنا المباركة . |
|
|