يؤثّر النوم نهاراً والسهر المتأخر ليلاً على ما يُعرَف بالساعة البيولوجية في الجسم، وهي المسؤولة عن تنظيم مختلف العمليات التي تحدث في الجسم ضمن إطار 24 ساعة، من النمو إلى الهضم ومروراً بتخزين المعلومات في الذاكرة. وتعمل هذه “الساعة” الداخلية بانتظام مع دورة الليل والنهار.
من المشاكل الهضمية إلى الاكتئاب
و أكّد استشاري الأعصاب في مجموعة مستشفيات “ميديكلينيك” في دبي، د.ديرك كريغر، أن أعراض “عكس” الساعة البيولوجية من خلال النوم نهاراً والسهر ليلاً تتضمن الشعور بالخمول الدائم، إلى جانب تراجع في النشاط الذهني. وأكّد د.كريغر أن تناول وجبات الطعام خارج الأوقات العادية يتسبب بمشاكل هضمية مثل فقدان الشهية والإمساك.
ولأن تنظيم الساعة البيولوجية في الجسم يحصل في الدماغ، فإن اضطرابها يؤثّر على إفراز الهرمونات التي تسيطر على المزاج العام. لهذا السبب، يعاني الأشخاص الذين يتأخرون عن النوم بمعدل 12 ساعة من المزاج السيء، ما قد يساهم في تأجيج أعراض أي أمراض عصبية قد يعانون منها في الأصل.
توقّف في النمو لدى الأطفال
ويشير د.كريغر إلى أن عملية النمو لدى الأطفال تحصل خلال النوم العميق، ما يعني أن السهر طوال الليل يجبر الجسم على إفراز هرمون النمو نهاراً عندما يكون الطفل نائماً، على عكس طبيعة الجسم، ما يؤثر بدوره على نمو الطفل الجسدي والذهني.
أما بالنسبة للبالغين، فيوضح د.كريغر أن التغيير الدائم في أوقات إفراز الجسم لهرمون النمو يعزز من إمكانية الإصابة بأمراض الدورة الدموية والبدانة، نظراً لأن عملية الأيض (حرق السعرات) تكون نشطة مع ساعات النهار الأولى وتتراجع ليلاً. كما يساهم السهر ليلاً في خفض كثافة العظام، ما يزيد من هشاشتها خصوصاً مع التقدّم في السن.
كيف تعيد تنظيم يومك؟
وقد يصعب في البداية إعادة الجسم إلى نظام النوم العادي، لكن فيما يلي نصائح د.كريغر لإعادة تنظيم أوقات النوم:
اكتفِ بالنوم حتى تصل إلى الشعور بالراحة، ولا تبالغ بالنوم لساعات طويلة.
التزم بوقت متقارب يومياً للنوم والاستيقاظ.
لا تذهب للنوم وأنت تشعر بالجوع.
حضر غرفتك قبل الخلود إلى النوم حتى تكون باردة ومظلمة وبعيدة عن الضجيج.
يُنصح بممارسة التمارين الرياضية قبل النوم بأربع ساعات أو أكثر.
تجنّب العمل مطوّلاً على الهاتف الجوال أو الأجهزة الإلكترونية قبل النوم. |
|