من روائع الأستاذ محمد قطب:
هل ألممت بذنب؟ هل جمحت نفسُك فانطلَقتْ مِن عقالها، وأنت تغلبها فتغلبك، أو تسكت عنها منذ البدء فتنطلق إلى حيث يغويها الشيطان؟ هل وقعت الواقعة وانتهى الأمر ولم يعد إلى مردٍ من سَبيل؟ وهل أفقت من غَفوتِكَ على لذعات ضميرك؟ هل نكست رأسك خجلا من نفسك أن ضعفت وتلاشيت أمام الإغراء؟ هل أحسست أنك لا شيء؟ أنك تافه لا تستحق التقدير والاحترام
هل انقلبت خطيئتك سجناً يحيط بك من كل جانب، لا مهرب منه إلا إليه، وحيثما توجهت سد عليك الأفق وحجبه بالظلمات؟ وهل ضاقت نفسك بالحياة؟
ثم...
هل انفتحت كوة من عالم الغيب ودخل منها بصيص من النور؟
هل استروحت نسمات تدخل إليك من عالمٍ سحيق؟
هل أحسست بسمةً حانيةً تطل عليك من ملكوت الله؟
هل أحسست يداً رفيقة تأخذ بك من كبوتك؟
هل أحسست صوتاً بهتف بك: {وَاللّهُ يُحِبُّ الْمُحْسِنِينَ . وَالَّذِينَ إِذَا فَعَلُواْ فَاحِشَةً أَوْ ظَلَمُواْ أَنْفُسَهُمْ ذَكَرُواْ اللّهَ فَاسْتَغْفَرُواْ لِذُنُوبِهِمْ وَمَن يَغْفِرُ الذُّنُوبَ إِلاَّ اللّهُ وَلَمْ يُصِرُّواْ عَلَى مَا فَعَلُواْ وَهُمْ يَعْلَمُونَ . أُوْلَـئِكَ جَزَآؤُهُم مَّغْفِرَةٌ مِّن رَّبِّهِمْ وَجَنَّاتٌ تَجْرِي مِن تَحْتِهَا الأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا وَنِعْمَ أَجْرُ الْعَامِلِينَ} [آل عمران:134- 136]؟ وصوتا آخر يهتف بك: «كل ابن آدم خطاء، وخير الخطائين التوابون» (صحيح الترمذي: 2499) وهل غمرتك غمرة من نور وهل اندفعت قائمًا تذكر الله وتستغفر الله، وتتوب إليه، وتمسح الخطيئة من ضميرك، وتعزم عزمة الواثق أن لن ترجع إليها؟ وهل أحسست أنك مندفع إلى الله أكثر حماسة مما كنت من قبل، وأشد تعلقا به مما كنت من قبل، وأكثر إقبالاً على نوره مما كنت من قبل؟ إنها الطريق إلى الله. |
|
|
|