أردت بضع دقائق تـفكير فأخذت طريقي إلى حديقة الزهور
دخلت مكاناً بساطه كسرير لا بابٌ فيه ولا حتى سور
لامست وروداً أوراقها كحرير مكانٌ جميلٌ يُدخِل إلى القلب السرور
هممت أفكر فلفتني تغريد العصافير تغريدهم شجين وصوتهم مُرهف الشعور
وألوان باهية تسرق العيون ويقف عندها التعبير أتمشى عقلي يندهش من كثافة الاخضرار
أتجول أداعب بأطراف ملامسي نعومة الأزهار
أتمعن في رونق ذلك المكان ووجاهة منظره
في تلك الحديقة ذهبت لأفكر ، ظنيت أنها المنأى الوحيد عن البشر ، عن حبهم وكرههم
عن عذابي معهم
وعندما وصلت ارتخيت على بساط أخضر تقف عليه وردة حمراء وفي أعلى ناظري شمس صفراء كان المنظر خلاباً قررت أن ابدأ بالتفكير لكن لم أستطع
فعذوبة المنظر وكآبة التفكير وتشتت ذهني بنقاهة الجو وجمالية المكان كلها عوامل عرَّت فيَّ الرغبة في التفكير ، جعلتني فقط مشاهداً مستمتعاً ومندهشاً بجمالية الحديقة
التفكير سلاحٌ لن نستطيع أن نستخدمه في وجود المشتتات
في تلك الحديقة توقفت عن التفكير وبدأت أبهر ناظِرَيْ
ليس المغزى هو تنوع ألوان تلك الحديقة أو حتى تباينها
إنما هو المعنى السامي لكل لونٍ منها
فالأحمر وردة بجانبي عشقتها وعشقتني كامرأة في حياتي
دائماً أجدها جواري الاحمر هو لون الحياة في تلك الحديقة لون الحب المشع بالود والإخلاص
لون يتغذى منه العاشقون هو مصدر الإلهام في الإهداء
والأصفر شمس تضيء نهاري كحب ينير حياتي أراه يزخر بالطاقة كلما خارت قواي أمددني بها هو لونٌ دافئٌ معطاء
والأخضر بستان الظل كشجرة حنونة كلما أصابني قتر الحياة
وحرارة البُعد أرتاح تحت أغصانها تدفئ قلبي وتحميني من لسعة الخيانة
هو لون الحنان والوفاء
تكالبت المآسي وتفاقمت المشاكل وتباينت المصائب
ولكن
إن الله مع الصابرين دائماً
في النهاية أقول
كل انسان لديه فرشاة احاسيسه ومتى ماوجد اللوحة المناسبة له ووافقته الظروف فسيرسم رسمة جميلة |
|
|