أختاه... كثيرة هي اعترافات التائبات.. وأليم ندمهن وهن يسردن ما كن فيه من ضياع ودمار.. وما جنين من أخطائهن من العار.. فاعتبري يا أخية قبل الندم.. فالمعاصي كلها أمراض تفتك بالنفس والبدن.. وتفوت على المرء مصالحه في الدنيا والآخرة.. وتجعله في حالة سكر وتيه يتخبط خبط عشواء.. حتى يفيق على المهلكات التي تنسف سمعته وعرضه وشرفه.. فيندم حين لا ينفعه ندم !!
قال عبد الله بن المبارك : رأيت الذنوب تميت القلوب وقد يورث الذل إذمانها
وترك الذنوب حياة القلوب وخير لنفسك عصيانها .،..،..،..،..،..،..،..،..،. أخية.. واعلمي أن سبب الضياع الذي يصيب الفتيان هو مخالفة أمر الله جل وعلا والاستخفاف بما نهى عنه من المحرمات.. فتجد الفتاة المسلمة لاهثة وراء شهواتها.. مفرطة في حجابها.. كاشفة لزينتها.. سماعة للغناء.. مرافقة للساقطات.. معرضة عن سماع النصائح والعظات.. ملازمة للهو والمعاكسات.. وكل هذه المعاصي وغيرها تقودها إلى الذل والضياع.. وتسلبها الشرف الذي يتحظى به في أهلها وعشيرتها.. وقد تفيق من سباتها وتتوب.. وقد تبغتها المنية.. فتموت على غير توبة والعياذ بالله! قال تعالى : {مَنْ كَانَ يُرِيدُ الْعِزَّةَ فَلِلَّهِ الْعِزَّةُ جَمِيعًا} [فاطر: 10] أي فليطلبها بطاعة الله، فإنه لا يجدها إلا في طاعته .
وقال بعض السلف : اللهم أعزني بطاعتك ولا تذلني بمعصيتك . وقال الحسن البصري : إنهم، وإن طقطقت بهم البغال، وهملجت بهم البراذين؛ إن ذل المعصية لا يفارق قلوبهم، أبى الله إلا أن يذل من عصاه . .،..،..،..،..،..،..،..،..،. أختي المسلمة.. فاحفظي الله بطاعته.. يحفظك من الذل والضياع.. لكل شيء إذا ضيعته عوض وليس في الله إن ضيعت من عوض واعلمي أن الضياع الذي يصيب كثيرًا من البنات إنما هو بسبب عصيانهن لأوامر الله، وهو في حد ذاته عقوبة إلهية جزاءًا وفاقًا ؛ فإن الله لا يضيع من أطاعه، بل يكرمه وينعم عليه، وأما من عصاه فإنه يسلبه نعمه ويحل به نقمه، ويضيعه كما ضيع أمره !
قال تعالى : {وَمَا أَصَابَكُمْ مِنْ مُصِيبَةٍ فَبِمَا كَسَبَتْ أَيْدِيكُمْ وَيَعْفُو عَنْ كَثِيرٍ} [الشورى: 30] . وقال تعالى : {ذَلِكَ بِأَنَّ اللَّهَ لَمْ يَكُ مُغَيِّرًا نِعْمَةً أَنْعَمَهَا عَلَى قَوْمٍ حَتَّى يُغَيِّرُوا مَا بِأَنْفُسِهِمْ} [الأنفال: 53] .
فأخبر الله تعالى أنه لا يغير نعمته التي أنعم بها على أحد حتى يكون هو الذي يغير ما بنفسه فيغير طاعة الله بمعصيته، وشكره بكفره، وأسباب رضاه بأسباب سخطه، فإذا غير غُيِّر عليه جزاء وفاقًا وما ربك بظلام للعبيد .
.،..،..،..،..،..،..،..،..،.
وهل هناك نعمة أجل من نعمة الإيمان والشرف.. إذا كنت في نعمـة فارعهــــــا فإن المعاصي تزيل النعم
وحطهـا بطاعة رب العبــــــــاد فرب العباد سريع النقم
وإياك والظلـم مهما استطعت فظلم العباد شديد الوخم
وسـافر بقلبك بين الــــــــورى لتبصر آثار من قد ظلم
|