الخروج من الجسد (الاسقاط النجمي) ضرب من التقول بلا برهان
وفتوى ذات صلة
التصنيف : العقيدة.
118292: ما رأيكم فيما يُطلق عليه " الخروج من الجسد " ؟ وهل هو واقع أم خيال ؟
السؤال : قرأتُ موضوعاً في منتدى ، ولا أعرف الحكم ،
وأخاف أن ينتشر ذلك في المنتديات بسرعة ،
وهذا هو الموضوع : السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد :
الخروج من الجسد ظاهرة عجيبة غريبة ،
تستحق التجربة ، وهي من الظواهر التي أثَّرت على مجرى حياتي ،
وعلى مدى فهمي للأمور واستيعابها .
فالأشياء ليست كما نراها دائماً ، ولكل نومٍ قصة ،
ولذا كان هذا التقرير : ما هو الخروج من الجسد ؟ .
الخروج من الجسد ( الإسقاط النجمي ) :
الخروج من الجسد ظاهرة طبيعية ، تحصل لكل البشر عند النوم ،
ونحن كمسلمين نعلم علم اليقين بانفصال النفس عن الجسد
عند النوم ، ثم تعود النفس للجسد المادي حين نستيقظ ،
قال صلى الله عليه وسلم :
( الأرواح جنود مجندة ، ما تعارف منها ائتلف ، وما تنافر منها اختلف ) ،
ويظهر هذا واضحاً في قوله تعالى :
( الله يتوفى الأنفس حين موتها والتي لم تمت في منامها
فيمسك التي قضى عليها الموت ويرسل الأخرى
إلى أجل مسمى إن في ذلك لآيات لقوم يتفكرون ) الزمر/ 42 ،
ولذا سمي النوم بالموتة الصغرى . الفرق الوحيد بين النوم
وبين الخروج من الجسد هو أننا عندما ننام لا ندرك الوعي ،
أما في الخروج من الجسد : فتخرج النفس باصطحاب الوعي ،
ويرافق عقلنا هذا الجسد غير المرئي لعالم الأثير ( عالم الأحلام ) .
قد تكون الفكرة لمن لم يسمع من قبل بالخروج من الجسد غريبة
بعض الشيء ، وقد يظنها البعض ضرباً من ضروب الخيال ،
والحقيقة هي أن تجربة الخروج من الجسد من أرقى ما يمكن
أن يمر به الإنسان من تجارب ، ويعجز عن وصفها حتى الكلام ،
عندما تتحرر من جسدك المادي ، وتنزع عنك مادية هذا العالم
بما في ذلك جسدك أنت ، وتبقى عبارة عن وعي وجسد شفاف .
والخروج من الجسد أمر ليس فيه لبس ، أي :
لا ينفع أن يقول شخص أظن أني قد خرجت من جسمي ؛
لأنه ما إن يحصل له خروج من الجسد سيعرف تمام المعرفة
أنه حصل ، ولا يمكن أن يظن ( أي : الشخص )
أن الخروج من الجسد نوع من التأمل ، أو من الخيال ،
أو من التنويم الإيحائي ، إنه باختصار واضح
ستعرفه ما إن تجربه ، فما يخرج هو وعيك أنت :
يحمله الجسم اللامرئي الذي ندعوه النفس ،
ويدعوه الغرب بـ " الجسم النجمي " ،
والبعض بـ " الجسم الأثيري " ، في النهاية هو جسم شفاف غير مرئي ،
جزء منا نحن ينفصل عنَّا عندما ننام ، ثم يعود عندما نستيقظ .
إلى أين تذهب بعد الخروج ؟ :
إلى العالم الأثيري ، وهو العالم الذي تتحقق فيه الأحلام ،
فلو تخيلت بعد الخروج من جسدك
بأن هناك شجرة في منتصف غرفتك ستجدها أمامك
في لمح البصر !! . هو عالم يتجرد
عن قوانين الفيزياء بشتى أنواعها ، حيث يمكنك فيه التنقل
بين المكان والزمان في لحظات ،
وحيث الثواني قد تعني الأيام في هذا العالم .
وفيه قد تلتقي بأناس آخرين قد دخلوا لهذا العالم الأثيري .
أنواع الخروج :
النوع الأول : وهو النوع الذي نتكلم عنه ،
وهو الخروج من الجسد في حال الوعي التام خارج الجسد .
النوع الثاني : وهو الوعي بعد الدخول
في النوم ، وهو الوعي داخل الأحلام ، ويمكنك حينها التحكم في الأحلام كفيما تشاء .
كيف نستطيع الخروج من الجسد ؟ : هناك الكثير من التمارين والدورات بهذا الخصوص ،
حيث تكون عبارة عن ورشات عمل ، حيث يبدؤون فيها بالاسترخاء ، وإتقان هذه المهارة
مهم جدّاً لعملية الخروج من الجسد ، وتختلف الطرق باختلاف المدربين ،
واختلاف مدارس الطاقة وعلومها ، ولذا ينصح بأخذ دورة متخصصة لإتقان هذه المهارة ،
وحتى يتسنى لكم التحكم فيها ، والبقاء لمدة أطول في العالم الأثيري .
تجربتي الشخصية :
لقد كانت بدايتي مع هذه الظاهرة منذ 4 سنوات ،
حيث جذبتني جدّاً لاهتمامي بهذه الأمور الغير اعتيادية ، فحاولت جاهداً البحث
في كل مكان عن الطرق والتدريبات ، وحاولت تدريب نفسي بداية من الاسترخاء
والتنويم الإيحائي الذاتي ، ووصولاً إلى الإسقاط النجمي ، والتحكم في مراكز الطاقة .
ونجحت في الوصول للنوع الثاني عدة مرات ، وكانت تجارب مثيرة بالفعل استحقت
عناء التجربة ، ولأنني لم أتعلم على يد مدرب ، وإنما كانت عن طريق بحث وتدريب ذاتي ،
لم أصل للنوع الأول ، وهو الوعي الكامل خارج الجسد إلا في مناسبات قليلة لم تتجاوز الثلاث
مرات خلال المدة الماضية ، مع كونها قصيرة جدّاً إلا أنها كانت من التجارب التي لا تُنسى .
بالنسبة لتجربتي كانت في محيط المنزل ، ولم أستطع الذهاب
إلى أي مكان ؛ لكثرة توارد الأفكار ؛ ولدهشتي ؛ واستغرابي .
في إحدى المرات كنت خارج جسدي في غرفتي ، فذهبت إلى الصالة ،
فرأيت والدي ممسكاً الصحيفة ويكلم أخي الأصغر ،
ثم رأيت والدتي متجهة إلى غرفتي ،
فأردت الرجوع بسرعة قبل أن تأتي ،
فشعرت بشيء يشدني إلى الخلف بسرعة حتى استيقظت ،
فرأيت والدتي وهي تفتح باب الغرفة ،
قمت بعدها مسرعاً لأتأكد فإذا بوالدي على نفس الهيئة
والوضعية التي رأيت وهو يكلم أخي ، فكان شعوراً لا يوصف .
انتهى الموضوع ، أرجوا الإفادة .
الجواب:
الحمد لله
أولاً:
ليس كل ما يُسمع ويُقرأ يستحق الاحترام والتقدير ،
ونأسف أن وصل المسلمون – ومنهم بعض الخاصة –
إلى تلقي قمامات الغرب وجعلها كنوزاً !
وتلقي أوهامهم وخيالاتهم وجعلها حقائق لا تقبل المناقشة ،
ومثل ما في السؤال أنموذج لتلك القمامات والترهات
التي ينبغي أن يربأ المسلم بنفسه عنها ،
فليس عليها سيما العلم ، ولا تحمل من الحقيقة ولو قطميراً !
بل هي أوهام وخيالات وترهات استطاع مخترعوها
وكاذبوها أن يجدوا سوقاً بين المسلمين
لترويج تلك البضاعات الكاسدة ،
ونعجب من بعض من يصدق هذه الترهات من المسلمين ممن يرد أحاديث
في صحيحي البخاري ومسلم بدعوى أنها آحاد ! ثم يصدق بوجود " جسد أثيري "
يتصل بالجسد الحقيقي بـ " خيط فضي " ! ،
ثم يصدق أن ثمة من يرجع إلى الزمن الماضي ، أو يصل إلى الزمن المستقبل !
ويصدق أنه يمكن أن يلتقي بعالم الملائكة وعالم الجن !
كل ذلك يسوقه المرضى ، ويصدقه الحمقى .
ثانياً:
العجيب ممن يصدق هذا الكلام وهو يرى أن الإنسان وهو على قيد الحياة ،
بروحه ، وبدنه ، وعقله ، يستطيع أن يقوم بأشياء خارقة ، وعظيمة ،
بسبب ما سخَّره الله له من علم ، وهو أمر يشاهد ، وليس ثمة من يكذبه ،
فكيف يكون عند الإنسان وهو نائم من القوة
ما ليس عنده وهو مستيقظ ؟!
وما هذا إلا كما يفعله ويعتقده الوثنيون في أمواتهم
الذين يقدسونهم ويعظمونهم ، فأولياؤهم وهم على قيد الحياة
يجوعون ويعطشون ويتبولون ويتبرزون ويمرضون ،
بل ويقتلون ، ثم إذا ماتوا أثبتوا لهم من الخوارق والأفعال ما يعجزون عن جزء
يسير منه وهم على قيد الحياة ! فمتى تُرجع كلا الطائفتين عقلها لبدنها ،
وتقف على حقيقة التوحيد ، وتلتزم الأخذ بالحقائق المشاهدة المحسوسة
وتترك الخرافات والأوهام ؟ .
ثالثاً:
من تأمل ما يشاع في هذا الزمن من العامة وبعض الخاصة من نحو ما في السؤال
يجد قوة تأثير العقائد البوذية وعقائد الإلحاد على ما يعتقدونه نافعاً صواباً ،
ابتداء بالبرمجة اللغوية العصبية ، إلى تغيير العقل ، إلى العلاج بالطاقة ،
في قائمة تطول ، كلها تقوم على الخرافة والوهم ،
وهي تصلح لبعض المرضى النفسيين لا أكثر ،
وما نحن فيه الآن – وهو الخروج من الجسد – من يتأمله
يجد أهله الذين يعتقدونه لا يدينون بالإسلام ، ولا يعترفون بالله تعالى ربّاً ،
وكلها أمور غيبية نأسف أن يتلقفها المسلمون من مثل أولئك الملحدين ،
ومن ينظر في المنتديات التي تنشر ترهات الخروج من الجسد يجد الأمر
أشبه ما يكون بالرسوم المتحركة الفضائية ، والخيالية .
وها نحن نرى ما جاءت الشريعة الإسلامية المطهرة بمحاربته ،
والحكم عليه بالشرك والوثنية : أصبح الآن " علماً " ! تُعقد له الدورات ،
وتُعطى فيه الألقاب والشهادات ، وتُدفع له أعلى الأثمان لحضوره ، وتعلمه !
وتجد هذا المسلم يحكم على من ينظر في " فنجان القهوة "
ليخبرك بمستقبلك وحقيقة شخصيتك بأنه كاهن ، دجال
– وهو كذلك - ، لكنه في الوقت نفسه يعطيك من المعلومات
الغيبية عنك أضعافاً مضاعفة من ذلك الكاهن الدجال
بالنظر في " توقيعك " !! حتى صار هذا الأمر " علماً " وله اختصاصيون
من المسلمين !! فبمجرد النظر في " توقيعك " يخبره بصفاتك ،
فيخبرك بأنك – مثلاً - انطوائي ، كريم ، متسامح ، متعاون ، يحب السلام ،
له نظرة مستقبلية ، كتوم بعض الشيء !
– انظر للدقة " بعض الشيء " ! –
ويخبرك بما تحب من الألوان ! وغير ذلك من الترهات والكهانة العصرية ،
وما ذكرناه ليس نسجاً من الخيال ،
بل نقلنا بعضه من مقابلة مع شخصية إسلامية مشهورة ،
وعلى الجانب الآخر كان " الكاهن " !
يخبره بما نقلنا جزء منه ، بمجرد رؤية توقيعه ،
والله المستعان .
يتبع بإذن الله ...