كثيـرة هي العقبات التي تعترض طريقك كل يوم
خلاف مع صديق سماع كلمة جارحة اخفاق في مهمة
تعطيها كل وقتك و جهدك و تفكيرك و عقلك
و لكن هل سألت نفسكـ
هل يستحق الأمر كل هذا العناء
كم مرة سمحت لليأس أن يطرق باب قلبك
كم مرة نظرت إلى الكأس أمامك و قلت: إن نصف كأسي فارغ
بدلاً من أن تقول: إن نصف كأسي مملوء
ما قيمتك إذا سمحت للتوافه أن تحطمك و تسحق كبرياءك
أين عزيمتك عندما تفتح باباً للألم و الحزن و الهم
و الإحباط كي يدخلوا إلى نفسك
الحياة درب طويل تتخلله العقبات
لن تعرف معنى السعادة دون أن تتجرع كأس المرارة
و لن تشعر بفرحة النجاح دون أن تجرب الفشل
و لن تنعم بالراحة دون أن تعرف معنى الألم
هكذا هو درب الحياة
عليك أن تتعثر بهذا الدرب لكي تستطيع المشي
فاجعل من توافه الحياة أسباباً لنجاحك و ذخيرة لخبراتك
فلن تجد طريقاً ممهداً
يفتح لك ذراعيه
بل ستعترضك الكثير من العقبات
بل وربما تصل لمرحلة تشعر أنك غير قادر على المتابعة
و تنادي كل ذرة من كيانك أن تعلن هزيمتك
فهل أنت شخص انهزامي
هل ستتقبل هزيمتك بسهولة و تعلن استسلامك
إذا كنت كذلك فأنت تستحق أن تحطمك التوافه
لكي أكون منصف
فقد مررت بلحظات أعلنت فيها انهزامي
و مررت بدقائق أعلنت فيها انسحابي من هذه
الحياة بكل ما فيها من الألم و المشقة
فماذا كانت النتيجة
أصبحت إنسان محطم لا استطيع جمع شتات نفسه
كانت كلمة واحدة كفيلة بجرح كبريائي
و نظرة كفيلة بتمزيق مشاعري
و عندما أفقت من غيبوبتي
اختلفت نظرتي للحياة
فأنا وحدي القادرة على التحكم بالمسار الذي أمشي به بعد إرادة الله
و أنا وحدي أعلن انهزامي أو انتصاري
أنت أيضاً
بإمكانك أن تبدأ المعركة من جديد
و لكن هذه المرة ضع نصب عينيك أن تنتصر
و لا تستسلم لهزيمة توافه حياتك
ادفع بألمك و إحباطك و قلقك و حزنك و جروحك بعيداً عن مخيلة رأسك
فحياتك كنز ثمين لا تستحق أن تضيعها بين هاويات الطر وقـفــــــــــة
عش كل لحظة بحياتك و كأنها آخر لحظة تلفظ فيها أنفاسك
إبحث عن الحب عن الصداقة عن الإخلاص عن الإنتماء عن العائلة
و لكن ضمن إطار التزامك بدينك و بنشأتك الإسلامية القيمة
و تذكر أن مفتاح أي سعادة في الدنيا
رضا الله سبحانه و تعالى من روائع د/ عائض القرني  |
|
|
|
الموضوع الأصلي :
لا تحطمك التوافه || الكاتب :
همسه الشوق || المصدر :
شبكة همس الشوق