إعداد: سماح حسن محمد الحسن، مساعدة أخصائي عندما يولد الطفل تعم الفرحة أسرته، سواء كان هذا الطفل ذكراً أو أنثى، وإن اختلفت التعبيرات ولكن عندما تكتشف الأسرة إن طفلها معاق، فإنها تمر بمرحلة الصدمة، غير مصدقة ما يدور حولها ثم مرحلة الإنكار والهروب من الحقيقة المرة، تليها مرحلة الاستسلام للواقع مهما كان مراً. وكل مرحلة من هذه المراحل يمكن التحكم في مدى تأثيرها على الوالدين عن طريق مساعدة الآخرين، ففي المرحلة الأولى يلعب الطاقم الطبي الدور الرئيسي في نقل الخبر بطريقة مدروسة، ولتوضيح جميع النقاط عن الحالة وأساليب التعامل معها تلك يمكن أن تختزل المرحلة وتجعل العائلة تتقبل الطفل كما يساعد على بث الأمل فيهم. فإذا كانت الأسرة متقبلة لحال الطفل، راضية بقضاء الله سبحانه وتعالى وقدره، وأن الله حكمه في هذا البلاء تلك الحقائق مع الدعم المعنوي والتثقيفي من المجتمع تمنح الأسرة الكثير من الاستقرار والاقتناع. وتلك هي النقطة الرئيسية للبداية السليمة في مشوار الرعاية والحنان، مما ينعكس إيجابياً على الطفل. الصدمة : كم هي صعبة ومؤلمة تلك اللحظات التي يتلقى فيها الوالدين الخبر بأن طفلها لديه متلازمة داون وتلك ردة فعل طبيعية لدى الجميع من الغضب إلى الحزن- الإحساس بالذنب، الخجل، اليأس وحتى عدم تقبل الحقيقة أو الطفل. وعندما ترى الأم هذا الطفل، هل ترى فلذة كبدها؟ أم ترى طفلاً معوقاً ؟ مع تشخيص الحالة تبدأ الأم والوالدين، تجول في خواطرهم، لماذا نحن؟ ما هي الأسباب؟ هل كان بالإمكان منع حدوثه، ما هو مستقبله؟ ماذا نستطيع أن نعمل معه أو له؟ هل من علاج؟ كيفية التعرف على الطفل والتعامل معه: الوالدان والعائلة يستطيعون بناء الطريقة للتعامل مع هذا الطفل بمعرفة قدراته والتعامل في حدودها وعدم الطلب منه فوق قدراته فتلك لها انعكاسات سلبية، وإن بناء قدراته تعتمد على العائلة التي تستطيع أن تجعله في وضع أفضل بالتدريب والصبر، وإن الحب والحنان جزء مهم لزيادة الترابط. الحب المدمر: عندما يكون الطفل معاقاً فإن بعض الأمهات يقمن بمعاملته بطريقة خاصة وحب شديد، فتمنعه من الاحتكاك مع الآخرين ومع الحياة والتصارع مع الطبيعة، فالجروح تندمل إذا حصلت، ولكي يعتمد الطفل على نفسه فلابد له من القيام بالخطأ والصواب، ليتعلم من أخطائه ولكي يحقق ذاته. ما يجب أن تقوم به العائلة للطفل: العائلة هي المدرسة الأولى في الحياة، والتعليم والتدريب يبدأ بجرعة من الحب، فالطفل مهما كانت درجة إعاقته الفكرية يفهم ما يدور حوله، فالعائلة تستطيع تعليم طفلها المهارات الأساسية والمراكز المتخصصة والمدارس تستطيع مساعدة الوالدين وتوجيههم . نقاط التدريب الأساسية: يحتاج الطفل إلى التدريب الحركي والتعليمي والسلوكي في كل مرحلة من مراحل حياته، ومن أهم نقاط التدريب الأساسية: الـتـدريـب عـلـى الـحـركـة. التدريب على التواصل والنطق. التدريب على قضاء الحاجة في الحمام. التدريب على العناية بالنفس (تغيير الملابس- غسيل الوجه واليدين، تنظيف الأسنان وغيرها). التغذية (طريقة الأكل- استخدام الأواني- أوقات ونوعيات الأكل). المساعدة في المنزل. الرياضة وأنواعـهــا. كيفية التدريب: كلما كان تدخل الأهل مبكراً ومكثفاً كانت فرص التحسن أكثر وأكبر، وهذا التدخل بالتدريب يجب أن يكون واضحاً مستمراً وباتجاه واحد، وتربية طفل متلازمة داون لا تختلف عن تربية بقية الأطفال ولكنها تحتاج إلى المباشرة والصبر، فالأهل يستطيعون أن يعلموا أطفالهم الكثير من المهارات البسيطة اليومية والتعامل الاجتماعي، وهناك نقاط لابد من توضيحها: - الطفل يتعلم بسرعة، إذا كان ما يتعلمه فيه متعة. - الـطـفـل يـرغـب فـي الـتـشـجـيـع والـمـكـافــــــأة. - الطفل يتعلم المهارات الجديدة إذا جزئت إلى خطوات بسيطة بدلاً من دفعة واحدة. - مساعدة الطفل على أداء المهارة، ثم تقليل الاتكال بصورة تدريجية. - تـعـلـيـم الـمـهـارة الأبسط ثم التدرج إلى أنواع أخرى (درجة درجة). - لـكـل مـرحـلـة عـمـريـة قـدراتـهـا ولـكـل طـفـل قـدراتـه الـخـاصــــة. - الـمـثـابـرة والـصـبـر، فـقـد تـحـتـاج الـمـهـارة الـواحـدة مـدة طـويـلة. الــمــراجــع عبدالله بن محمد، أخصائي طب الأطفال: متلازمة داون Down syndrome، 1423هـ- 2002م. |
|
|