أستغفر الله العظيم و أتوب إليه
الإستغفارُ نعمة ٌمن نعمِ الله تعالى على الإنسان ؛ فلولاه لما استطاع
الواحد منا أن يكفّر عن ذنوبه و يطلب من الله المغفرة ولكان بني آدم
جميعهم هالكون بسبب ذنوبهم .
فعندما منّ الله علينا بهذه النعمة ، عرف الإنسان بالعموم والمؤمن
بشكل أخص بأن الله سبحانه وتعالى لم يتركنا في هذه الدنيا ، بل هو
معنا في كل لحظة من حياتنا ، يراقبنا خلال أعمالنا الصالحة والسيئة
منها ، ويقول لمن أشقى نفسه بالذنوب باب التوبة مفتوحٌ لي ، باب
المغفرة لم يغلقْ بعد ، أقبلْ ياعبدي واستغفرْ .. وستُفتحْ لكَ صفحةٌ
جديدةٌ في حياتك خاليةً من الذنوب .
(أستغفر الله العظيم و أتوب إليه ) كلماتٌ بسيطةٌ تسطيع أن تغير
حالك من حالٍ إلى أفضلِ حال ، فالله كتب على نفسه المغفرة والرحمة
أيضاً ، فهو سبحانه لا يغفرلنا الذنب فقط ، يل يشملنا برحمته و كرمه
و عطفه ، فيكفر عن ذنوبنا و يرزقنا راحة البال و الطمأنينة لوجوده
تعالى معنا ، و يرزقنا من كرمه و رزقه الواسع الذي لا ينضب ، في
المال و الصحة و الوقت .
كما وقد ثبت أن حركة الاستغفار التي يقوم بها لسان المرء ماهي إلا
حركة بسيطة لا تُكلف مجهوداً ، بينما في الواقع لها تاثيرٌ فعّال في
تعديل المزاج و تنظيف الدماغ منكل تلك الأفكار السلبية التي تسيطر
أحيانا على الشخص ، فيتجدد الجسد بالأكسجين ، فسبحان الله ما أوسع
رحمته .
فمن يرد أن يديم الله تعالى عليه سعادته في الدارين ، فليكثر من
الاستغفار الذي هو باب السعادة في الدنيا و الذي بدوره سيوصلنا إلى
باب السعادة في الآخرة وهو الجنة ، فمن كان في ضائقةٍ مالية
فليستغفر ، من كان مريضاَ فليستغفر ، من كانفي بلاءٍ فليستغفر ، ومن
استصعب عليه أمرٌ في الدنيا فليكثر من الاستغفار ؛ وإن كان
الله قد منَّ عليه بالصحة والرزق والخير فليستغفر أيضاً حتى يديم الله
عليه نعمه هذه .
الإستغفار هو حال المؤمن ، في نهاره و ليله ، فيجعلها عادته اليومية ،
يرطب بها لسانه بذكر الله عز و جل ، ويبقى على علاقة وطيدة بالله
دوماً ، و تجعل صحيفته بإذن الله خالية من الذنوب باستغفاره الدائم .
و لأهمية الإستغفار في حياة المؤمن ، يقول الله تعالى عن طريق وحيه
للرسول محمد صلى الله عليه و سلم ، بأننا لو لم نذب فلم نستغفر الله ،
لأذهبنا الله و آتى بقومٍ أخرين يذنبوا فيتوبوا فيستغفروا الله فيغفر لهم ،
و هذا يحمل معانٍ جميلة بأن الله حتى لو أذنب العبد يبقى يحبه رغم
ذلك ، بل و ييسر له أن يتوب و يلقي في قلبه الندم و الرغبة في
الإستغفار ، فيستغفر العبد لربه فيغفر الله ذنبه و يشرح صدره و يخرجه
من وحل الذنب إلى نور المغفرة و التوبة