فضائل بركة السحور
خبَّاب بن مروان الحمد
السؤال:
ما فضائل بركة السحور؟
الجواب:
نقل الإمام ابن المُنذر الإجماع على أنّ التسحُّر مندوب.
والسَّحور - بفتح السين - : اسم للطعام الذي يتسحّر به.
والسُّحور - بضم السين - مُشتقٌ من السّحر قبيل وقت الفجر.
و يبدأ السَّحور من منتصف الليل إلى طلوع الفجر،
وقال جمهور العلماء أنّه يبدأ من السدس الأخير من الليل.
والمستحب تأخيره ؛ فعن زيد بن ثابت قال:
(تسحّرنا مع رسول الله صلّى الله عليه وسلّم
ثمّ قمنا إلى الصلاة وقد كان بين السحور والصلاة، قدر خمسين آية )
أخرجه البخاري ومسلم.
ويحسن بالمرء أن يتسحّر على التمر لما صحّ
من حديث أبي هريرة مرفوعاً إلى رسول الله صلّى الله عليه وسلّم أنّه قال: (نعم سحور المؤمن التمر)أخرجه أبو داود.
والسّحور طعام مُبارك، فقد ثبت عنه صلّى الله عليه وسلّم قوله :
(تسحُّروا فإنّ في السحور بركة) متفق عليه.
ومن بركة السحور:
1) بقاء الخيرية في الأمّة؛ لقوله عليه الصلاة والسلام :
(لا يزال الناس بخير ما عجّلوا الفِطر) متّفق عليه،
وزاد أحمد بسند صحيح : ( وأخُّروا السّحور)
لهذا يقول عمرو بن ميمون:
( كان أصحاب رسول الله صلّى الله عليه وسلّم أعجل الناس إفطاراً، وأبطأهم سحوراً)
أخرجه البيهقي بسند صحيح.
2) مُخالفة أهل الكتاب فقد ثبت في صحيح مسلم
أنّه عليه الصلاة والسلام قال:
(فصل ما بين صيامنا وصيام أهل الكتاب أكلة السّحر).
3) الدعاء بالبركة للمُتسحّرين، والبركة من معانيها النماء والزيادة،
والتبريك الدعاء بالبركة.
4) بركة طعامه، وفي سنن النسائي بسند جيد
أنّه عليه الصلاة والسلام قال: (عليكم بهذا السحور فإنّه الغذاء المُبارك).
5) يعطي الصائم قوّة لا يمل معها الصيام، بخلاف من لا يتسحّر.
6) سبب للانتباه من النوم وقت السّحر الذي هو وقت يحلو به الاستغفار؛
فقد قال تعالى: (وبالأسحار هم يستغفرون)
وقال تعالى: ( والمستغفرين بالأسحار)،
ويتنزّل فيه الجبّار فيقبل دعاء الداعين وتوبة التائبين، ويحسن فيه قراءة القرآن.
فقد قال أبو الزناد: "كنت أخرج من السّحر إلى مسجد
النبي صلّى الله عليه وسلّم فلا أمر ببيت إلا وفيه قارئ".
7) قيام الشخص عَقِبَه بالصلاة مع جماعة المسلمين في المسجد.