سلوان .. لا تحزني
شعر الدكتور // فاروق جويدة
إلقاء الدكتور // وسام عبد الوارث
...{الكلمات}...
سلوانُ لا تحزني إن خانني الأجلُ
ما بين جُرحٍ وجرحٍ ينبتُ الأملُ
لا تحزني يا ابنتي إن ضاق بي زمني
إن الخطايا بدمع الطُهر تغتسلُ
قد يصبحُ العمر أحلاماً نُطاردُها
تجري ونجري.. وتُدمينا ولا نصلُ
سلوانُ لا تسأليني عن حكايتنا
ماذا فعلنا.. وماذا ويحهم فعلوا
قد ضيّعوا العمرَ يا للعمرِ لو جنحت
منا الحياة وأفتى من به خَبَلُ
عمرٌ ثقيلٌ بكأسِ الحزن جرّعنا
كيف الهروبُ وقد تاهت بنا الحيلُ
* * *
الحزن في القلب في الأعماقِ في دمنا
يأسٌ طويلٌ فكيف الجُرحُ يندملُ
أيامُنا لم تزل بالوهمِ تخدعُنا
قبرٌ من الخوفِ يطوِينا ونحتملُ
لا تسأليني لماذا الحُزنُ ضيّعنا
ولتسألي الحزنَ هل ضاقت به السُبلُ
إن ضاقت الأرضُ بالأحلامِ في وطني
ما زال في الأُفق ضوءُ الحلمِ يكتملُ
هذي الجماجمُ أزهاراً سيحملُها
عمرٌ جديدٌ لِمن عاشوا.. ومن رحلوا
هذي الدماءُ ستروي أرضنا أملا
قد يُخطِئُ العُمرُ عُنواني ولا أصلُ
* * *
إن ضاق مني زماني لن أُعاتِبَهُ
هل يعشقُ السفحَ من أحلامُه الجبلُ
سلوانُ يا فرحةً في الأرضِ تحْملُنِي
في ضوءِ عيْنَيكِ لا يأسٌ ولا مللُ
عيناكِ يا واحتي عمرٌ أُعانقهُ
إن ضاقت الأرضُ وانسابت بِنا المُقلُ
ضيّعتُ عُمري أُغني الحبَ في زمنٍ
شيئانِ ماتا عليه الحبُ والأملُ
ضيّعتُ عُمري أبيعُ الحلمَ في وطنٍ
شيئانِ عاشا عليه الزَّيْفُ والدَّجلُ
كم رَاودتنِي بِحارُ البُعدِ في خجلٍ
لا أستطيعُ بِعاداً كيف أحتمِلُ
* * *
مازال للحُبِ بيتٌ في ضمَائِرنا
ما أجملَ النارَ تخبُو ثم تشتعلُ
لا تفزعي يا ابنتي ولتضحكي أبدا
كم طالَ ليلٌ وعند الصُبحِ يرتحلُ
ما زال في خاطري حُلمٌ يُراودُنِي
أن يرجعَ الصُبحُ والأطيارُ والغَزلُ
سلوانث يا طفلتي لا تحزني أبدا
إن الطيورَ بضوءِ الفجرِ تكتحلُ
ما زلتُ طيراَ يُغنِي الحبَ في أملٍ
قد يمنحُ الحُلمُ.. مالا يمنحُ الأجلُ..