أخطر منطقة محتلة !
منطقة محتلة غريبة الأطوار
فالمسؤول عن تلك المنطقة تارة يغلب المحتلين فيخرجهم من منطقته، وتارة تجده هو ممن يكون سبباً لإحتلالها !!!!!!
وهؤلاء المحتلين لا يفوّتون على أنفسهم الفرص، فبمجرَّد ما يضعف ذلك المسؤول يهبّون لأحتلال منطقته الغالية
وأكثر ما يثير الاستغراب هو أنه على أهمية تلك المنطقة وخطر احتلالها إلا أن هناك تعتيم إعلامي مريب !
فقليل من يسمع عنها !
المشكلة أن المسؤول عن المنطقة يعرف تماماً أنه حين يكون محافظاً أشد الحفاظ على منطقته فإنه سيطمئن جداً ويبعد القلق عن نفسه، ويثق ثقة عالية في جنوده البواسل.
ثم هو يعرف أنه في أي لحظة سوف يتم القضاء على منطقته فيجب عليه أن يكون منتبهاً وحريصاً قبل إن يعض أصابع الندم.
عموماً لن أطيل عليكم فالمنطقة غالية على الجميع وهي منطقة لا تهدأ أبداً ومن قام بالتعددي عليها تتم معاقبته بمثل ما أعتدى عليها
إنها منطقة:
-
-
-
-
-
-
-
-
-
-
-
-
-
-
القلب
نعم هذه المنطقة الغالية والثمينة على الجميع والتي كثر محتليها في الأزمة الأخيرة وأخطرهم
الشرك ثم ينتدرج تحته أنواع اخرى من المحتلين، منع الزكاة ،القتل، ترك الصلاة، أكل الربا، الرشوة، شهادة الزور، سرقة، زنا، لواط، شرب المسكر، الجهر بالمعصية، الإصرار عليها، غيبة، ظلم الناس، نميمة، حسد، شحناء، مشاهدة الحرام، استماع المحرّم، فسوق، عصيان
آآآآه ما أكثر المحتلين لأخطر منطقة وأغلاها ( القلب )
كم إنسان مات وقلبه محتل
وما أسعد من مات وقد طرد المحتلين من قلبه
تلك المنطقة التي لا تحيأ إلا بتوحيد الله - تعالى - ومحبته والتوكل عليه، والأنس بذكره والفرح بطاعته وكراهية معصيته، وتجنب المظالم والاستقامة على الهدى.
وإذا تمت حياة هذه المنطقة ( القلب ) عاش الإنسان حياةً طيبةً في الدنيا وسبقت له من الله الحسنى في الأخرى.. قال الله - تعالى - :
أو من كان ميتاً فأحييناه وجعلنا له نوراً يمشي به في الناس كمن مثله في الظلمات ليس بخارج منها / الأنعام 122.
وحذاري ممن يدعوا أؤلائك الأعداء للأحتلال وهو الشيطان العدو اللدود
إن الشيطان لكم عدو فاتخذوه عدواً إنما يدعو حزبه ليكونوا من أصحاب السعير
ولهذه المنطقة الغالية مكانة عظيمة في الدنيا والآخرة قال عز وجل:
(يوم لاينفع مال و لابنون إلا من أتى الله بقلب سليم)
وقال
(من خشي الرحمن بالغيب وجاء بقلب منيب)
وفي الحديث (إنّ الله لاينظر إلى أجسادكم ولا إلى صوركم ولكن ينظر إلى قلوبكم ) وأشار إلى صدره.
وقوله صلى الله عليه وسلم
(ألا وإن في الجسد مضغة إذا صلحت صلح الجسد كله وإذا فسدت فسد الجسد كله ألا وهي القلب).
وهذه المنطقة من أعتدى عليها يُعذَّب بنفس الاعتداء قال عليه الصلاة والسلام:
(من قتل نفسه بشيء عذب به يوم القيامة)
فحذاري من الغفلة وترك المنطقة محتلة حتى النهاية، فنهايتك في أي لحظة توقعها ثم يكون حسابك
(اقترب للناس حسابهم وهم في غفلة معرضون)
فنداء لكل من منطقته محتله
ان يطرد المحتلين قبل فوات الأوان
قبل أن يصل إلى مرحلة الغرغرة ، أو طلوع الشمس من مغربها
فالمجال مفتوح لك وهذا من رحمة الله عز وجل
حيث سهل أمر التوبة، فهي لا تقتضي سوى الإنابة إلى الله ، والإقلاع عن المعصية ،
والندم عليها ، والاستغفار منها ، من غير أن يكون بين التائب وبين الله واسطة
منّة عظيمة ما أجمل استغلالها قبل الندم
ونصيحة أن تكثر من قول:
(اللهم يا مقلب القلوب ثبت قلبي على دينك, ويا مصرف القلوب صرف قلبي على طاعتك)
في كل وقت وحين
علّك تجد الله وقلبك ثابت على دينه بعدها هنيئاً لك والله
اللهم إني بلغت، اللهم فاشهد.