العرض على الجبار يؤتي بجهنم أمام أعين الناس فتوضع أمامهم.. يقول النبي صلى الله عليه وسلم : "يؤتى بجهنم يوم القيامة لها سبعون ألف زمام ، مع كل زمام سبعون ألف ملك يجرونها " .. وبمجرد أن تعرض جهنم تسقط كل البشرية على ركبها قول الله تبارك وتعالى ( وترى كل أمة جاثية ) أما الانبياء فهم واقفون يقولون جميعا كلمة واحدة : يا رب سلم يا رب سلم " فأين أنت حينها ! وماذا ستفعل ؟ ثم تخيل الآن وقد بدأ العرض، ويبدأ بأمر جليل. بأمر عظيم ... إنه قدوم الله عز وجل . تخيل يقول الله تبارك وتعالى : ( وجاء ربك والملك صفا صفا ) فتخيل هيبة هذا الموقف ! العرض على الله جلّ وعلا هل تعلم كيف ينادي على اسمك ينادي " فلان بن فلان هلم الى الحساب " . فمن شدة خوفه لا يتحرك ..... فلان ابن فلان هلم إلى العرض على الله تعالى و قد وكلت الملائكة بأخذك إلى الله لا يمنعها اشتباه الأسماء باسمك و اسم أبيك إذ عرفت أنك المراد بالدعاء إذ قرع النداء قلبك فعلمت أنك المطلوب!!!!!!!! فارتعدت فرائصك و اضطربت جوارحك و تغير لونك ، و طار قلبك . تتخطى الملائكه الصفوف إلى ربك للعرض عليه و الوقوف بين يديه و قد رفع الخلائق إليك أبصارهم و أنت في أيديهم و قد طار قلبك و اشتد رعبك. لعلمك. أين يراد بك !!!!!!!!!. ماذا أعددنا لهذا اليوم ؟ ماذا سنفعل حين نقف بين يدي الله هذه الوقفة ؟ ما هذه المعصية التي تأخذنا وتنسينا هذا اليوم؟!!!!!!! ،وأي صلاة تلك التي نضيعها ونقصر فيها؟!!!!! ،وأي عمل نهمله ولا نؤدي حقه؟!!!!! وأي صله أرحام قد أضعناها؟!!!!! وأي أعراض اغتبناها؟!!!!!! أي تقصير وعقوق في حق والدينا نقع فيه ؟!!!!!!! ماذا نفعل يا إخوتي؟؟!!! وإلى أين نذهب؟؟!!!! وفي أي اتجاه !؟؟؟!؟؟؟ فلان بن فلان هلم للعرض على الجبار ... فمن شدة رعبه يزرق وجهه ولا يتحرك و الملائكة تعرفه من بين الملايين. فيجرونه للعرض على الله عز وجل . يقول النبي صلى الله عليه وسلم " ما منكم من أحد إلا وسيكلمه ربه ليس بينه وبينه ترجمان فينظر أيمن منه فلا يرى إلا ما قدم ، وينظر اشأم منه فلا يرى إلاما قدم ، وينظر بين يديه فلا يرى إلا النار تلقاء وجهه فاتقوا النار ولو بشق تمرة فمن لم يجد فبكلمه طيبه" ويتبين لنا في هذا الحديث: أن من أعظم المنجيات الإحسان إلى الخلق بالمال والأقوال و أن العبد لا ينبغي له أن يحتقر من المعروف ولو شيئاً قليلاً والكلمة الطيبة تشمل النصيحة للخلق بتعليمهم ما يجهلون، وإرشادهم إلى مصالحهم الدينية والدنيوية. وتشمل الكلام المسر للقلوب، الشارح للصدور، المقارن للبشاشة والبشر. وتشمل الذكر لله والثناء عليه، وذكر أحكامه وشرائعه. فكل كلام يقرب إلى الله ويحصل به النفع لعباد الله. فهو داخل في الكلمة الطيبة. قال تعالى: {إِلَيْهِ يَصْعَدُ الْكَلِمُ الطَّيِّبُ وَالْعَمَلُ الصَّالِحُ يَرْفَعُهُ}، وقال تعالى: {وَالْبَاقِيَاتُ الصَّالِحَاتُ} [وهي كل عمل وقول يقرب إلى الله، ويحصل به النفع لخلقه {خَيْرٌ عِندَ رَبِّكَ ثَوَابًا وَخَيْرٌ أَمَلاً}