هل يوجد في الإسلام بدعة حسنة
السؤال
قرأت عدّة مقالات للأشعرية والصوفية حول تقرير مبدأ البدعة الحسنة ومما استدلوا به قصة الصحابي الذي قال في الرفع من الركوع ربنا ولك الحمد حمدا كثيرا طيبا مباركا فيه وأن النبي صلى الله عليه وسلم أقرّ ذلك ويقولون أن ابن حجر يدعم هذا الرأي وأنّه وصف ابن تيمية بأنه عبد يقود الآخرين إلى الضلال ، هل من تعليق ؟
نص الجواب
الحمد لله
أولا :
كيف يمكن أن تكون هناك بدعة حسنة وقد قال النبي صلى الله عليه وسلم :
" كلّ بدعة ضلالة وكلّ ضلالة في النّار " رواه النسائي 1560
فإذا قال قائل بعد ذلك إنّ هناك بدعة حسنة فماذا يمكن أن يكون إلا معاندا للرسول صلى الله عليه وسلم .
ثانياً :
أنّ الحمد بعد الرّفع من الركوع ذكر معروف ثابت عن النبي صلى الله عليه وسلّم وغاية ما فعله ذلك الصحابي أنّه أتى بصيغة من صيغ الحمد فكيف يمكن أن يُستدلّ به على اختراع عبادات وأذكار لا أصل لها في الشّرع .
ثالثاً :
أنّ فعل ذلك الصّحابي ليس حجّة بنفسه وأنّه لم يعتبر عملا صحيحا إلا بعد إقرار النبي صلى الله عليه وسلم وليس قبل ذلك ، وأنّى لهذا المبتدع الحصول على إقراره صلى الله عليه وسلم بعد وفاته .
رابعا :
أننا لو سلمنا بصحة ما استدلّ به ذلك المحتجّ فإنه لا يعدو أن يكون واقعة عين لا عموم لها وأما دلالة حديث كلّ بدعة ضلالة فصريح في العموم قطعاً ومن المعلوم عند العلماء أنّ المنطوق مقدّم على المفهوم .
خامسا :
كيف يمكننا معرفة الحُسْن من عدمه بعقولنا المجرّدة دون وحي .
أوليس احتمال الاختلاف واردا فما يراه هذا حسنا
لا يراه الآخر كذلك فما هو المقياس إذاً ؟
وعلى عقل من نعوّل وإلى عقل من نحتكم ؟
أليس هذا هو الاضطراب وعين الفوضى؟
سادسا :
( وهو تأكيد للوجه الثالث ) أن النبي صلى الله عليه وسلم إذا أقرّ صحابيا على عبادة فعلها أو ذكر قاله ونحو ذلك فإنّه يكون مشروعا بإقرار النبي صلى الله عليه وسلم ويكون حينئذ سنّة حسنة ،
وأمّا بعد النبي صلى الله عليه وسلم وبعد انقطاع الوحي فكيف نعرف أنّ هذا الذّكر أو العبادة المستحسنة التي اخترعها فلان من الناس هي صحيحة وأنّ الشارع يقرّها ؟ هذا غير ممكن وبالتالي لم يعد أمامنا الآن في مسائل العبادات إلاّ الاقتصار على ما ورد في الشّرع لا غير .
أما العلامة الحافظ ابن حجر رحمه الله فقد نقل عن شيخ الإسلام ابن تيمية نقولا متعددة في فتح الباري وأقرّ بعضها واعترض على بعضها وهذا من شأن العلماء فهم يتحاورون ويناقش بعضهم كلام بعض بغية الوصول إلى الحقّ والصواب وقد يكون الحقّ مع المعتَرِض وقد يكون مع المُعتَرَض عليه ،
[IMPORTANT]أما تلك العبارة السيئة التي نقلت في السؤال فإنّ علمنا بأدب ابن حجر رحمه الله وورعه ومعرفته لقيمة العلم والعلماء يجعلنا نجزم ببطلان تلك العبارة والله يغفر للجميع ويأجرهم على اجتهادهم وعنايتهم .[/IMPORTANT]
المصدر: الشيخ محمد صالح المنجد
الإسلام سؤال وجواب
:1N::1N::1N:
حكم القول بوجود بدعة مباحة في الدين
السؤال:
هل هناك في الدين بدعة مباحة؟ وما معنى قول عمر: نعمت البدعة هذه؟
الجواب:
ما في الدين بدعة مباحة ولا ..، بل كلها ضلالة، يقول النبي ﷺ: وكل بدعة ضلالة،
هذا كلام رسول الله ﷺ، فليس في الدين بدعة لا مباحة ولا مستحبة، بل كل البدع في الدين ضلالة.
وأما ما يسميه بعض الناس بدعًا في المدارس وفي البناء المنارات،
هذه ليست بدعًا، هذه أمور دعت إليها الحاجة فهي قربة،
فالمنارة لأجل يعرف الصوت بالأذان حتى يسمعه الناس،
والمدارس لأجل تعليم القرآن والسنة، والأربطة لأجل الناس الفقراء،
فليس هذه من البدع بل هذه من الحسنات والخيرات والقربات.
[IMPORTANT]وأما قول عمر : (نعمت البدعة) فالمراد به من حيث اللغة،
فإنه لما جمعهم على إمام واحد في التراويح،
وكان النبي ﷺ فعل ذلك مرات لعدة ليالي ثم ترك،
وخاف أن تفرض عليهم عليه الصلاة والسلام،
فلما توفي النبي ﷺ وتوفي أبو بكر واستخلف عمر
رأى أن يجمعهم على إمام واحد لأنهم يصلون أوزاعا في المسجد،
هذا يصلي لأربعة، وهذا يصلي لثلاثة، وهذا يصلي لنفسه،
فرأى أن يجمعهم فجمعهم،
كما جمعهم النبي ﷺ وصلى بهم لأنه قد أمن الآن الفرض وانقطع الوحي،
فلهذا جمعهم رضي الله عنه ، وقال: (نعمت البدعة) يعني من حيث اللغة،
لأن البدعة في اللغة ما كان على غير مثال سابق، [/IMPORTANT]
فهذه الصلاة التي جمعهم عليها واستمروا عليها
بدعة من حيث اللغة لا من حيث الدين،
فإن الرسول قد فعلها ودعا إليها ﷺ وصلى بهم عدة ليال،
فلم تكن بدعة بل هي قربة وطاعة.
موقع الإمام ابن باز رحمه الله