[align=center] الحارث بن عمرو بن غزية المازني الخزرجي الأنصاري، من بيت سبق وإسلام، له صحبة ورواية، روى عن النبي صلى الله عليه وسلم حديث "لا هجرة بعد الفتح، وإنما هو الجهاد والنية". الحارث بن عمرو اسمه ونسبه الحارث بن عمرو بن غَزِيَّة بن عمرو بن ثعلبة بن خنساء بن مبذول بن عمرو بن غَنْم بن مازن بن النجار تيم الله بن ثعلبة بن عمرو بن الخزرج بن حارثة بن ثعلبة بن عمرو مزيقياء بن عامر ماء السماء بن حارثة الغطريف ابن امرئ القيس بن ثعلبة بن مازن بن الأزد بن الغوث بن نبت بن مالك بن زيد بن كهلان بن سبأ بن يشجب بن يعرب بن قحطان، من بني مازن من الخزرج، المازني النجاري الخزرجي الأنصاري. وذكره البخاري وابن حبان بلفظ "غزية بن الحارث الأنصاري المازني"، ووذكره ابن حبان أيضًا والبغوي وأبو نعيم باسم "الحارث بن غزية وقيل غزية بن الحارث" ، وقال ابن عبد البر ونقل عنه ابن الأثير: الحارث بن عمرو بن غزية المدني (المزني)، ..، وأظنه الحارث بن غزية الذي روى عن النبي صلى الله عليه وسلم: متعة النساء حرام. وقد عقب ابن حجر على قول أبي عمر ابن عبد البر بقوله: والذي يظهر أنه غيره. وقد ترجم ابن قانع للحارث بن عمرو بن غزية هذا. وساق في ترجمته حديثا للحارث ابن غزية فوحَّد بينهما أيضًا. والذي يظهر من الجمع بين تلك الروايات أن الحارث بن غزية وغزية بن الحارث، هما في الحقيقة اسم لصحابي واحد، وهو الحارث بن عمرو بن غزية رضي الله عنه، ولذلك قال ابن سعد عندما أورد حديث "متعة النساء" بسنده عن الحارث بن غزية، قال: نسبَ الحارث إلى جده غزية، وإنما هو الحارث بن عمرو بن غزية. وهذا كثير في أسماء الرجال، يُنْسَب الرجل إلى جده إذا كان مشهورًا. أسرة الحارث بن عمرو والده الصحابي الجليل عمرو بن غَزِيَّةَ بن عمرو الخزرجي الأنصاري رضي الله عنه، شهد بيعة العقبة الثانية و غزوة بدر وغزوة أحد ، وأمه الصحابية الجليلة أم الحارث سُلَيْمَة بنت الحارث بن ثعلبة بن كعب بن عبد الأشهل بن حارثة بن دينار بن النجار الخزرجية الأنصارية. وكان الحارث أكبر أبناء عمرو بن غزية جميعًا، وهم: الحارث، وعبد الرحمن، والحجاج، وزيد، وسعيد، وأوس ، قال أبو علي ابن السكن: وكان لعمرو بن غزية وهو ممن شهد العقبة من الولد: الحارث، وعبد الرحمن، وزيد، وسعيد، كلهم صحب النبي صلى الله عليه وسلم ، وأما عن إخوته، فشقيقه من أبيه وأمه الصحابي عبد الرحمن بن عمرو بن غزية، وله رواية. وأما عن إخوته من أبيه، فهم: الحجاج بن عمرو بن غزية، قال البخاري: له صحبة ، وأوس بن عمرو بن غزية، ولبابة بنت عمرو بن غزية؛ وأُمُّهم: أم الحجاج بنت قيس بن رافع بن أُذينة من أسلم، وأمَّ موسى بنت عَمرو، وَأخوات لها؛ وأمُّهن هنيدة بنت قيس بن سعد بن مالك بن عوف بن عمرو بن كعب بن خزاعة، وزيد بن عمرو؛ وأمه مِن جهينة، وسعيد بن عمرو بن غزية لا عقب له. صحبة الحارث بن عمرو للنبي صلى الله عليه وسلم قال ابن سعد: الحارث صحب رسول الله صلى الله عليه وسلم ، وذكره ابن السكن في الصحابة، وجزم بصحبته البخاري وابن حبان والبغوي وابن عبد البر و ابن الأثير وابن قدامة والذهبي وابن حجر العسقلاني. رواية الحارث بن عمرو عن النبي صلى الله عليه وسلم روي عن الحارث بن عمرو بن غزية رضي الله عنه حديثًا عن رسول الله صلى الله عليه وسلم، أخرجه غير واحد، كما عند ابن سعد والبخاري والبغوي وابن قانع والطبراني وأبو نعيم وغيرهم، من طريق يزيد بن خصيفة -وهو ثقة ثبت- عن عبد الله بن رافع -وهو ثقة- مولى أم سلمة رضي الله عنها عن الحارث بن غزية .ومن طريق إسحاق بن عبد الله بن أبي فروة -وهو متروك الحديث- عن عبد الله بن رافع مولى أم سلمة رضي الله عنها عن الحارث بن غزية –وهو ثقة. روى ابن سعد والطبراني من طريق إسحاق بن عبد الله بن أبي فروة عن عبد الله بن (أبي) رافع عن الحارث بن غزية الأنصاري، قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم عام الفتح يقول: " مُتْعَةُ النِّسَاءِ حَرَامٌ، مُتْعَةُ النِّسَاءِ حَرَامٌ، مُتْعَةُ النِّسَاءِ حَرَامٌ". قال محمد بن سعد: نسبَ الحارث إلى جده غزية، وإنما هو الحارث بن عمرو بن غزية. وهذا كثير في أسماء الرجال، يُنْسَب الرجل إلى جده إذَا كان مشهورًا . ورواه ابن قانع في معجمه بسنده عن عن إسحاق بن أبي فروة، أن ابن رافع أخبره، أن الحارث بن غزية قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول يوم الفتح: "مُتْعَةُ النِّسَاءِ حَرَامٌ وَلَا أَعْلَمُ أَحَدًا أَعْدَى عَلَى اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ مِمَّنِ اسْتَحَلَّ حُرُمَاتِ اللَّهِ وَقَتَلَ غَيْرَ قَاتِلِهِ إِنَّ مَكَّةَ هِيَ حَرَمُ اللَّهِ عَزَّ وَجَل". ورواه أبو القاسم البغوي وأبو نعيم من طريق إسحاق بن عبد الله بن أبي فروة: أن عبد الله بن رافع أخبره عن الحارث بن غزية أنه سمع النبي صلى الله عليه وسلم يقول يوم فتح مكة: "لَا هِجْرَةَ بَعْدَ الْفَتْحِ، إِنَّمَا هُوَ الْإِيمَانُ وَالنِّيَّةُ وَالْجِهَادُ، وَمُتْعَةُ النِّسَاءِ حَرَامٌ". ثلاث مرات. قال أبو القاسم: ولا أعلم للحارث بن غزية سماعا غير هذا الحديث، وقد رواه يزيد بن خصيفة عن عبد الله بن رافع عن غزية بن الحارث. رواه سعيد بن سلمة بن أبي الخصام عن يزيد بن خصيفة، وحديث يزيد أصح من الإسناد الأول. والحديث بالإسناد الأول رواه إسحاق بن أبي فروة وهو ضعيف الحديث، وليس في حديث يزيد بن خصيفة ذكر. ورواه أبو نعيم الأصبهاني مطولًا، عن إسحاق بن أبي فروة، عن عبد الله بن رافع، أنه أخبره عن الحارث بن غزية، قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول يوم الفتح: "لَا هِجْرَةَ بَعْدَ الْفَتْحِ، إِنَّمَا هُوَ الْإِيمَانُ وَالنِّيَّةُ وَالْجِهَادُ، وَمُتْعَةُ النِّسَاءِ حَرَامٌ، مُتْعَةُ النِّسَاءِ حَرَامٌ، مُتْعَةُ النِّسَاءِ حَرَامٌ"، ثم كان الغد فقال: "يَا مَعْشَرَ خُزَاعَةَ، وَالَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ، لَقَدْ قَتَلْتُمْ قَتِيلًا لَأَدِيَنَّهُ، لَا أَعْلَمُ أَحَدًا أَعْدَى عَلَى اللهِ عَزَّ وَجَلَّ مِمَّنِ اسْتَحَلَّ حُرْمَةَ اللهِ أَوْ قَتَلَ غَيْرَ قَاتِلِهِ"، ثم انصرف، ثم كان بعد الغد فقام، فقال: "وَالَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ، لَقَدْ عَلِمْتُ أَنَّ مَكَّةَ حَرَمُ اللهِ وَأَمْنُهُ وَأَحَبُّ الْبُلْدَانِ إِلَى اللهِ، وَلَوْ لَمْ أُخْرَجْ مِنْهَا لَمْ أَخْرُجْ، لَا يُعْضَدُ شَجَرُهَا وَلَا يُحْتَشُّ حَشِيشُهَا، وَلَا يُخْتَلَى خَلَاهَا"، فقال العباس رضي الله عنه: إلا الإذخر يا رسول الله، فإنه للصواغين، وطهور البيت، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "إِلَّا الْإِذْخِرَ، لَا يُنَفَّرُ صَيْدُهَا، وَلَا تَحِلُّ لُقَطَتُهَا إِلَّا لِمُنْشِدٍ". وقال ابن حجر: الحارث بن غزية الأنصاري، وقيل غزية بن الحارث. وروى ابن السكن والباوردي وابن مندة في الصحابة والحسن بن سفيان في مسندة من طريق إسحاق بن عبد الله بن أبي فروة -وهو متروك- عن عبد الله بن رافع أخبره عن الحارث بن غزية، سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول يوم فتح مكة: "لا هجرة بعد الفتح". الحديث. قال ابن السكن: رواه يزيد بن خصيفة، عن عبد الله بن رافع، عن غزية بن الحارث. فالله أعلم. وقال البخاري: قال عبد الله: حدثني الليث قال: حدثني خالد بن يزيد عن سعيد بن أبي هلال عن يزيد بن خصيفة عن عبد الله بن رافع مولى أم سلمة عن غزية بن الحارث أنه أخبره عن النبي صلى الله غليه وسلم قال: "لا هجرة بعد الفتح، إنما هو الجهاد والنية". مواقف الحارث بن عمرو مع الخليفة علي بن أبي طالب كان بن عمرو بن غزية رضي الله عنه من مناصري أمير المؤمنين علي بن أبي طالب رضي الله عنه في الفتنة الكبرى، وروى المؤرخون أن الحارث بن غزية هو القائل يوم موقعة الجمل: يا معشر الأنصار، انصروا أمير المؤمنين آخرًا، كما نصرتم رسول الله صلى الله عليه وسلم أولًا، والله إن الآخرة تشبه بالأولى، إلا أن الأولى أفضلهما. وفاة الحارث بن عمرو قال البخاري: يعد في أهل الحجاز، وقال البغوي وأبو نعيم: سكن المدينة، يعد في المدنيين . وعند ابن عبد البر وابن الأثير والموفق ابن قدامة أنه رضي الله عنه توفي سنة 70هـ / 690م. تعقيب ذكر ابن حجر العسقلانبي رحمه الله في كتابه "الإصابة في تمييز الصحابة" ثلاث ترجمات للصحابي الحارث بن عمرو بن غزية رضي الله عنه، وهم بالترتيب: "الحار بن عمرو بن غزية بن ثعلبة"، "الحارث بن غزية الأنصاري"، "غزية بن الحارث" ، وقد أوردهم جميعًا في القسم الأول من التراجم، مما يعني أنهم في عداد الصحابة ممن ثبتت صحبتهم بأي طرق كانت –كما أورد في مقدمته. إلا أنه بعد الجمع بين مرويات تلك التراجم يتبين أنهم جميعًا ترجمات لصحابي واحد وهو "الحارث بن عمرو بن غزية رضي الله عنه"، ونحب أن نورد هنا ما ذكره ابن حجر في ترجمته لـ "غزية بن الحارث"، وهي مما يكمل ما أوردنا في تلك الترجمة، قال: غزية: بفتح أوله وكسر الزاي بعدها مثناة مشددة، ابن الحارث. قال البخاري، وأبو حاتم الرّازي، وابن حبان: له صحبة. واختلف في نسبه، فقيل أنصاري مازني، قاله البخاري، وابن حبان، وابن السكن، وغيرهم وقيل أسلمي، وقيل خزاعي، ولعله من خزاعة حالف الأنصار، وأسلم هو أخو خزاعة. قال البخاري: يعد في أهل الحجاز. وقال البغوي: سكن الشام وقال ابن يونس: لا نعلم له ذكرًا إلا في هذا الحديث، يعني الآتي. وأراه ممن سكن الغرب (أي المغرب) من الصحابة. وقال ابن السكن: معدود في أهل الحجاز. روي عنه حديث واحد. وقال ابن منده: عداده في أهل المدينة، وروى البخاري، والبغوي، وابن السكن، وابن منده، من طريق الليث، عن خالد بن يزيد، عن سعيد بن أبي هلال، عن يزيد بن خصيفة، عن عبد الله بن رافع مولى أم سلمة، عن غزية بن الحارث-أنه أخبره أن شبانًا من قريش عام الفتح، أو بعده، أرادوا أن يهاجروا إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم، فمنعهم آباؤهم، ثم ذكروا ذلك لرسول الله صلى الله عليه وسلم، فقال: "لا هجرة بعد الفتح، وإنما هو الجهاد والنية". اختصره البخاري. قال ابن منده: تابعه عمرو بن الحارث، عن سعيد بن أبي هلال. قلت: وحديث عمرو بن الحارث عند ابن السكن وابن يونس، من طريق ابن وهب عنه، لكن عند ابن يونس عبد الرحمن بن رافع، وعند ابن السكن عبد الله بن رافع، وهو الأصح كما في رواية البغوي وغيره. وجزم أبو عمر بأنه عبد الله بن رافع مولى أم سلمة، وباعتبار ذلك يعكر على ابن يونس ذكره إياه في المصريين. وأخرج ابن السكن وابن منده أيضًا من طريق سعيد بن سلمة بن أبي الحسام، عن يزيد بن عبد الله، عن عبد الله بن رافع، عن غزية بن الحارث: سمع رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: "لا هجرة بعد الفتح، إنما هي ثلاث: الجهاد، والنية، والحشر"، وفي إحدى النسخ: "لا هجرة بعد الفتح، إنما هي ثلاث: الجهاد، والسنة، والجنة" |
[/align