جلس رجلان على نفس الكرسي في محطة القطار ..ينتظران أخذوا يقلّبون أعينهم يمنة ويسرة - يشغلوا نفسهم عن ملل الأنتظار فوقعت أعينهم على طفلٍ صغير بدأ يجهش بالبكاء خائفاً وعيناه تبحث في وجوه المارّين عن ملامح أمه نكّس الرجل الأول رأسه فهذا الموقف يذكره بطفولته البآئسة وبكائه الحارق في صغره ويتمه - حتى غرقت عيناه بالدموع وغرق قلبه بالغيظ وغرق عن الوآقع وعلى الجانب الاخر ارتسمت ابتسامة على وجه الرجل الثاني .. فالشئ الذي سيعود لأجله أسرته التي تنتظره منذ سنتين ربما يكون ابني في نفس عمره .. هل تغيرت ملامحه هل نسيني سـ أعوضه عن غيابي .. وسـ أحرص على تعليمه في أفضل المدارس ووو .. وغرق في أحلامه وبينما هذا غارقا في الأحلام وذاك في الماضي والمارِّين مُتهربين منه لكي لا يتورطوا .. أتت الأم إلتقطت طفلها الباكي وألقت عليهم نظرات اللوم .. أنتهى الموقف أحياناً تمرُّ علينا مواقف بخياراتها اللا نهائية تشدنا من كل جانب .. فنتشتت وتضيع منا اللحظة .. نفقد التركيز على ماهو صواب ومهم الآن .. ونُمرر الحياة بشتى مواقفها بشكل جامد - دون معنى – في أعمالنا أياً كانت ~ نذهب كل يوم نفعل الشئ نفسه الذي فعلناه بالأمس وبطريقه روتينية مُتوقعة ، ثم نعود ونفقد لحظة لذة العطاء والإبتكار والمعرفة في المنزل ~ تمر اللحظات ونحن ننتظر قرار خروج أو انتظار وجبة ممسكين بأجهزتنا .. وتمر الاوقات بدون ان ندرك مدى أهميتها فنفقد لحظات الحب والدفء في العبادات ~ نفعلها كما هو مكتوب ومسموع بدون روحانية .. ننشغل عند أداءها بما فات أو ماهو آتٍ فنفقد لحظة الراحة ولذة الايمان يقول مصطفى محمود [ أريد لحظة انفعال ؛ لحظة حب ؛ لحظة دهشة ؛ لحظة اكتشاف ؛ لحظة معرفة ؛ أريد لحظة تجعل لحياتي معنى .. إنَّ حياتي من أجل أكل العيش لا معنى لها ، لأنها مجرد استمرار ] عندما نعيش ونعمل على هدف نبيل .. ونستجيب لما هو مهم الآن .. ونعيش اللحظة بمعناها عندها نكون اكثر قدرة على القيادة والإدارة والصداقة والحب واكثر قوة و ثقة للتعامل مع المواقف واكثر سعادة وراحة سيكون للحياه طعم جميل فـ .. لحظات الماضي ماهي إلاَّ خبرة لهذه اللحظة الحاضرة التي نبني بها لحظات مستقبلنا عش لحظتك في مهنتك .. عش لحظتك في إدارتك ستبدع عش لحظتك في صلاتك .. عش لحظتك في دعائك .. سترتاح عش لحظتك في أسرتك .. عش لحظتك في مجتمعك ستعطي استمتع باللحظة الحالية .. والرضى بالحاضر وما فيه من نعم واستمتع بعطائك بدون القلق على الماضي والمستقبل فالماضي ما هو إلا لتتعلم منه .. والمستقبل ماهو إلا بوصلة تريك اتجاهاتك ليس لنعيش فيهما ..! أعجبني سرد الكاتب سبنسر جونسون بـتوضيح كيفية استجابتك تعتمد على الهدف : [ * عندما أريد ان اكون اكثر نجاح واكثر سعادة .. يكون الوقت قد حان لأن تتواجد في اللحظة الحاضرة . * وعندما أريد ان يكون الحاضر أفضل من الماضي .. يكون الوقت قد حان لأن نتعلم من الماضي . * وعندما اريد ان يكون المستقبل افضل من الحاضر .. يكون الوقت حان لصنع المستقبل .] حرِّكْ لحظاتك الثلاثية " ماضي – حاضر – مستقبل " بطريقة واقعية وعقلانية ~ تستفيد منها بأبعادها الثلاثية دون ان تفقد معناها ~ |
|
|
|