| | | | عضويتي
» 2909 | جيت فيذا
» 14 - 2 - 2013 | آخر حضور
» 20 - 5 - 2022 (08:20 PM) |
فترةالاقامة »
4329يوم
|
المستوى » $76 [] |
النشاط اليومي » 3.92 | مواضيعي » 935 | الردود » 16032 | عددمشاركاتي » 16,967 | نقاطي التقييم » 587 |
ابحث عن » مواضيعي ❤
ردودي | تلقيت إعجاب » 12 | الاعجابات المرسلة » 32 |
الاقامه » بغداد |
حاليآ في » العراق | دولتي الحبيبه » | جنسي » | العمر »
...... سنة
| الحالة الاجتماعية »
مرتبط
|
التقييم
» | مشروبى المفضل » | الشوكولاته المفضله » | قناتك المفضلة » | ناديك المفضل » | سبارتي المفضله » | | | |
فن التعامل في ديننا الاسلامي
فن التعامل في ديننا الإسلامي فن التعامل في ديننا الإسلامي قال تعالى ( يا أيها الذين ءآمنوا اتقوا الله حق تقاته ولا تموتن إلا وأنتم مسلمون )سورة آل عمران .
و قال تعالى ( يا أيها الذين ءآمنوا اتقوا الله و قولوا قولاً سديدً * يصلح
لكم أعمالكم ويغفر لكم ذنوبكم ومن يطع الله ورسوله فقد فاز
فوزاً عظيماً )سورة الأحزاب . أما بعد....
فإن أصدق حديث كلام الله ، وخير الهدي هدي محمد صلى الله عليه وسلم ، وشر الأمور محدثاتها ، وكل محدثة بدعة وكل بدعة ضلالة
وكل ضلالة في النار . لا يستطيع الإنسان أن يعيش بمعزل عن بني جنسه في أي مكان كان و زمان ، بل الاحتياج لذلك قائم و مستمر
ما قامت الحياة , وتبع ذلك واجبات وحقوق تكفل حياة سليمة ومنسجمة تحفظ للجميع كرامته وتقضي لكل حاجته في صورة تكافلية
بينها القرآن الكريم وأظهرتها السنة النبوية .
و التعامل في مابين الناس تحكمه ضوابط شرعية و أعراف اجتماعية ، و الخلط معهم تظهر للمرء الكثير من أحوال من يحتك بهم ، كما أنها
أيضاً تعرفه بخفايا نفسه و مكوناتها .
ضعف الإنسان :
الإنسان مخلوق من خلق الله الكثير ، وضعيف و خلق من ضعف قال تعالى ( الله الذي خلقكم من ضعف ) سورة الروم.
وكلف بمسؤولية عظيمة في هذه الأرض لم يكلف بها غيره ومن هذه التكاليف كانت مرعاه هذا الضعف ، وكان له اعتبار عند المحاسبة
على أعمال لذلك وعده الله بالعفو و المغفرة ، وفتح له أبواب التوبة ولم ييئسه من رحمته وعفوه ومغفرته ، قال تعالى ( ربكم أعلم بما في
نفوسكم إن تكونوا صالحين فإنه كان للأولين غفوراً ) سورة الإسراء.
فالعبد يمكنه التقرب إلى الله عز وجل إذا اجتهد في ذلك و تحري السبيل
الأمثل ، ويكون التفاوت في هذا الاجتهاد والله جل شأنه هو الأعلم
بالإنسان و ما يحتمل من الأعباء قال تبارك وتعالى ( ألا يعلم من خلق وهو اللطيف الخبير ) سورة تبارك. فالإنسان ضعيف من عدة وجوه ، في
علمه وفي عمله و في جسده وفي نفسه و صمود أمام الغرائز و الشهوات.
وفي إرادته وتقلبه وضعف عزيمته ، و يجزع عند المصيبة ، ويغضب عند الحادثات ، ويرضى لكلمة ويحنق لأخرى .
العلاقات الإنسانية :
العلاقات التي تربط بين الناس فيما بينهم موصلة بما يحملون في ضمائرهم من أخلاق من أخلاق كريمة تقوى هذه العلاقات و تمدها
بأسباب الدوام ، فالحياة الطبية و الميسرة تتطلب بعض العلاقات التي لها طابع الاستمرارية و النماء إلي يحتاج إلى التعاون الذي يذكي
روح الجماعية وتغلب المصالح العامة ، مدفعاً بالإحساس تجاه الآخرين بالحب و الانتماء ، و لا يعدم مجتمع مهما كان من تبادل المنافع .
و المسلم إنسان حي في كل أموره بما من الله عليه من هداية ، و يتمتع بروح الجماعة التي تكلف له صحة التعايش من حوله في المجتمع
حيوي ينبض بالحياة الصالحة الهادئة ، من الجماعة ما يريد ، و بالمقابل لا بد له من العطاء ، و الجماعة يجد القوة تعينه في التغلب على
كثير من العقبات الطبيعية التي تعترض مسيرته.
محبة الخير :
قال الرسول صلى الله عليه وسلم :" لا يؤمن أحدكم حتى يحب لأخيه ما يحب لنفسه ". حديث صحيح. فا لكل يحب أن يعامله الآخرون
بالصدق في المعاملة ، و الاحترام و الأمانة و غفران الزلات ، و تقديم
المساعدة ، و أن يصيروا عليه و لا يريد أن يغتابه أحد أو يذكره بسوء
و أن يستروا عيوبه وأن ينصحوه برفق دون أن يحرجوه أمام الآخرين . فكل هذا وزيادة عليه قد ربطه الحديث الشريف بالإيمان الذي يشكل
الدافع الرئيس لكل خير وفضيلة ن والذي و الجماعة لسعادة الدارين ن وإن كان بذلك مشقة في الدار الدنيا ، فمتى ما وقر هذا الإيمان
في قلب ظهرت آثار الطيبة اليانعة على الحركات و السكنات قال الرسول صلى الله عليه وسلم : " فمن أحب أن يزحزح عن النار ويدخل
الجنة فلتأته منيته وهو يؤمن بالله و اليوم الآخر ، وليأت إلى الناس الذي
يحب أن يؤتي إليه ". و المرء لا يقلع عن العيب الذي فيه إلا
بعد معرفته ، وغالباً لا يعرفه إلا عندما يراه أو يرى ما بضاده في الآخرين .
إخوانك أعوانك :
بعض الصالحين يحدث منهم تجاوز في تعاملهم مع إخوانهم الطيبين أمثالهم ن ويرتكبون في حقهم بعض التجاوزات من تأخير في مواعيد
إنجاز أعمال و تقصير في أداء واجبات وكلمات عجلة غير موزونة ومن ثم لا يرون هذا أمراً ذا بال بعد أن يحيلوا ذلك إلى الأخوة و المحبة
في الله وأن أصحابهم يقدرون ولا يغضبون ويلتمسون الأعذار ويلاقون مثالهم هذه الهنات ( البسيطة ) بالعفو و الصفح ولا يحملون في
أنفسهم هماً ولا غلاً .
اختلاف الطباع و أساليب التعامل :
الناس منهم خلقة الله وهم مختلفو الطبائع و الرغبات و الميول ، روي مسلم عن أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم قال :
" الناس معادن كمعادن الفضة والذهب خيارهم في الجاهلية خيارهم في الإسلام إذا فقهوا ، و الأرواح جنود مجندة ، فما تعارف
منها ائتلف و من ما تناكر منها أختلف ". رواه مسلم . وقال أيضاً الرسول
الكريم صلى الله عليه وسلم : " إن الله خلق من آدم قبضة قبضها من
جميع الأرض ، فجاء بنوا آدم على قدر الأرض ، جاء منهم الأحمر و الأبيض و
الأسود و بين ذلك و السهل والحزن والخبث و الطيب ". حديث صحيح.
مصاعب النفوس :
الارتقاء بالنفس من مهمات هذا الدين و الأوضاع التي نحياها أو نسمع عنها هنا و هناك ما هي الإنتاج هذه النفس بما تحمله من قيم
وما يتبع ذلك من سلوك. و الإسلام يعتمد في إصلاحه العام على تهذيب النفس الإنسانية قبل كل شيء ، فا لإصلاحه النفسي فيه صيانة
الحياة و سعادة الأحياء ، و النفس فيها الفطر الطيبة التي تهفو إلى الخير و
تسر بفعله و تألم للشر و تحزن عند ارتكابه ، وفيها مع ذلك نزاعات
طائشة تنحرف بها عن سواء السبيل و تزين لها ما يعود عليها بالضرر ، قال
تعالى ( و نفس و ما سواها * فألهمها فجورها و تقواها * قد أفلح
من زكاها * و قد خاب من دساها *).سورة الشمس . بها و بعض الناس يعرف عنهم صفات معنية انصبغوا بها ، وإذا حاولوا التملص منها
واجهوا كثيراً من الحرج و الصعوبة ، مع علمهم بمساوئهم و الحاجة إلى تركها ، للخلاص منها ، وكما ترى في نفسك مشقة أن تترك ما
تعودت عليه فكذلك غيرك ، فمن طلب منهم خلاف صفاتهم تلك لم يظفر بشيء كبير ن وما عليه غلا أن يعيد ومن ثم العمل على الأخذ
بأيديهم بما لا ينفر نفوسهم رويداً..ويداً حتى تنصلح حالهم .
كما يمكن استغلال بعض الصفات الراسخة في النفوس في الكثير من الأمور التي ينتج منها الخير الكثير و التي لا يستطيع أحد أن يؤذيها
كما يفعل صاحب تلك الصفات ن فلكل واحد طباع تهيئه للقيام بعمل مجد بعد تحرير بسيط و حسن تعامل . الغالب الأعظم من الناس حولنا
تحكهم العواطف و الغرائز . فترى أحدهم كثير الاهتمام فيما ينجيه و لا يلتفت إلى أثر ذلك على الآخرين ، فيجد به المسلك إلى ما لا
يستقيم من أمر . و إظهار الحقيقة أو بيان الأخطاء يسبب الصدمات إذا لم يحسن
تقديمها بما يلائم الحالة . و الانتقاد يحركهم أحياناً إلى
الأسوأ و المغالبة في التبرير و إظهار الكمال . بل و أحياناً رد الانتقاد
على قائلة وإظهار معايبه من باب التشفي و تغطية العيوب بإبراز
تقصير الآخرين . و البعض يطلب من غيره تبيين أخطائه له و نصحه ، و أن لا يشعروا بغضاضة في ذلك ، و أن هذا من الواجب بين المرء
و أخوته ، ولكن حين يواجه بما يعيبه ينقلب مهاجماً و معترضاً و مبرراً. فهلا تركنا الانتقاد اللاذع المنفر إلى توجيه من طرف جميل
يحفظ للصاحب مكانته و يدفعه أن يصلح من شأنه ، و إن كان بطريقة بطيئة ، فالأهم أن تكون مجدية .
إذاً يلخص أساليب التعامل مع الناس :بهذه النقاط:
في هذا العنصر أتطرق إلى بعض القضايا التي يحبها الناس وبعض القضايا التي يكرهونها, وتؤثر فيهم سلباً و إيجاباً وهذه الأساليب
تجارب ناجحةٌ, لأن قدوتنا فيها هو نبينا عليه أفضل الصلاة والسلام . وهذه الأساليب لها شواهد من السنة ومن الواقع المُجرَّبه
أذكر منها مايناسب, فمنها:
1ـ الناس يكرهون النصيحة في العلن :
لا يختلف اثنان في أن النصيحة في العلن يكرهها الناس, لأن كل الناس يكرهون أن تبرز عيوبهم أمام غيرهم, كل الناس مسلمهم وكافرهم.
ولكن أخذ الفرد ونصحه على انفراد أدعى للقبول وأدعى لفهم المسألة .
2ـ لا تكثر ألوم :
الناس يكرهون من يؤنب ويوبّخ في غير محل التأنيب ومن غير تأنٍ ودون السؤال والاستفسار, بل من الخطأ أن يتمادى الإنسان في
التأنيب بعد أن يعتذر صاحبه ومن يتحدث معه فالناس جميعاً ومنهم نحن عاطفيون أولاً, ثم أصحاب منطقٍ وعقولٍ في الدرجة الثانية .
إن لنا نفوساً ذات مشاعر وأهواء, وهي تريد من الآخرين أن يحترموها كما هي. فلماذا تحاول مناقضة نفوس الآخرين, بينما تعرف أن نفوسنا
من نفس النوع ؟ إن اللوم والتأنيب مُرُّ المذاق ثقيلٌ على النفس البشرية فحاول تجنبه حتى تكسب حُبَّ غيرك.
3ـ اعترف بخطئك أن أخطاة:
إن الاعتراف بالخطأ يزيل التحامل الذي يمكن أن يتولد في صدر الخصم أولاً, ومن ثم يخفف أثر الخطأ ثانياً...فحين ترى أنك على خطأٍ اعمد
إلى التسليم به, وهو كفيلٌ بأن يجعل الخصم يقف منك موقف الرحيم السريع العفو, وعلى العكس من ذلك إذا أصررت على الدفاع عن
خطئك. وقديماً قيل :"المقر بذنبه كمن لا ذنب له".
4ـ إيَّاك والأنانية:
الناس يكرهون دائماً من ينسب الفضل لنفسه, فإذا حدث إخفاقٌ ألقى بالتبعة على الآخرين وإذا حدث نجاحٌ نسبه لنفسه.جاء في
بحثٍ إحصائيٍ قامت به مصلحة التليفونات في نيويورك: أنَّ كلمة (أنا) هي أكثر كلمةٍ ترِّن بها أسلاك شبكتها التليفونية. ومعنى ذلك
أن اهتمام الناس كُلٌّ بنفسه, هو الصفة المسيطرة على البشر, فإذا كنت تهتم بنفسك أولاً, ولا تحاول اجتذاب الآخرين بالاهتمام بهم,
فكيف تنتظر منهم أن يهتموا بك إذن؟.
5ـ لا تُركِّز على السلبيات دون الحسنات:
خذ مثالاً: علاقة المرأة المسلمة بزوجها المسلم, والتي يمكن أن يُعممَ مغزاها في كل قضايا التعامل، يقول صلى الله عليه وسلم :
"لا يَفْرَكْ مؤمنٌ مؤمنةً إن كره منها خلقاً رضي منها آخر" . فما أحدٌ
يسلم من العيوب فلا زوجة بلا عيوب, ولا صديق بلا عيوب, ولا رئيس ولا
مرؤوس, يقول سعيد بن المسيب:"ليس من شريفٍ ولا عالمٍ ولا ذي فضلٍ إلا فيه عيب, ولكن من الناس من لاينبغي أن تُذكر عيوبه "
فمن كان فضله أكثر من نقصه ذهب نقصه لفضله, ولا تذكر عيوب أهل الفضل تقديراً لهم،.وكم من الناس ننقدهم فإذا رأينا غيرهم حمدناهم.
6ـ حاول التجاوز العثرات و نسيانها:
الناس يبغضون من لاينسى زلاتهم ولايزال يُذَكِّر بها ويمُنّ على من عفا
عنه, فالناس يكرهون ذلك الإنسان الذي يُذَكِّرُ الناس بأخطائهم
ويعيدها عليهم مرةً بعد مرةٍ. والله عز وجل يقول:"والعافين عن الناس". ويقول الرسول صلى الله عليه وسلم :"من ستر مسلماً ستره
الله في الدنيا والآخرة" فالذي يذكر ويعيد الخطأ يكره الناس الاجتماع به والارتياح إليه .
7ـ احذر من النقد المباشر:
الانتقاد لا يحتاج إلى موهبةٍ خاصةٍ أو بذل نشاطٍ كبيرٍ, ففي وسع أي أحمقٍ
أن يُشنِّع على رجلٍ ذي عبقرية وتميزٍ وأن يتهمه ويسخر منه.
دعنا نحاول أن نفهم الأخرين ونتلمس لهم الأعذار حين تقصيرهم فهذا أمتع من النقد المباشر. فطبيعة البشر تأبى ذلك. نعم, قد ينفذ الشخص
المنتقد المطلوب منه ولو كان الأسلوب مباشر وبنقدٍ حادٍ, ولكن لو كانت
الطريقة ألطف كان ذلك أدعى للقبول. ولنا في رسول الله صلى الله
عليه وسلم أسوةً حسنةً, ومن ذلك ما ورد في قصة القوم الفقراء والذين جاؤوا وكانوا كلهم من مُضَر, وتأثر الرسول صلى الله عليه وسلم
لما لهم من الفقر فقام وخطب الناس, ثم قال:"تصدق رجلٌ من ديناره, من درهمه, من ثوبه, من صاع تمره". ولم يقل تصدقوا ولم يعاتبهم على
عدم الصدقة, فانظر النتيجة: جاء رجلٌ من الأنصار بِصُرّة كادت تعجز يده عن
حملها , بل عجزت, وقدمها للرسول صلى الله عليه وسلم فاستهل
وجهه وقام الناس وتصدقوا فأصبح عنده كومة من الصدقات ,وفرح الرسول صلى الله عليه وسلم فقال :" من سَنَّ في الإسلام سُنةً حسنةً ..."
الحديث. وهكذا . فاحذر من النقد المباشر الذي لا تكسب منه سوى إيغار الصدور .
8ـ الفت النظر إلى الأخطاء تلميحاً وبكُلِّ لباقةٍ:
أنت وأنا والناس جميعا يكرهون أن ينتقدهم غيرهم إلا أننا جميعاً كثيراً ما
نفعل أفعالاً تستدعي الانتقاد , فإذا وددت انتقاد الغير وكان هناك
موجبٌ حقيقيٌ لذلك ,فكيف نفعل ؟.
لنا في رسول الله صلى الله عليه وسلم وسلم قدوةً حسنةً, حينما قال لعبدالله بن عمر رضي الله عنه :"نعم الرجل عبد الله لو كان يقوم
من الليل " فنجد أن الرسول صلى الله عليه وسلم عالج الخطأ بكل لباقةٍ بل وقدم المدح والثناء قبل لفت النظر إلى الخطأ.
إن المقصود بالانتقاد والتوجيه هو إصلاح الغير مع ضمان عدم إثارة البغضاء
في قلبه, ولهذا كان على المنتقد أن يلجأ إلى التلميح بما يراه
ناقصاً, ولكن من طرفٍ خفيٍ.
9ـ تكلَّم عن أخطائك أولاً, وقدٍّم اقتراحات مهذبة:
إن افعل هذا، ولا تفعل ذاك لا تعطي نتيجةً طيبةً كقولك : (أليس من الأفضل
أن تفعل هذا ؟) أو (أليس من الأفضل أن لا تفعل ذاك ؟) ذلك أن
الأمر الجازم صعبٌ على النفس أن تتقبله, وحتى لو تقبله الرجل الذي توجه
إليه الأمر فإن توجيهك ذلك له يُبقي في نفسه جرحاً غائراً يطول
قبل أن يندمل , أما الاقتراح (المهذب) فهو مستساغٌ لا يشعر المرء تجاهه بغضاضةٍ فينفذه راضياً محتفظا بعزته وتقدير نفسه.
قبل بضع سنوات, قرَّرَ مجلس إدارة شركة (جنرال إلكتريك) إقالة رئيس قسم
الحسابات في الشركة وكان مهندساً كهربائياً عبقرياً طالما انتفعت
به الشركة, لكنه لم ينجح في إدارة قسم الحسابات أيَّ نجاحٍ, وكانت الشركة
تقدر للرجل فضله لكن تود كفَّ يده عن قسمٍ حيويٍّ فيها, فكيف تبلغه ذلك؟.
لقد اخترعت له منصب " المهندس المستشار للشركة " وجعلته عليه ثم سلمت إدارة
القسم لشخصٍ آخر... فحاول دائماً أن تحفظ ماء وجه الآخرين.
10ـ لا تعامل الناس باستعلاء:
الناس يكرهون من يعاملهم باحتقارٍ و استعلاءٍ مهما كان هذا الإنسان. روى هارون بن عبد الله الجمال, فقال: ( جاءني أحمد بن حنبل
بالليل ـ انظروا كيف يكون التصرف يريد أن يصحح خطأً! ـ، فدقَّ علي الباب، فقلت: من هذا ؟ فقال: أنا أحمد، ـ لم يقل: الشيخ أحمد ـ
فبادرت وخرجت إليه فمساني و مسِّيته. فقلت: حاجة أبي عبد الله ؟ ( أي: ما
حاجتك ؟), قال: شغلت اليوم قلبي. فقلت: بماذا يا أبا عبد الله ؟
, قال: جُزتُ عليك اليوم وأنت قاعدٌ تُحدِّث الناس في الفيء (الظل) والناس
في الشمس بأيديهم الأقلام والدفاتر. لا تفعل مرة أخرى، إذا قعدت
فاقعد مع الناس). انظر كيف كانت النصيحة والذي يرويها ليس الإمام وإنما ذلكم الشخص المتأثر بالنصيحة!.
11ـ احترم آراء الآخرين، ولا تقُل لأحدٍ: أنت مخطئ:
حين تبدأ كلامك مع رجلٍ بأن تقول له: (( أنت مخطئ )) أو(( اسمع يا هذا:
سأثبت بطلان ما تقول))، أو باللهجة العامية: ((ما عندك سالفة )),
أتدري أنك في تلك اللحظة تعني: أنك أيها الرجل تعوزك براعتي و ينقصك ذكائي،
قف أمامي ذليلاً لكي أدلك على الطريق الذي بلغه ذهني المتوقد
وحكمتي الأصيلة؟ هذا هو المعنى بالضبط... فهل تقبل بأن يوجه إليك أحدٌ مثل
هذا القول ؟ كلا طبعاً . إذن, فلماذا توجهه إلى الآخرين ؟ .
12ـ الناس يحبون من يُصحح أخطائهم دون جرح مشاعرهم:
ويُضربُ مثلٌ في ذلك في أحد الكتب: أن شخصاً ألقى خطاباً ( محاضرةً ) في
عددٍ كبيرٍ، ولكنها كانت طويلةٌ وفيها تفصيلٌ، فملّ الناس, ولما عاد
المحاضر إلى منزله سأل زوجته, فقال: ما رأيكِ في المحاضرة ؟ قالت: هذا الموضوع يصلح مقالةً رصيفةً في مجلةٍ علميةٍ متخصصةٍ. وقد فهم
المحاضر من كلام زوجته أن الموضوع لا يصلح للمحاضرة . فإياك وقول: أنت لا تصلح لكذا ، أو أنت تصلح لغير ذلك .
13ـ اكسب الجدال بأن تتجنبه:
جاء في الحديث الصحيح: (( أنا زعيمٌ ببيتٍ في ربض الجنة لمن ترك المراء ولو
كان محقاً(( .إن حُبَّ الظهور في معظم الأحيان هو الدافع الأول
إلى المجادلة, فأنت تود أن تعرض سعة اطلاعك وحُسن تنقيبك في الموضوع المطروح للجدال, ومثل هذا يُحسِّسُ الرجل الآخر الذي تجادله
فإذا قهرته بمنطقك السليم وفزت عليه، فإنه لن يعتبر ذلك إلا إهانةً منك،
وجرحاً لكرامته، وهو قلّما يغفر لك ذلك. بهذا تكون قد اشتريت خصومته
دون نفعٍ يصيبك من الشراء.
14ـ ابدِ للناس اهتمامك بهم أكثر من اهتمامك بنفسك:
الناس يحبون ذلك الإنسان الذي يهتم بهم، وبما يفكرون، وما الذي يشغل بالهم وحينما يتحدثون ينصت إلى حديثهم وينظر إليهم
ويلخص ما يقولون ويناقشهم فيه.
15ـ كُن في حاجة الناس: (مثاله: الشيخ ابن باز ـ رحمه الله )
إن الناس يُقدِّرون من يسعى في حاجتهم ويشفع لهم, والرسول صلى الله عليه وسلم يقول : ( أحب الناس إلى الله عز وجل أنفعهم للناس،
وأحب الأعمال إلى الله سرورٌ تدخله على مسلمٍ ، تكشف عنه كرباً ، أو تقضي عنه ديناً ، أو تطرد عنه جوعاً ، ولو أن تمشي مع أخيك في
حاجته أحبُّ إليَّ من أن تعتكف شهراً). ولو أدرك العامل والموظف عظم هذا الحديث لأنهى المعاملات في وقتها.
16ـ قدِّم خدماتٍ للآخرين قبل أن يأمروك:
إن الناس يشيرون بالبنان لمن يعمل ويخدم ويقدم للآخرين لأنه يأسر قلوبهم بفعله, ويكفينا في ذلك قول النبي صلى الله عليه وسلم :
( وعليَّ جمع الحطب ).
17ـ نادِ الناس بأحب أسمائهم, وتعرَّف على أنسابهم:
كان صلى الله عليه وسلم ينادي الناس بأحب أسمائهم, حتى الأطفال الصغار كان يكنيهم أحياناً ( يا أبا عمير ما فعل النغير ؟) وأبو عمير
طفلٌ صغير .
18ـ أخلق في الآخر رغبةً جامحةً في أن يفعل ما تريد منه:
وهي أن تشعر الإنسان بمحبة الأمر حين تعطيه إياه وكان ذلك هو دأب الرسول صلى الله عليه وسلم فكان يشوق الناس لما يأمرهم به, فلما
أراد أن يُسيّر جيشاً قال: ( لأعطين الراية غداً رجلاً يحبه الله ورسوله( فسار كلُّ فردٍ يتمنى ذلك.
إذا أراد إنسانٌ أن يصرف شخصاً عن طبع سيئ مثلاً فمن الخطأ أن يقف موقف المرشد الناصح في الوعظ، فتِّش عن رغبةٍ يود هذا الشخص
بلوغها ثم اربط تلك الغاية بالإقلاع عن هذا الطبع السيئ, وستجده ينصرف عنه
فعلاً؛ طمعاً في الوصول إلى الغاية لا تأثراً بصواب رأيك ابتداءاً.
(ولا يُفهم من هذا التقليل من شأن الوعظ).
19ـ البراعة في الحديث:
إن الناس لا يريدون منك أن تتحدث عن تجاربك وخبراتك,فلهم خبرات أيضاً,وخير مُحدِّثٍ هو من يستمع بشغفٍ إلى الآخرين، اسأل مقابلك
سؤالاً ودعه يتحدث في تخصصه، بذلك يشعر بالامتنان لك وتظفر بصداقته سريعاً، إذا أتحتَ له فرصة التحدث عن تجاربه وظللت مصغياً له
باهتمامٍ، إن الاستماع المشغف هو أعلى ضروب الثناء الذي يمكن أن تضفيه على محدثك فالناس يحبون من يفتح لهم المجال
لتحقيق ذواتهم .
20ـ قدّر غيرك تفز بتقديره لك:
إن التقدير من الغير غذاءٌ للنفس كما هو الطعام للجسد، بل إن النفس أرهف حساسيةً وأحلُّ شأناً؛ قد يصوم المرء وينقطع عن الطعام
والشراب، أما عن حاجته إلى تقدير الغير له فلن يستطيع. إذاً... لماذا لا
ندع الآخرين يختزنون في ذاكرتهم أنغاماً حلوةً وكلماتٍ محببةٍ
عن تقديرنا لهم وشعورنا بأهميتهم ؟ .
21ـ تكلم فيما تظن أنه يسر محدثك:
إذا أردت إدخال السرور إلى قلوب الناس حدِّثهم فيما تظنهم يودون الاستماع
إليه أولاً، وبذلك تستدرجهم إلى التحدث, والحديث الشيِّق اللذيذ
فتصغي إليهم بشغف، ويعتبرونك محدثاً بارعاً تستطيع جلب مسرتهم.
22ـ امتدح الناس فيما يجيدونه:
اختر شيئاً جميلاً فيهم وحدثهم عنه ولن تُعدمَ ذلك الشيء الجميل. فالناس
يختلفون ويتفاوتون، ولكنه لا يمكن إلا أن تجد شيئاً جميلاً في كل
فردٍ منهم, فالناس يحبون أن تمدح الناحية الجميلة فيهم.
23ـ الناس يحبون الشكر والتشجيع:
وإن كان الأصل في المسلم أنه يعمل العمل ابتغاء رضا الله ولا ينتظر شكر الناس، ولكن ذلك طبعٌ في البشر وذلك لا بأس منه شرعاً.
روى أحمد والترمذي: (( من لم يشكر الناس لا يشكره الله)) .وكذلك قوله صلى
الله عليه وسلم : ( اللهم لا عيش إلا عيش الآخرة ، فأكرم الأنصار
والمهاجرة)) .وكذلك حديث: (( من صنع إليكم معروفاً فكافئوه... )) الحديث.
24ـ ابتسم للناس, يبتسمون لك :
إن قسمات الوجه خيرُ معبِّرٍ عن مشاعر صاحبه, فالوجه الصبوح ذو الابتسامة
الطبيعية الصادقة خير وسيلةٍ لكسب الصداقة والتعاون مع الآخرين
قال صلى الله عليه وسلم في الحث على البشر والتلاطف: (( تبسمك في وجه أخيك لك صدقة)).
25ـ تهادوا تحابوا:
الهدية قد تكون بسيطةً جداً في قيمتها ولكنها تُدخل سروراً وتُظهر مدى الاهتمامِ بالمهدى إليه, ففي حديث أبي هريرة رضي الله عنه عن
المصطفى صلى الله عليه وسلم : (تهادوا تحابوا)) .
26ـ دع الغير يظنُ أن الفكرة هي فكرته:
إذا أردت أن تكسب روح التعاون عند الآخرين فاجعل الشخص الآخر يحس أن الفكرة هي فكرته ؛ فالرجل العاقل إذا أراد أن بتصدر الناس جعل
نَفْسَه خلفهم .
27ـ تفهَّم عواطف الآخرين، واستثر عواطفهم النبيلة:
كما أن لك عاطفة تسوقك في كثيرٍ من الأحيان إلى اتخاذ موقفٍ معينٍ، أو تبني رأيٍ خاصٍ, فإن للآخرين عواطف أيضاً، وكما يسرك بأن
يراعي الآخرين عاطفتك، فإنهم يسرهم أن تراعي عواطفهم بنفس المقدار.
مهما بدا الناس عتاةً قساةَ القلوب أو لامنطقيين، فإن طبيعتهم الإنسانية هي التي تسود آخر الأمر، إنهم ضعفاء، إنهم يطلبون التعاطف
معهم بل والعطف عليهم فإذا قلت لمحدثك:إني لا أوجه إليك اللومَ، إذ إنني سأفعل مثل ما فعلت، لو كنتُ مكانك. فإن هذا كفيلٌ بضمان
انجذابه إلى جانبك، واستلالِ كل حقدٍ أو تصورٍ كان من الممكن أن ينشأ بينكما، إذا كنتما مختلفين على أمرٍ من الأمور.
إن استثارة العواطف النبيلة في قلوب الآخرين طريقةٌ ناجحةٌ تماماً في كسب الناس إلى وجهة نظرك، كما أنها لن تؤدي إلى مضرَّةٍ
لو قُدِّر لها الفشل.
28ـ تقدير عواطف الآخرين وعدم جرح مشاعرهم:
(روى ابن إسحاق عن ابن عباس: رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال لأصحابه: ( إني قد عرفت أن رجالاً من بني هاشم
وغيرهم قد أُخرجوا كرهاً لا حاجة لهم بقتالنا فمن لقي أحداً من بني هاشم فلا يقتله، ومن لقي أبا البَخْتَريّ بن هشام فلا يقتله ومن
لقي العباس بن عبدالمطلب فلا يقتله فإنه إنما أخرج مستكرهاً). فقال أبو
حذيفة بن عتبة: أنقتل آبائنا وأبناءنا وإخواننا وعشيرتنا ونترك
العباس, والله لأن لقيته لألحمنه أو لألجمنه بالسيف. فبلغت رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال لعمر بن الخطاب: يا أبا حفص أيضرب
وجه عمِّ رسول الله بالسيف, فقال عمر: يا رسول الله دعني فلأضرب عنقة بالسيف فوالله لقد نافق.
فكان أبو حذيفة يقول:ما أنا بآمنٍ من تلك الكلمة التي قلت يومئذٍ ولا أزال
منها خائفاً. إلا أن تكفرها عني الشهادة، فقتل يوم اليمامة
شهيداً. (الرحيق المختوم ص: 246
29ـ التشجيع يسر الآخرين:
في روايةٍ أن سعد بن معاذ رضي الله عنه قال لرسول الله صلى الله عليه وسلم : (لعلك تخشى أن تكون الأنصار ترى حقاً عليها ألا تنصرك
إلا في ديارهم, وإني أقول عن الأنصار وأجيب عنهم, فأضعن حيث شئت ، وصِل حبل من شئت ، واقطع حبل من شئت ، وخُذ من أموالنا
ما شئت واعطنا ما شئت, وما أخذت منا كان أحبَّ إلينا مما تركت, وما أمرت
فيه من أمرٍ فأمرنا تبعٌ لأمرك, فوالله لئن سرت حتى تبلغ البَركَ من
غمدان لنسيرنّ معك, و والله لئن استعرضت بنا هذا البحر فخضته لخضناه معك). فسُرَّ رسول الله صلى الله عليه وسلم بقول سعدٍ ونشطّه
ذلك, ثم قال : سيروا و أبشروا فإن الله تعالى قد وعدني إحدى الطائفتين) . (الرحيق المختوم ص:232).
* هذا والله أعلم وصلى الله وسلم على نبينا محمدٍ وعلى آله وصحبه والتابعين |
|
|
|
| |