خمس عشرة وصية مع بداية العام الهجري الجديد
1- طول العمر نعمة لا تُقدّر بثمن ، فكم من حبيب واريته الثرى ، وكم قريب دفنته البِلى ، فزادك الله بعدهم عمراً ، وأمدك بالحياة ، فاقدر هذه النعمة حق قدرها ، واغتنمه بما ينفعك .
2- احمد الله على نعمة الإسلام ، فبها النجاة من النّار ودخول الجنّة ، فكم من سكّان الأرض من يسجد لبقرة ، ومن يدعو حجرة ، وأنت تسجد للواحد الصمد .
3- اغتنم زيادة العمر واعمل على تقوية إيمانك ، فليس مثل الإيمان منزلة عند الله ، والنّاس تتفاوت منازلهم عند ربهم بالإيمان والعمل الصالح ؛ فاعقد العزم على أداء فرائض الله ، وأتبعها بالسنن ، فزيادة العمر مهلة تزداد بها الحجة عليك إن لم تُطع فيه ربك .
4- غيّر كل طبع تكرهه من نفسك كسوء خلق ، وفظاظة قول ، وسوء عشرة ( وكن هيّناً ليّناً سهلاً ) فهؤلاء هم أهل الجنّة .
حسّن معاشرتك للنّاس ، فأنتَ بالنّاس مادمت تعيش بينهم ؛ فجامل ، وتبسّم ، ولطّف منطقك ، واعف ، وتغافل ..تعش أطيب حياة
5- كن مغتنماً لزمانك ولا يضيعُ عليك سبهللا ، فما خسر المرء شيئاً كخسارة الوقت ، ولا أتقن العبد أمراً كإتقانه إدارة الزمان .
6- وازن بين الحقوق فهناك حقٌ لربك ، وحقٌ لوالديك ، وحقٌ لولدك ، وحقٌ لنفسك ..فأعط كل ذي حق حقه .
7- احرص على زيادة العلم - فما رُفع أحدٌ بمثل العلم - فكن طالباً له ، كثير القراءة ، تشارك الأذكياء بعقولهم ، وتكسب خبرات صفوة الخلق ، واجتهد أن تضيف شيئاً في عامك ، وارتق في أهدافك ، وأعلى الأهداف ماقرّبك إلى ربك ، وأعلى منزلتك ، وزكت به نفسُك .
8- روّح عن نفسك بالمباح ، فالترويح سبيل للجِدِّ بعده ، وإذا روّحت عن ووالديك وولدك وصديقك فاحتسب ذلك عند الله ليكون لك طاعة .
9- اجتهد أن تكون لك كل خبيئة عمل صالح لا يعلم به أحدٌ إلا الله ، واكتم حسناتك كما تكتم سيئاتك ، ولا تظهرها إلا في حال المصلحة الراجحة ، وأنسب الفضل لأهله .
10- لا يكن عامك الحالي كعامك السابق ( فأنتَ في عام جديد ، فأضف إليه جديداً ) وزيادة العمر يعني نقصانه ، فليكن كل يوم جديد بالنسبة لك فرصة للتزوّد من الخيرات ، فلن ترحل من الدنيا بمثل الحسنات والباقيات الصالحات .
11- واقعك الإجتماعي لابد من النظر فيه ، فإن كنتَ مقصراً في صلة رحمك ، أو حقوق جارك فاجتهد أن تصلحه ، فالصلة بركتها في الدارين ، وحُسن الجوار طيب في الحياة وأحدوثة جميلة عنك بعد الممات .
12- كن جاداً في التعامل مع وسائل التواصل ، فلا يختلف اثنان أنّها اصبحت السارق الأعظم للوقت ، والمضيّع الأكبر لكثير من فرص الخير من طلب علم وقراءة قرآن بل زاحمت واجبات كثيرة كبِّر الوالدين ، ورعاية حق زوج وولد ، فتعامل معها بجدية وانضباط لئلا تكون سبباً لضياع زمانك وتفريطك بواجباتك .
13- لا يحمل قلبك كل يوم إلا التفائل الحسن ، والظنّ الجميل بربه ، فالله كريم لطيف رحيم ، سيحقق الله لك الأماني ، وسترى ما تُحب ولئن تأخرتْ قليلاً فإنّك لا تدري ما هو الأصلح لك .
ولئن أصابك ضر فما بعده خير ، ولئن غشيك مكروه فأيقن أنّ العاقبة أجمل .
14- ابتعد عن اليأس في حياتك ، فمهما فشلت في مشاريع ، فأمامك الفرص قائمة ، لن تنتهي الدنيا بفقدان زوج ، أو فشل في دراسة ، أو خسارة تجارة ..
لا زالت فرص النجاح تملأ حياتك ، وماعليك إلا الإستفادة من تجاربك وتصحيح الأخطاء ، والعزيمة على تحقيق مرادك ، واستعن بالله ولا تعجز .
15- في كل حوائجك ، وفي كل أمر من أمورك كن كثير اللجوء إلى الله ، عظيم الاضطرار له ( وهذه الوصية جامعة ومهيمنة على جميع ماقبلها من الوصايا ) فكن أفقر الخلق لربك ، وأحوجهم لمولاك ، وأصدقهم طلباً ، وأحسنهم ظناً به ، وأبشر بعطايا لا تتخيلها .
وفقك الله ، ورضي عنك ، وجعل مابقي من عمرك خير لك ممّا مضى ، وأبعد عنّا وعنك كل شر ، وختم لنا ولك بخير .
وعام سعيد وعمر مديد بعطايا الرحمن .