إعتراف الطفل بخطئه والإعتذار عنه ليس سهلاً علي الكثير من الكبار ويبدو أحياناً أصعب بالنسبة للأطفال الصغار فقد يرتكب الطفل الأخطاء وهو يعتقد أنه يفعل الصواب وثقافة الإعتذار تكمن في كلمتين «أنا آسف» وقبل أن تطلبي من طفلك الإعتذار عليك أن تتأكدي من أنه يدرك الفرق بين الصواب والخطأ أولاً ولمعرفة كيف تشجعين طفلك علي الإعتراف بخطئه؟ الإجابة في السطور التالية..
يقول الدكتور فوزى عبدالرحمن أستاذ علم الإجتماع بجامعة عين شمس: إنه من الضرورى الاستماع إلى الطفل فى البداية عندما يعترف بخطئه ونعطيه الوقت ليفسر سبب خطئه ولا نشعره بالخوف كى نشجعه على الإعتراف والمصارحة بما حدث فعلاً بل ونعلمه الطريقة الصحيحة للتصرف .
lكما أن قول الحقيقة والصراحة يساعد على بناء شخصية شجاعة قادرة على تحمل المسئولية والمواجهة وتحمل أخطائها والقدرة على إصلاحها كما يساعد الآباء على معرفة المشاكل التى قد تواجه الطفل مبكراً وبذلك يستطيعون مساعدته بسرعة قبل تفاقم المشكلة فإعتراف الطفل بخطئه عادة صحية لابد من تشجيعه عليها خاصة إننا نجد الكثير من الأطفال يلجأون إلى عدم الإعتراف بالخطأ ويكذبون خوفاً من العقاب لذلك إذا رغبنا فى عقاب الطفل فينصح بعدم التجهم فى وجه الطفل أو الغضب المبالغ فيه وعدم زرع الخوف فى نفسه.l وشرح الخطأ للطفل وكيفية عدم الوقوع فيه مرة أخرى إذا كان الخطأ لا يستحق العقاب.
وإذا كان يستحق العقاب فلابد أن يكون العقاب هادفاً وليس مهيناً أو مسيئاً لكرامته أو مؤلماً له فمثلاً إذا كسر كوب ماء يمكن شراء كوب بديل من مصروفه.
ويضيف الدكتور عبدالمنعم شحاته أستاذ علم النفس التربوى بجامعة المنوفية قائلاً: بأن يكون للأهل قواعد ثابتة للخطاأ والصواب وعلى الوالدين معرفة أن للطفل قدرات محدودة وأنه مازال فى مرحلة التعلم لذلك بحق له إرتكاب بعض الأخطاء نظراً لصغر سنه وإعتقاده بأنه يفعل الصواب ويصعب عليه الإعتراف بخطئه والإعتذار.
ولكى يعرف طفلك الفرق بين ما هو صواب ينبغى فعله وما هو خطأ يجب تجنبه لابد من وضع قواعد للطفل يعرف عن طريقها الحدود التى يجب ألا يتعداها مثل عدم إستخدامه للكلمات النابية فى حديثى مع الأخرين وعدم الكذب وعدم ضرب أشقائه والقاعدة الأهم التى يجب أن يتعلمها طفلك أنه يجب أن يعامل الأخرين مثلما يحب أن يعامل وعندما يتخطى طفلك الحدود سيعرف أنه أخطأ وبالتالى سيجد أنه لا مفر من أن يقول «أنا آسف».
إغرسى فى طفلك فيمة الإعتراف بالخطأ مهما كانت العواقب ويجب أن نشعره بأننا نقدرها فعل ومناقشته.
وأفضل طريقة لتشجيع طفلك على الإعتراف بخطئه أن تكونى قدوة له فى الإعتذار وذلك بإظهار السلوك نفسه فعندما يخطئ الأخرون ويعتذرون فهذا يعلم الطفل أن الجميع يخطئون وأن عليهم الإعتذار طالما هناك خطأ؛ فعندما تتأخرين على إعادة طفلك من المدرسة وتقولين له «آسفة» أو تعتذرين عن فقدان أعصابك أمامه سيقوم بتقليدك فى المستقب
ويوضح الدكتور أحمد منصور أستاذ تربية الطفل بجامعة القاهرة أنه فى بعض الأحيان يحتاج الطفل الغاضب إلى بعض الهدوء فامنحيه بعض الوقت حتى تهدأ مشاعر الإستياء لديه ثم إطلبى منه الاعتذار ولا تطلبى منه الإعتذار عن كل شى يفعله بصورة خاطئة وتجاهلى الأخطاء الصغيرة التى تتم بدون قصد وإذا كانت شخصيته عنيدة ويرفض الإعتذار إبدئى فى تدريبه عليه بأشكال أخرى مثل تقديم لافتة أو صورة أو وردة وإستخدمى القصص ومواقف الحياة اليومية فى تعليم طفلك ثقافة الإعتذار.
وعندما ينتقل الطفل إلى مرحلة المراهقة يواجه عدة تحديات سلوكية فى حياته منها الإغتراب والتمرد فالمراهق يشكو من أن والديه لايفمانه وبالتالى تظهر لديه سلوكيات التمرد والمكابرة والعناد والتعصب والعدوانية كما أنه غالباً يرفض الإعتذار لأنه يريد أن يستقل بذاته ويعتمد على نفسه ويرفض أى نوع من النصح أو التوجيه لذلك على الوالدين إشراك المراهق فى المناقشات العلمية المنظمة التى تتناول علاج مشكلاته وتعويده على طرح مشكلاته ومناقشتها مع الكبار فى ثقة وصراحة.
ويوصى بأهمية تشجيعه على الإشتراك فى الأنشطة الرياضية والقيام بالرحلات والإشتراك فى المشروعات التطوعية