التهاب غشاء التامور (Pericarditis) هو تورم وتهيج يصيب غلاف القلب، وهو عبارة عن غشاء رقيق يشبه الكيس
يحيط بالقلب. وغالبًا ما يسبب الالتهاب ألمًا في الصدر وأحيانًا أعراضًا أخرى. ويحدث الألم الحاد في الصدر
عندما تحتك الطبقات المتهيجة من غلاف القلب ببعضها البعض.
وعادة ما يبدأ الالتهاب فجأة ولكنه لا يستمر طويلاً (الالتهاب الحاد). لكن، عندما تتفاقم الأعراض بشكل تدريجي
أو تستمر، يتم اعتبار التهاب غشاء التامور مزمنًا. وتكون معظم الحالات خفيفة وعادة ما تتحسن من تلقاء نفسها.
وقد يشمل العلاج للحالات الأكثر شدة الأدوية، ونادرًا الجراحة. وقد يساعد التشخيص المبكر والعلاج في الحد
من مخاطر حدوث مضاعفات على المدى الطويل من التهاب غشاء التامور.
* الأعراض
عادة ما يستمر التهاب غشاء التامور الحاد لفترة أقل من بضعة أسابيع، بينما ينقسم التهاب غشاء
التامور المتكرر المزمن إلى نوعين، هما النوع المستمر الذي يحدث خلال ستة أسابيع من التوقف
عن العلاج الطبي من نوبة حادة، والنوع المتقطع الذي يحدث بعد ستة أسابيع.
فإذا كنت تعاني من التهاب غشاء التامور الحاد، فإن العرض الأكثر شيوعًا هو ألم حاد طاعن في الصدر
خلف عظم القص أو في الجانب الأيسر من الصدر. ومع ذلك، يصف بعض المصابين بالتهاب غشاء التامور الحاد
ألم الصدر بأنه غير حاد أو مؤلم أو بدلاً من ذلك يشبه الضغط، وبدرجات متفاوتة من الشدة.
وقد ينتقل ألم التهاب غشاء التامور الحاد إلى الكتف الأيسر والرقبة، وغالبًا ما يشتد عند السعال أو الاستلقاء
أو الاستنشاق بعمق. ويمكن أن يؤدي الوقوف أو الميل للأمام إلى تخفيف الألم في أغلب الأحيان. وفي بعض
الأحيان، قد يكون من الصعب التمييز بين ألم التامور والألم الذي يصاحب الأزمة القلبية.
وعادة ما يصاحب التهاب غشاء التامور المزمن التهابًا مزمنًا ويمكن أن يؤدي إلى تجمع سوائل
حول القلب (الانصباب التأموري). ويُعد ألم الصدر أكثر أعراض التهاب غشاء التامور المزمن شيوعًا.
وقد تشمل علامات وأعراض التهاب غشاء التامور بعضًا أو كلاً مما يلي، حسب نوعه:
- ألم حاد ونافذ بالصدر في المنتصف أو الجانب الأيسر منه.
- ضيق التنفس عند الاستلقاء.
- خفقان القلب.
- حمى منخفضة الدرجة.
- شعور عام بالضعف أو التعب أو الشعور بالمرض.
- السعال.
- انتفاخ البطن أو تورم الساق.
واطلب رعاية طبية فورية إذا شعرت بأعراض جديدة من ألم الصدر. وتتشابه العديد من أعراض التهاب غشاء
التامور مع تلك الخاصة بأمراض القلب والرئة الأخرى. وكلما خضعت للتقييم مبكرًا، أمكن الحصول على التشخيص
والعلاج المناسبين مبكرًا. على سبيل المثال، بالرغم من أن سبب الألم الحاد في الصدر قد يكون التهاب غشاء
التامور، إلا أن السبب الأصلي يمكن أن يكون أزمة قلبية أو جلطة دموية في الرئتين (الصمة الرئوية).
* الأسباب
في الظروف العادية، يحتوي كيس التامور ذو الطبقتين، والذي يحيط بالقلب، على كمية
صغيرة من سوائل التليين. وعند الإصابة بالتهاب غشاء التامور، يصبح الكيس ملتهبًا ويؤدي
الاحتكاك الناتج عن الكيس الملتهب إلى الشعور بألم في الصدر.
وغالبًا ما يصعب تحديد سبب الالتهاب. ففي معظم الحالات، إما لا يتمكن الأطباء من تحديد
السبب (مجهول السبب) أو يشتبهون في الإصابة بعدوى فيروسية. كما يمكن
أن تحدث الإصابة بالتهاب غشاء التامور بعد فترة قصيرة من الإصابة بأزمة قلبية شديدة
وذلك بسبب تهيج عضلة القلب التالفة الكامنة.
وبالإضافة إلى ذلك، قد يحدث شكل متأخر من التهاب غشاء التامور بعد أسابيع من الإصابة بأزمة
قلبية أو الخضوع لجراحة في القلب. ويُعرف هذا الالتهاب المتأخر باسم متلازمة دريسلر. ويعتقد
العديد من الخبراء أن متلازمة دريسلر تحدث بسبب استجابة التهابية خاطئة من قبل الجسم تجاه
أنسجته الخاصة (استجابة مناعية ذاتية) - وفي هذه الحالة، تكون هي القلب وغلافه.
وتشمل الأسباب الأخرى لالتهاب غشاء التامور ما يلي:
- الاضطرابات الالتهابية الجهازية.. قد تشمل الذئبة والتهاب المفاصل الروماتويدي.
- الصدمات.. قد تحدث إصابة في القلب أو الصدر نتيجة لحادث سيارة أو غيره من الحوادث.
- اضطرابات صحية أخرى.. قد تشمل الفشل الكلوي والإيدز والسل والسرطان.
- بعض الأدوية.. يمكن أن تتسبب بعض الأدوية في الإصابة بالتهاب غشاء التامور، بالرغم من أنه أمر غير مألوف.
* المضاعفات
قد تتضمّن المضاعفات ما يلي:
- التهاب غشاء التامور المضيق Constrictive pericarditis.. بالرغم من أنه غير مألوف، إلا أن
بعض المصابين بالتهاب غشاء التامور، وخاصة أولئك الذين يعانون من التهاب طويل المدى وتكرار
الإصابة المزمن، يمكن أن يصابوا بتخثر وتندب وانقباضات دائمة في غلاف القلب.
عند أولئك الأشخاص، يفقد غلاف القلب كثيرًا من مرونته ويشبه غلافًا صلبًا ضيقًا حول القلب
مما يمنع القلب من العمل بشكل صحيح. وتُسمى هذه الحالة باسم التهاب غشاء التامور المضيق
وغالبًا ما تؤدي إلى تورم شديد في الساقين والبطن، وكذلك ضيق في التنفس.
- الدكاك القلبي Cardiac tamponade. عندما تتجمع الكثير من السوائل في غلاف القلب، يمكن
أن تحدث الإصابة بحالة خطيرة تُسمى الدكاك القلبي. تُشكل السوائل الزائدة ضغطًا على القلب
ولا تسمح له بالامتلاء بالدم بشكل صحيح. وهذا يعني أن كمية أقل من الدم تخرج
من القلب، مما يسبب انخفاضًا حادًا في ضغط الدم. ويمكن أن يكون الدكاك القلبي قاتلاً
إذا لم يتم علاجه على الفور. وعادة ما يعمل التشخيص المبكر وعلاج التهاب غشاء التامور
على تقليل مخاطر حدوث مضاعفات على المدى الطويل. |
|
|