أكَّدت دراسة علمية نشرتها دورية علم البيئة الميكروبية، أن طبقة «التروبوسفير» في الغلاف الجوي، هي السر وراء إمكانية احتفاظ قطرات المطر بالفيروسات، لافتة إلى أن هذه الطبقة الجوية، التي تقع أسفل المكان، الذي تطير فيه الطائرات، تعتبر المخزن الرئيسي للفيروسات والوبائيات، وهي التي تقف وراء انتشار الأمراض
تأتي هذه الدراسة، ردًا على تساؤل: هل يمكن للفيروس أن ينتشر عن طريق المطر؟.
وحسب الدراسة، فإن طبقة «التروبوسفير» من الغلاف الجوي تودع في أجوائها مليارات الفيروسات وعشرات الملايين من الأنواع البكتيرية في كل متر يوميًا، وخلصت الدراسة إلى أن أكثر من 800 مليون فيروس يوجد في كل 11 قدمًا مربعًا فوق طبقة «التروبوسفير» تلك.
ومن المعروف، أن الفيروسات تنتقل عن طريق جزيئات الهواء،التي تتكثف من المياه وغبار التربة. ووفقًا لمعهد العلوم في جامعة كولومبيا البريطانية، فإن الفيروسات يمكن لها أن تنتقل في الهواء بشكل رئيسي، من خلال رذاذ البحر وغبار التربة، عبر التصاقها بجزيئات عضوية أصغر وأخف وزنًا تكون معلقة في الهواء والغازات الناقلة، مما يعني أن تلك الفيروسات يمكن أن تبقى لفترة أطول عائمة في الهواء.
وبمجرد عبور تلك الفيروسات الحدود الجوية من خلال طبقة «التروبوسفير»، على ارتفاعات تتراوح بين 8 و10 آلاف قدم، يمكن لتلك الفيروسات الانتقال بحرية إلى مسافات شاسعة.
وبالعودة إلى فيروس كورونا الغامض وطرق انتقاله أيضًا، يمكن التأكيد على أنه أشبه بسلوك فيروس سارس وميرس، وبالتالي فإن الدراسات لا تشير إلى إمكانية انتقال المرض عبر هطول الأمطار؛ بالنظر إلى العمر الافتراضي للفيروس واستبعاد طريقة انتقاله عبر الهواء.
مع هذا تسبب انتشار وباء كورونا بقلق عالمي، إذ تدرس منظمة الصحة العالمية اتخاذ الاحتياطات للعاملين في القطاع الصحي، بعد أن أظهرت دراسة أن الفيروس يمكن أن يعيش في الهواء اعتمادًا على ظروف بيئية معينة كالحرارة والرطوبة.
ويؤكد المسؤولون في منظمة الصحة العالمية، أن أمراض الجهاز التنفسي في العموم تنتشر عن طريق الاتصال من شخص إلى آخر، عبر الرذاذ المتطاير من خلال العطس والسعال، أو من خلال الأسطح التي تعيش عليها الفيروسات لفترة من الزمن، كما يمكن لفيروس كورونا أن ينتقل في الهواء، حسب بعض الدراسات العملية، ويبقى معلقًا في الهواء وفقًا لعوامل مثل درجة الحرارة والرطوبة.