رميت العشق في يمٍّ على أطراف حضن النيل
أملت رجوعه حتى تقر العين في التقبيل
فأين الوعد يا نيلا وقد آمنت بالتنزيل ،
ولم أكفر بمعجزة ولم أحتج إلى التأويل
أكان فراقنا قدرا.. فتقتل حاصل التحصيل !
تمزقنا أيادي الموت تمزيق الرياحينِ
كأن الله لم يعبد بغير السين والشين /
كلا الطرفين في عاج ويرمي الكفر بالدين
لينحت كره قابيل بمطرقة وسكين
مذاهبنا رمت بالجب مولودا بقلبين ..
لتأتي بئره ليلا وتغرس فيه سيفين /
تقد الحق من دبر و تنحر دمعة العين ..
ونحن بكربلائهما شهيدا لحظة البين ’
منامي جاء يخبرني كلانا منته بمضيق
كلانا مقتف وهما كلانا ينثني لطريق ..
أنا في عتمة وحدي وفيها فورة وشهيق
وأنت بغور لجتها جريح منتفٍ وغريق ْ
حسبت البين كابوسا، رجوت بأنني سأفيق
لتصفعني من الأحلام حشرجتي بغصة ريق ..
هنا المنفى .. وآخر ضمة للصدر للأحضان
تعرق جبهة الآمال تصليها يد النيران ..
وقتل الطير في مرأى من الأعشاش والأغصان ْ
وسكب الماء في ترب أمام تسول العطشان ..
أموتك أين ذاك الصوت يا ترنيمة الشجن
بغير الحس .. غير العطر أسكن وحشة الكفن .
وأبكي حرقة الحواء حين الطرد من عدن ْ
فليت الرب يغفر لي عداء يزيد للحسن
تذكرني أنين الناي .. لسع الشاي .. حزن العود
شجاري معك في عيني ترى بنية أم سود
صيام الشهر .. ضوء البدر.. عشق السحر .. حنا العيد ْ
عناق البرد .. جفو البعد .. غي العند .. قبلة جيد بعيدٌ عنك أغنيةٌ نرددها بصوت الست ْ
نباري من سيكملها على غيب أنا أم أنت ؟!
ونهدي كل دندنة تلحفنا بقلب التخت ْ
ولم أعلم بعيد القهر أنشدها بعيد أنت ..
ربينا في ظلال الشوق عاشقة ومعشوقا ْ
وأحرقنا بغيرتنا مسافات وتفريقا ..
إلى أن بات سوسننا بكف الدهر مخنوقا ..
وتصلبنا طوائفنا مجاهرة وزنديقا ..
أليس الحب يا قومي سجود الروح عند الروح !؟
ورعشتنا بجلد الذنب عند الرب حين نبوح ْ
ورقصتنا على جرح لدى فيروز حين تنوح ْ
وشهوة بلبل في السجن للأفاق وهي تلوح ْ
لماذا ترجم الفتوى قلوب الحب كالشيطان ؟!
لأن عروق قلبينا سياط تضرب الأديان ..
وهل عارٌ محبتنا أينكر خلقه الانسان ْ
سنحيا في سفينتنا ويغرق عرفهم طوفان ْ
ستجري دائما كفي وإن بترت لكفيكا ْ
وتركع نظرتي الخجلى أمام مقام عينيكا ْ
وتلهث دائما شفتي اذا ناديت لبيكا ْ
ويسري الشعر في ألق يقبل خطو رجليكا ْ |
|
|
|